Mar 24, 2022 4:39 PM
خاص

مكتف مات قهرا...الإجراءات التعسفية تلاحق شركته والتقارير تؤكد البراءة!

المركزية – "اختَنَقت" قالها صاحب شركة مكتف للصيرفة ونقل الأموال الراحل ميشال مكتف لوكيل الشركة المحامي ألكسندر نجار قبل أسابيع من رحيله إثر تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة. وحيدا قرر أن يمشي ذاك اليوم على بساط الثلج الأبيض في فاريا، لكن قلبه الذي اعتصرته مرارة الاجراءات التعسفية وممارسات التنكيل بشخصه وبشركته خانه، فرحل وحيدا من دون أن يسمع زفراته الأخيرة إلا ملائكة الرحمة التي نقلته إلى جوار الرب.

كان خائفا على صحته في الشهرين الأخيرين نتيجة شعوره بآلام في صدره ومعدته ،لكن الأطباء الذين عاينوه أكدوا أن ما يعانيه ناتج عن الضغوط التي كان يتعرض لها وتحديدا منذ اقتحام مكاتب شركته حتى لحظة تحرر الروح من جسده. وعلى رغم العلاجات الطبية التي تلقاها إلا أنه كان يشعر بالقلق على صحته كما أفراد عائلته الذين لمسوا مدى التعب والقلق في قلب وعيون الأب الحنون. إلى أن جاءت اللحظة. رحل ميشال مكتف ومعه صك البراءة من أحكام الأرض الجائرة وسقطت دعوى الحق العام . إلا أن الشركة التي أمضى فيها عمره لا تزال مقفلة بأمر قضائي فهل من طريق للعدالة بعد رحيل صاحبها؟

وكيل شركة مكتف للصيرفة المحامي ألكسندر نجار لا يتوقف عن ترداد كلمة "خسارة... خسارة كبيرة". هو الذي عايش محطات التعسف القضائي والأحكام الجائرة التي صدرت في حقه ومحاولات تشويه صورته أمام الرأي العام. ويقول لـ"المركزية": "ميشال مكتف كان ضحية القضاء المسيس وخسارة كبيرة للبنان الذي أحبه وآمن به ورفض إلا أن يستثمر فيه، فكانت شركاته مصدرا تعتاش منها مئات العائلات عدا خدماته والمساعدات التي كان يقدمها للناس من دون أن تعرف يساره ما فعلته يمينه".

قضائيا يوضح نجار "أن الخطوات التي قامت بها القاضية غادة عون كانت غير قانونية في أساسها بدءا من عملية المداهمة وكسر وخلع الأبواب وعدم رضوخها للقرار القضائي الذي كانت تبلغته بسحب الملف منها وصولا إلى عملية "سحب" 7 أجهزة كومبيوتر بشكل عشوائي من الشركة. ويضيف نجار: "أخطر ما في الأمر أنه تم نقل هذه الأجهزة إلى شقة في منطقة زكريت تسكنها راهبتان، تربطهما بالقاضية عون علاقة صداقة وطيدة إلى درجة أنه عندما أصيبت بعارض صحي تم الإتصال بالراهبتين.

وضع أجهزة الكومبيوتر في شقة سكنية أمر مخالف للقانون لا بل فاضح "في حين يفترض في حالات مماثلة وضعها لدى النيابة العامة الإستئنافية أو لدى خبير للإطلاع على داتا المعلومات بإذن قضائي. والأخطر من ذلك أنه تم نقل الداتا على "حافظ معلومات" تم شراؤه من قبل الراهبتين بسعر 800 دولار وتولى أشخاص على علاقة بالتيار الوطني الحر، كانوا شاركوا في عملية خلع البوابة الخارجية واقتحام الشركة وتباهوا بفعلهم، عملية سحب المعلومات في حين يفترض قانونا أن يتولى عملية سحب الداتا خبير إختصاصي وبإذن من القضاء المختص".

قبل 10 أيام فقط عادت أجهزة الكومبيوتر إلى شركة مكتف "علما أن عملية سحب الداتا تمت منذ حوالى 5 أشهر وهذا أسلوب من أساليب التنكيل التي مارسها القضاء بحق الراحل مكتف، أما الشركة فلا تزال مقفلة من دون أي سبب أو تبرير قانوني".  إلا أن الوقت لم يسمح لميشال ومحامي الشركة الدخول إلى الأجهزة والإطلاع على ما تم سحبه "في الأساس هو لم يكن خائفا ولم يشعر بالقلق لأنه كان على يقين بأن لا شكوك حول قانونية أعماله ونظافة كفه ولم يكن لديه شيء ليخفيه عن القضاء أو الرأي العام. كان ضميره جد مرتاح". ولفت نجار إلى أن "محاولات الصد التي جوبهت بها عون و"مجموعتها" جاءت على خلفية عدم قانونية الخطوة وليس لأن مكتف كان يخفي معلومات".

التقرير الذي وضعته عون عن فحوى الداتا التي تم سحبها من أجهزة الكومبيوتر وقّع عليه 3 خبراء من أصل 5 لأنه بحسب نجار "كان مجتزأ وغير موضوعي ويفتقد إلى عنصر العلمية ومكتوب بطريقة عشوائية... باختصار لا قيمة له. وبتاريخ 16-2-2022 أصدر القاضي علي ابراهيم قرارا يؤكد على عدم وجود أية مخالفة مع حفظ الأوراق وفي ذلك أيضا تظهر عدم الجدية في التعاطي مع الملف وتأكيد على وجود نوايا تعسفية وتنكيل وإساءة في استعمال السلطة القضائية. وعملا بالقانون تقدمنا بحوالى 7 شكاوى أمام هيئة التفتيش القضائي و4 أخرى أمام النيابة العامة التمييزية والملف اليوم بات في عهدة قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور في انتظار البت بمصير إعادة فتح أبواب الشركة".

ليس عبثا الكلام الذي تناقله الأصدقاء والمقربون من ميشال يوم رحيله عن أنه مات قهرا "هناك تقارير لثلاثة أطباء كانوا يشرفون على علاجه في الشهرين الأخيرين تثبت أنه كان يعاني من ضغوط نفسية كبيرة وإرهاق شديد مما تسبب له بأعراض أوجاع في المعدة والقلب. كان يعيش جحيما بعدما أقفلوا أبواب شركته للصيرفة ولاحقا أبواب شركة الأدوية والمأكولات في الطبقة العلوية من المبنى نفسه. وعدا تعسف القضاء كان هناك تدخل سياسي في الملف وهناك وقائع وأدلة تثبت ذلك... لكن عدالة الله أقوى من ظلم عباده". يختم نجار.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o