Mar 24, 2022 12:11 PM
خاص

اللقاء المصري -الاماراتي -الاسرائيلي.. أطر أمنية لاستقرار المنطقة

المركزية – إبعاد الخطر الايراني عن المنطقة، عنوان حمله اللقاء الثلاثي الذي عُقد في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر جنوب سيناء، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي لم يُعلَن عنه مسبقاً و"تم التخطيط له سراً في الأيام القليلة الماضية"، خاصة بعد ورود تقارير تفيد بقرب التوصل إلى اتفاق حول برنامج ايران النووي، واحتمال شطب اسم الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب. 

وسائل إعلام إسرائيلية وصفت اللقاء بـ "حدث غير مسبوق"، وقالت "القناة 13" إن القمة تمحورت حول ما وصفته بخطر إيران، في حين تحدثت وسائل إعلام عن قضايا أخرى ناقشتها القمة منها بحث التداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وملفا الطاقة والأمن الغذائي، وسط توقعات بأن يفتح هذا الاجتماع المجال لإمكانية تكرار مثل هذه اللقاءات، وانضمام أطراف عربية أخرى. فما أهمية هذا اللقاء؟ 

العميد الركن خالد حماده يقول لـ"المركزية": "استنهضت الحرب الدائرة في أوكرانيا كل الازمات في العالم، لأن المعركة التي تجري بين الجيشين الروسي والاوكراني لم تعد تداعياتها محصورة في الميدان، بل طالت الاقتصادات العالمية والسياسات الدفاعية لعدد من الدول وحركة السوق العالمية والعلاقات الدولية  برمتها، وبالتالي ليس هناك أي دولة أو منطقة في العالم غير معنية بهذا الصراع. لقد شهدت الساحة الاقليمية اختلافاً كبيراً في تعاطي الدول مع هذه الحرب، ومواقف متمايزة عن الولايات المتحدة لكل من تركيا ودول الخليج واسرائيل، إلى جانب عدم وضوح في الموقف الايراني رافق الترويج الاميركي للاتفاق النووي وإمكانية إنجازه خلال أيام، بما يوحي أن الولايات المتحدة تدعو ايران الى دور ما لقاء توقيع الاتفاق النووي". 

ويعتبر حماده أن "المنطقة العربية معنية ومتأثرة بتداعيات الحرب في اوكرانيا، خاصة وأنها أحد أهم مصادر الطاقة العالمية وفي طليعة مستوردي  السلاح والسلع، كما أنها على تماس مع اوروبا ومع ايران. وبالتالي فان المنطقة أضحت جزءاً من اشتباك المصالح الدولية "، مشيراً إلى أن "لقاء شرم الشيخ بين السيسي وبن زايد وبينيت ربما يرسم تقاطعات أمنية واقتصادية لا بد من التنسيق فيها للتمكن من تجنيب المنطقة اي صراعات او مشاكل غير محسوبة". 

ويرى حماده ان "مصر دولة مصدّرة للغاز، كما أن الغاز الاسرائيلي يمرّ عبر مصانع الإسالة المصرية، والامارات أيضاً دولة مصدّرة للغاز والنفط ولم تستجب مع المملكة العربية السعودية للطلب الاميركي بزيادة الضخ. إضافة إلى ذلك، هناك حاجات معيشية وسلع اساسية كانت تستورد من روسيا واوكرانيا أضحت تشكل عبئا كبيراً لا سيما على مصر الدولة الكبيرة، لكن اعتقد ان الهاجس الامني يبقى الطليعي لأن الموقف الايراني الملتبس والهجمات الحوثية التي زادت بوتيرة كبيرة خلال الاسبوع المنصرم وطالت مرافق حيوية اساسية في المملكة العربية السعودية وليس في جنوبها، من خلال قصف محطات الكهرباء والطاقة وتحلية المياه، هي باليقين رسائل اميركية بأسلحة ايرانية ينفذها الحوثيون وذلك للردّ على مواقف المملكة"، مؤكداً ان "الدول العربية معنية، كما ان اتفاقات التطبيع أدخلت اسرائيل في حلقة الامن العربي او المتوسطي او الشرق اوسطي، وربما هناك قواسم مشتركة بين دول الخليج واسرائيل فيما يتعلق بالموضوع الايراني، لأن الخطر الايراني يلامس الجميع، وبالتالي لا بدّ من تنسيق هذه المواقف". 

ويطرح هذا اللقاء بحسب حماده، أطراً  لشراكات مستجدة، خاصة وان مصر تشكّل للمرة الاولى جزءا من هذه اللقاءات الخليجية -الاسرائيلية، للتعامل مع  التهديدات المرتقبة، ليس فقط من قبل طهران بل على خلفية تمدّد نتائج ومفاعيل الصراع الموجود في اوكرانيا، بما يستوجب موقفا موحدا من موضوع الردود على مسألة الطاقة وما سيكون عليه دور دول المنطقة المنتجة للنفط في حال استمرت الازمة وخفضت روسيا صادراتها من النفط والغاز، وما هي الحدود المتاحة التي يمكن أن تُبقي الأمن القومي في المنطقة بمنأى عن تداعيات الحرب هناك، إضافة إلى موضوع الأمن الغذائي"، لافتاُ إلى "ان هذا الاجتماع قد يكون مقدمة لانضمام تركيا، التي كان لها موقف متمايز وحكيم من الحرب الدائرة في اوكرانيا، لم يتوافق مع الإجراءات  الاميركية ولم يؤيد العملية العسكرية لروسيا". 

ويختم حماده: "أعتقد ان المنطقة مقبلة على استحداث أطر أمنية معنية بالاستقرار في كل الشرق الاوسط، تشارك فيها دول الخليج ومصر واسرائيل وتركيا، بحكم أدوارها  المؤثرة في يوميات هذه المنطقة ومستقبلها. هذه  الأطر ستتجاوز  كل التقييدات السابقة لا سيما بعد اتفاقات التطبيع التي جرت بين عدد من الدول العربية واسرائيل، والتي نجحت ربما في تخفيض حدة التلاقي الاسرائيلي -الايراني الذي كان يتم سابقاً على حساب المصالح العربية، وهي ستضع اسرائيل امام خيارات جديدة تتعلق باستقرارها لا سيما في مسالة التماهي مع  طهران على حساب المصالح العربية. هذه فرضية ستبقى مطروحة برسم المرحلة القادمة والقوى الاقليمية ومدى أهليتها  لوضع إطار إقليمي يضع أولويات مشتركة على صعيد التهديدات الأمنية والاقتصادية". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o