Mar 23, 2022 2:21 PM
اقتصاد

إطلاق المرحلة الثانية من ترشيد الدعم الدوائي: تحويل الأموال إلى الصناعة المحلية

المركزية - أطلق رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المرحلة الثانية من ترشيد الدعم الدوائي التي ستتركز على الإبقاء على الدعم الكامل للصناعة الدوائية المحلية في مقابل عدم دعم الدواء المستورد المنافس له في السوق اللبنانية، ما يحقق وفرًا بالعملات الصعبة سيستخدم في استيراد كمية أكبر من أدوية الأمراض السرطانية، وزيادة دعم الصناعة المحلية حتى تصبح قادرة على تغطية كامل احتياجات السوق اللبنانية من الدواء، ذلك خلال لقاء حضره وزير الصحة العامة فراس الأبيض ووزير الصناعة جورج بوشكيان وجمع أركان النظام الصحي في السراي الكبير. وشارك فيه النواب: عاصم عراجي، فادي علامة، بلال عبدالله، بيار بو عاصي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، نقيب الأطباء شرف أبو شرف، نقيب الصيادلة جو سلوم، نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة، رئيس جمعية شركات الضمان ايلي نسناس، رئيس اتحاد المستثمرين جاك صراف، ممثل نقابة اطباء الشمال عبد الناصر مصطفى، مدير عام تعاونية موظفي الدولة يحيى خميس، وحشد من مديري شركات الادوية والمستلزمات الطبية. 

ولفت ميقاتي إلى أن عندما دعاه "وزير الصحة ووزير الصناعة لأكون معكم اليوم لم اتردد لحظة. صحيح أننا نمر في سلسلة من الأزمات ولكننا في المقابل نرى اوجها عديدة من الإبداع اللبناني. اللبناني غير عاجز بل هو قادر على صناعة ما يجب صنعه. ربما الرفاهية التي مررنا بها في الماضي أبعدتنا قليلا عن الاهتمام بما يمكن أن تصنعه أيدينا. واذا لم نصنع بانفسنا ما يجب فعله، فلا ننتظر من الغير أن يساعدنا وينتج معنا". 

وأضاف "قبل عدة ايام عقدنا اجتماعا مع وزير الزراعة ومنظمة الفاو اظهرت مناقشاته أنه يمكن للبنان ان يحقق خلال سنة اكتفاء ذاتيا من القمح بزراعة 8 آلاف دونم في مناطق مختلفة ما يجعلنا قادرين على وقف الاستيراد وانتاج ما يكفي استهلاكنا المحلي. ويتكرر الأمر ذاته مع قطاع تصنيع الدواء الذي بات استيراده من الخارج يحتم اعباء على الخزينة. ما يمكنني قوله ان من خلال هذا التكامل يمكننا الانطلاق نحو مرحلة مهمة من الاكتفاء الذاتي". 

وقال "إنني على ثقة ان المطلب الأول لدى مختلف القطاعات، ليس الدعم، بل تأمين الكهرباء بسعر معقول لتخفيف فاتورة المحروقات، وباذن الله تسير الأمور كما ينبغي". 

 وزير الصحة: بدوره، أشار وزير الصحة فراس الأبيض إلى "أهمية دعم صناعة الدواء، منطلقًا من الجولة التي قام بها ووزير الصناعة أمس على عدد من المصانع والتي أظهرت أنها تعتمد معايير عالمية ما يشكل مدعاة للفخر بما حققته هذه المصانع رغم أن كثيرين لا يعرفون التطور الحاصل في قطاع الدواء محلياً". ولاحظ أن "هذه المصانع لا تعمل بحسب قدرتها الإنتاجية القصوى، بل بأقل من نصف قدرتها وإذا ما توفر الدعم لها تصبح قادرة على كفاية السوق المحلية كما على التصدير للدول العربية والأجبنية". 

وأوضح الأبيض أن "لبنان يصنّع 1161 دواء من ضمن عشرين فئة علاجية للأمراض الأساسية والمزمنة مثل القلب، الضغط، السكري، الكولسترول، سيلان الدم، الربو، الإلتهابات والحساسية إضافة إلى بعض الأمراض السرطانية". 

وتابع "بناءً على دراسة لوزارة الصحة، تبين أن سعر الدواء اللبناني أقل ثمنًا من أسعار الأدوية المستوردة كما أنه من الأكثر جودة مما يجعله أقل كلفة على المواطن". 

ولفت إلى أن "مصانع الدواء تفتح فرص عمل برواتب جيدة للعديد من الشباب المتخرجين الذين لن يضطروا للبحث عن فرص عمل في الخارج. ويؤمن دعم المصانع أيضاً مصدر دخل بالعملة الصعبة". 

وأضاف "الدعم الذي تحصل عليه الصناعة الدوائية المحلية يشكل خمسة وثمانين في المئة من المواد الأولية وهو ما يشكل خمسة وعشرين في المئة من كلفة الدواء ككل. الصناعة المحلية تُدعم إذًا بحوالى خمسة وعشرين في المئة من كلفة الدواء ككل بينما يُدعم الدواء المستورد بنسب تتراوح بين خمسة وعشرين في المئة وخمسة وأربعين في المئة وخمسة وستين في المئة. وهذا ما يظهر أن الدواء المحلي هو الأقل حصولا على الدعم علمًا أن دعم الدواء المستورد يعني استخدام الأموال لدعم مصانع في الخارج في مواجهة صناعتنا المحلية". 

وأردف "هذه الوقائع حتمت اتخاذ القرار بالإبقاء على الدعم الكامل للصناعة الدوائية المحلية وعدم دعم الدواء المستورد المنافس له في السوق اللبنانية، والقرار مبني ليس على مصلحة المصانع بل على مصلحة المواطن. ولن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأدوية التي يستخدمها المواطن اللبناني لأنها كلها متوفرة محليًا والقرار يطال فقط الشريحة المصنعة في لبنان". 

وأعلن الأبيض أن "نقابة المصنعين ستضع في التصرف call center للتواصل مع أي مواطن يجد صعوبة في تأمين دوائه بحيث يتم ضمان الحصول على الدواء الأفضل بالسعر الأكثر تنافسية". 

وأكّد أن "تطبيق القرار سيؤدي إلى وفر بالعملات الصعبة سيستخدم في استمرار استيراد كمية أكبر من أدوية الأمراض السرطانية التي نواجه مشكلة في تأمينها بالكمية اللازمة، إضافةً إلى تقديم المزيد من الدعم للصناعة المحلية بحيث تكون قادرة على تغطية كامل احتياجات السوق". 

وختم الأبيض "في كل الأزمات هناك فرص ونتطلع للخروج من الأزمة بوضع أفضل ونأمل أن السياسات التي تقوم بها الحكومة برئاسة ميقاتي تنجح في إخراج لبنان إلى وضع أفضل". 

وزير الصناعة: من جهته، قال وزير الصناعة جورج بوشكيان "لا بدّ من تهنئة نقابةِ أصحاب مصانعِ الدواء التي تضمُّ مصانعَ عريقة وجديدة، وهي دوماً على مستوى مواجهة التحديات. وما يلفت في عملِهم هو الجدّية والتخصّص في التصنيع من دون الوقوع في التكرار أو المنافسة الشرسة في ما بينها. وهذا الأمرُ يعطيها قوّةَ دفع على التسلّح بقدرات تنافسيّة في الأسواق اللبنانية والخارجية. في وزارتي الصناعة والصحة، وبدعمٍ قوي من الرئيس ميقاتي، هدفُنا مشترك وهو المضي قدماً بسياسة تقدّمية نحو الاعتماد على الدواء اللبناني، مقابل تراجع الاعتماد على الدواء الأجنبي، لألف سبب ذكرناه أكثرَ من مرّة". 

وتابع "معروف عن اللبناني تفوُّقُه وابداعُه في حقل العلوم والتكنولوجيا والطب. ولا يتراجع أو يتردّد عن خوضِ مغامرات الدخول في صناعات جديدة تقوم في الدرجة الأولى على قدرات الفكرِ البشري. وتكمن ثروةُ لبنان الطبيعية في موارِدِه البشريّة. لذلك توسّعت صناعةُ الدواء في لبنان وانتشرت بتوظيفات واستثمارات كبيرة. وفي كلِّ مرّةٍ أجولُ فيها على مصانعِ الدواء، يزيد افتخاري ويكبرُ قلبي بهذه الصناعة الرائدة، صناعة الغد. فالمصانع مجهّزة بأفضل التجهيزات والمعدّات والمختبرات والأطباء والصيادلة والكيميائيين، وأصبح انتاجُها يضاهي الشركات العالمية. فلماذا لا يتمّ الاستبدالُ التدريجي للدواء الأجنبي بمثيلِه اللبناني؟ ولماذا لا يتمّ التعاون والتنسيق بين وزارةِ الصحة والجهات الضامنة ونقابتي الأطباء والصيادلة ونقابة أصحاب مصانع الدواء بهذا الخصوص؟ الوضع الاقتصادي صعبٌ ومعقّد. ويحتاج لبنان الى تدفّق العملات الأجنبية وليس الى تصديرها أو تهريبها تحت أي حجّة. والصناعة اللبنانية بأي قطاع ولا سيما الدواء، قادرة من خلال التصدير على جذب العملات الصعبة". 

ولفت إلى أنه ذهب "ثلاث مرّات الى العراق وقمنا بزيارات الى دول أخرى، حيث نقوم بمحادثات في الخارج، نُسْأل عن الدواء اللبناني وحاجة هذه البلدان الى استيراده. وهذا الأمر دليل على الثقة بالجودة والنوعية والمواصفات". 

نقابة مصانع الادوية: هذا وتحدثت رئيسة نقابة مصانع الادوية كارول أبي كرم، مشيرةً إلى أن "في 17 شباط 2017 أطلقنا من هذا الصرح "الحملة الوطنيّة لدعم الصناعة اللبنانيّة للدواء"، وعاهدنا يومها اللبنانيين  إلتزامنا الصحة. إلتزمنا وما زلنا، فأصبح الدواء اللبناني آمنا - بأعلى جودة - بأفضل سعر ومتوفّر بصورة مستدامة. مصانعنا مجهّزة بأحدث المعدات والتكنولوجيا، يديرها فريق عمل من الكفاءات اللبنانيّة يعملون وفق أعلى معايير الجودة العالميّة. تخضع مصانعنا لرقابة وزارة الصحة والسلطات الصحية في الدول التي نصدّر اليها. أدويتنا اللبنانيّة تخضع لفحوصات في مختبرات معتمدة من قبل منظمة الصحة العالميّة لتأكيد جودتها. مصانعنا حازت على ثقة أهم الشركات العالمية التي نقلت صناعتها الى لبنان واعتمدته للتصدير إلى الدول المجاورة. ونؤكّد على تمسّكنا بالشركات العالميّة وندعوها للشراكة والمزيد من التعاون ونقل التكنولوجيا والتصنيع محلياً، لا سيما للأدوية المستعصية والمبتكرة لتخفيض كلفة الدعم على مصرف لبنان، وتوفير الدواء للمواطن بالسعر المناسب والكميات المطلوبة، على أن يبقى التوزيع عبر الوكيل المعتمد. الدواء اللبناني بأفضل، فالأدوية اللبنانيّة أوفر من المستحضرات الـ BRAND والجنيسية المستوردة المماثلة بنسبة تتراوح بين 25 و55 في المئة  كمعدل وسطي". 

وأضافت "هذه الأسعار مناسبة للمريض وتؤمّن وفراً على الجهات الضامنة. من هنا، ندعو كل الجهات الضامنة والمنظمات العالمية إلى إعطاء الأولويّة للدواء اللبناني في مشترياتها كما ندعو الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي إلى التعويض على أساس سعر الدواء اللبناني. إلى جانب الأسعار المناسبة للمواطن إنّ الأدوية اللبنانيّة تؤمّن وفراً مهما على حجم الدعم المطلوب من مصرف لبنان وبذلك فهي تحدّ من إخراج العملات الصعبة وتؤمّن إعادة استثمارها في لبنان". 

وأوضحت أن "الدواء اللبناني متوفر، تؤمّن المصانع حالياً أكثر من 60 في المئة من حاجة السوق من الأدوية التي ننتجها ولدينا طاقة انتاجية متاحة لتأمين مئة في المئة من حاجة السوق من هذه الأدوية. ونحن على جهوزية كاملة للعمل ليلاً نهارا لهذا الغرض، ممّا يساهم حتماَ بزيادة فرص العمل. ونعمل أيضاً على إضافة أدوية جديدة لتلبية حاجة المريض وتخفيض كلفة الفاتورة الدوائيّة. كلنّا ثقة انّ الرئيس ميقاتي والوزراء لن يوفروا جهداً لدعم قطاعنا لتأمين الأمن الدوائي. نحن معهم يداً بيد لتحقيق هذا الهدف، لأنّ الدواء اللبناني آمن، بأعلى جودة، بأفضل سعر ودائماً متوفّر". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o