Mar 23, 2022 1:13 PM
خاص

هل يفعلها بايدن ويرفع العقوبات عن "الحرس" تسهيلا لـ"فيينا"؟!

المركزية- في موازاة الاتصالات الدولية الجارية على خط الازمة الروسية – الاوكرانية، يحظى الملف النووي الايراني ايضا بجزء من اهتمام عواصم القرار التي تبدو مصرّة على اعادة احياء مفاوضات فيينا، توصّلًا الى اتفاق مع ايران، ولو انها لا تعتقد انه ممكن قبل انتهاء الازمة الروسية- الاوكرانية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". 

الاشارات التي تعزز هذه المعطيات، تتكاثر. ففي الساعات الماضية، أعلنت واشنطن أنها "مستعدّة لأخذ قرارات صعبة" للتوصّل الى اتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي ، محذّرةً في الوقت نفسه من أن إبرام هذا الاتفاق "ليس وشيكاً ولا مؤكّداً"، وأنها جاهزة بالتالي لاحتمال نجاح المفاوضات كما لفشلها. وبحسب المعطيات الآتية من فيينا، فإنّ أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن الحرسَ الثوري الإيراني من القائمة الأميركية السوداء لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" . وردّاً على سؤال حول هذه المسألة، رفض المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن يحدّد "العقوبات التي نحن على استعداد لأن نرفعها وتلك التي لسنا مستعدّين لأن نرفعها". لكنّه استطرد "نحن مستعدّون لاتّخاذ قرارات صعبة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى حدوده" المرسومة في الاتفاق.

بدوره، وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان على "الضرورة الملحّة لاستكمال المحادثات بشأن اتفاق فيينا من دون تأخير"، داعيا الى التوصل إلى اتفاق "يمنع الجمهورية الإسلامية من حيازة سلاح ذرّي"، ومحذرا من "التقدّم الكبير الذي أحرزه البرنامج النووي الإيراني منذ انسحبت منه الولايات المتحدة".

في رأي المصادر، يبدو ان ايران تخلّت عن مسألة رفع العقوبات اولا التي كانت تتمسك بها حتى الامس القريب، وباتت تكتفي ببند رفع الحرس الثوري عن لائحة واشنطن السوداء، للسير بالاتفاق النووي. غير ان هذا الشرط قد يعني ضمنا ان ايران لا تستعجل الاتفاق، لانه تعجيري وتعرف ان الموافقة عليه من قبل ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن ليست سهلة ولن تمر بسهوله لا في دوائر القرار الاميركي ولا لدى اصدقاء واشنطن وحلفائها في المنطقة، ومنهم اسرائيل والدول الخليجية.

فهل يمكن لبايدن ان يفاجئ الجميع، في الداخل والخارج، ويتخذ هذا القرار الكبير من ضمن "القرارات الصعبة" التي تحدث عنها برايس، فتنتهي مفاوضات فيينا باتفاق؟ ام ان حساباته الشعبية المحلية وتلك الاقليمية، ستحول دون ذلك؟

وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أدرجت الحرس على القائمة السوداء في 2019 بعد عام من قرار الرئيس الجمهوري الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق. وأبدى الرئيس الديموقراطي جو بايدن، في 2020، رغبته في العودة الى الاتفاق، بشرط أن تعود طهران للامتثال لكامل الالتزامات التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن منه.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o