Mar 22, 2022 5:30 PM
خاص

انتهاء الحرب الروسية-الأوكرانية قريبا حقيقة ام مغامرة فكرية؟

المركزية – تتواصل المواجهات المسلّحة في الميدان الأوكراني،موحية باتجاععا نحو مزيد من التصعيد. اليوم، رفضت أوكرانيا إنذارا أخيرا وجهته روسيا من أجل تسليم مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب شرق أوكرانيا، وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن الحديث عن الاستسلام أو إلقاء السلاح غير وارد؛ وأضافت أنه تم إبلاغ ذلك للجانب الروسي. بدوره، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه لن يسلم كييف ولا ماريوبول ولا خاركيف ولن يقبل بالشروط الروسية، وأضاف أن بلاده ترفض أي شروط أو ابتزاز. 

 بالتوازي، يعقد الممثلون الروس والأوكران مفاوضات للبحث دبلوماسياً عن مخارج ممكنة للحرب، وكانت المحادثات استؤنفت أمس بين الوفدين من دون الكشف عن تفاصيل. وفي حين كان طالب زيلينسكي بعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، رد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن بلاده لا تعارض القمة، لكنها تشترط أن تكون لها أجندة واضحة، وأعلن بصارحة أن مسار المفاوضات لم يحقق أي نتائج ملموسة ولا يرقى إلى عقد قمة تجمع الرئيسين.  

وفي السياق، ظهرت نظرية تعتبر أن الحل للحرب قريب، وقد يكون خلال بضعة أيام أو بحد أقصى خلال أسابيع معدودة. فما مدى دقة هذه المعطيات؟ 

العميد الركن المتقاعد الدكتور نزار عبد القادر يرى عبر "المركزية" أن "لا بحث جدّيا في وقف إطلاق النار، إذ في حال كان للأطراف مصلحة في البحث عن حلّ للأزمة سيبحثون وقف إطلاق النار كأول خطوة"، لافتاً إلى أن "الحوار الدبلوماسي الممكن أن يؤدي إلى حلّ قد يطول كثيراً تحت التصعيد وهذا ما شاهدناه في فيتنام عندما كانت المسافة متباعدة بين الطرفين خلال المفاوضات فاستغرقت بالتالي فترة طويلة. والخسائر التي رافقت التصعيد العسكري من أجل تحسين مواقف الأفرقاء في المفاوضات قد تكون تسببت بأكثر من نصف الخسائر التي أدّت إليها الحرب. من هنا، التصعيد ما زال متواصلاً". 

إلى ذلك، يشير عبد القادر إلى أن "لدى الروس مطالب أساسية كبرى من القيادة الأوكرانية التي لا يمكنها في الواقع التساهل معها لأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى خسارة ليس فقط حرية أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، بل إلى خسارة الاستقلال كي تكون أوكرانيا في النتيجة دولة تابعة لروسيا إلى الأبد، وهذا يعيدنا إلى ما كان يسمى روسيا الصغرى في الحقبة التي كانت فيها في ظلّ الأمبراطورية الروسية"، سائلاً "هل زيلينسكي والوطنيون الموجودون في المقاومة الأوكرانية جاهزون لمثل هذه الخسائر؟"، معتبراً أن الجواب هو "عدم جهوزيتهم. ولا يمكن لروسيا أن تقبل بوقف إطلاق النار وتخرج قواتها فارغة اليدين لأن هذا سيؤدي من دون شكّ إلى خسارة بوتين موقعه ودوره كقائد لبلاده". 

أما بالنسبة إلى تحذير زينلسكي بأن فشل المفاوضات قد يعني أن القتال سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، فيوضح عبد القادر أن "نظريات الحرب تقول بأن بداية المواجهة تكون معروفة، لكن لا يمكن لأحد التكهن كيف تنتهي، أي بحرب عالمية ثالثة أو بموقعها الإقليمي. لست من أصحاب هذه النظرية، لكن الواضح أن هناك حرصا ووعيا دوليا سواء في الغرب أو في روسيا بأن الانزلاق نحو تعميم الحرب لتشمل دولا أوروبية أخرى سيشكل خسارة كبرى للجميع، وذلك يحمل مخاطر الانزلاق إلى حرب نووية. لكن، لا أحد يضمن ايضاً بألا تتوسع هذه الحرب لتشمل القوتين الكبريين أي الولايات المتحدة والصين"، خاتمًا "التكهن بمسار الحرب أو نهايتها نوع من المغامرة الفكرية التي لا يقدم عليها أي متخصص في شؤون نظريات الحرب أو الاستراتيجيا العسكرية الكبرى".     

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o