Mar 15, 2022 3:00 PM
خاص

هل يصبح الإقليم الكردي ميدان مواجهة إيرانية-إسرائيلية؟

المركزية – بذريعة استهداف "مراكز إسرائيلية سرية" تبنّى الحرس الثوري الإيراني الهجوم على عاصمة إقليم كردستان العراق بـ12 صاروخاً باليستياً ليل السبت – الأحد الماضي، في حين نفت سلطات الإقليم وجود المركز. وأوضحت وزارة الداخلية ومديرية مكافحة الإرهاب في الإقليم أن الصواريخ أطلقت "من خارج حدود إقليم كردستان والعراق وتحديداً من جهة الشرق، وكانت متجهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل"، أي من جهة الحدود مع إيران، التي تملك نفوذاً سياسياً واقتصادياً في العراق، وتدعم فصائل مسلحة فيه.  

الهجوم الإيراني أثار غضب واستياء معظم الأوساط الشعبية والرسمية العراقية في بغداد وإربيل. فبينما طالب رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بالوقوف جدياً أمام الاعتداءات المتكررة على إربيل، هاجمت رئاسة مجلس وزراء الإقليم إيران بشدة، لافتةً إلى أن "المدينة تعرضت لهجوم جبان، والموقع المستهدف كان مدنياً، وذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية تهدف لإخفاء دوافع هذه الجريمة الشنيعة، مضيفةً: "إيران كررت هذه الهجمات مرات كثيرة، وصمت المجتمع الدولي سيمهّد الطريق لمواصلتها". فهل تؤدي هذه الحادثة إلى تطورات ميدانية سلبية؟ أم تقف عند هذا الحد؟ وما الرسالة التي تريد إيران إيصالها من خلفها؟  

العميد الركن المتقاعد الدكتور نزار عبد القادر يوضح عبر "المركزية" أن "التركيز الإسرائيلي على الأهداف الإيرانية داخل سوريا بدأ يصبح موجعاً وخسائر إيران باتت مربكة للقيادات وللرأي العام فيها، لذلك كانت تبحث عن طريقة ومكان للردّ لعلّ وعسى أن تقنع الإسرائيليين بتخفيف أو وقف الضربات الموجعة التي تتلقاها الوحدات الإيرانية المنتشرة في سوريا".  

ويتابع: "من المعروف أن علاقات قديمة وحميمة وعلاقات تعاون أشبه بالتحالف الاستراتيجي تربط ما بين دولة إسرائيل والكيان الكردي شمال العراق منذ أيام دولة صدام حسين ودولة البعث. ورغم كل ما طرأ من تطوّرات في العراق وعلى الكيان الكردي سواء بعد زوال دولة صدام حسين أو في المرحلة الراهنة، تبقى العلاقة بين الكيان الكردي لا سيما "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بقيادة مسعود برزاني وتل أبيب قديمة ومستمرة. والتواجد الإسرائيلي داخل هذا الكيان متعدد الأشكال لا سيما في إربيل العاصمة حيث يسيطر "الحزب الديمقراطي الكردستاني""، لافتاً إلى أن "إيران وجدت أن لديها فرصة للقيام بعملية مفاجئة وقاسية على المواقع الإسرائيلية في إربيل وأخذت المبادرة وقامت بهذا الهجوم المفاجئ الذي يبدو أصاب أهدافه بدقة. فطهران تحمّل الحكومة المركزية الكردية، حيث لديها أصدقاء ونفوذ، مسؤولية التعامل مع الوجود الإسرائيلي الذي تعتبره معاديا لها ويضرّ بمصالحها ويشكلّ خطراً أمنياً عليها. لكن، هذا الاعتداء جاء على العراق الجارة المستقلة وعلى الكيان الكردي الذي نعم منذ انتهاء دولة صدام حسين بقدر عال جدّاً من الاستقرار والنمو بالمقارنة مع باقي أجزاء الجمهورية العراقية".  

ويشير عبد القادر الى أن "من الصعب جدّاً التكهن بكيفية انتهاء هذه القضية، لأن الحرب الدائرة من قبل إسرائيل ضدّ إيران لمنعها من تركيز نفوذها في سوريا وإقامة حدود إيرانية-إسرائيلية داخل القطر السوري، لا يمكن حلّها من خلال عملية استهدفت أهدافاً إسرائيلية في كردستان"، معتبراً أن "الأرض الكردية ممكن أن تشهد تطوّرات في هذا الاتّجاه وأن تأخذ طابع "ضربة من كلّ طرف" اي كلما أصابت إسرائيل أهدافاً موجعة لإيران داخل سوريا تعود طهران وترد".  

ويؤكّد أن "القضية من دون شكّ مربكة للدولة العراقية ومربكة ومزعجة جدّاً للكيان الكردي، لكن على الأرجح أن إيران وجدت مكاناً حتى لا تستمر في مقولة "أخذنا علماً وسنرد في المكان والزمان المناسبين". فالآن وجدت هذا المكان والزمان للرد على الضربات الإسرائيلية المتواصلة في سوريا".  

ويختم عبد القادر: "قد تكون هذه الأحداث بداية يمكن أن تشهد تطوّرات وتصعيدا بين الطرفين وتشكّل أرض الإقليم الكردي شبه المستقلّ ميدان المواجهة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o