Jun 05, 2018 10:07 PM
رياضة

فكرة كأس العالم... أين ظهرت ومتى طبقت؟

ربما أقيمت أول مباراة دولية لكرة القدم في التاريخ عام 1872 ولكن بطولة كأس العالم لكرة القدم لم تظهر إلى النور إلا بعد ذلك بنصف قرن من الزمان. والتقى المنتخبان الأسكتلندي والإنكليزي في غلاسغو عام 1872 لتكون أول مباراة دولية في التاريخ ولكن كرة القدم كانت نادرا ما تمارس خارج بريطانيا في ذلك الوقت.

ومع ازدياد شعبية اللعبة في عدد من أنحاء العالم خلال السنوات التالية، أقيمت بعض المباريات الدولية والبطولات التي لم تكن لها جوائز أو ميداليات. والأكثر من ذلك أن منافسات لعبة كرة القدم في دورتي الألعاب الأولمبية عامي 1900 و1904 أقيمتا بلا ميداليات حتى أقرت اللجنة الأولمبية الدولية منح ميداليات للفائزين في اللعبة بداية من أولمبياد 1908.

ومع تأسيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في عام 1904، ظهرت فكرة إقامة بطولة بين منتخبات اللعبة خارج إطار المنافسات الأولمبية على أن تقام البطولة في سويسرا عام 1906 ولكنها لم تلق النجاح المرغوب.

وأخذت مسابقة كرة القدم الطابع الرسمي في أولمبياد لندن 1908 وأقيمت المسابقة تحت إشراف الاتحاد الإنكليزي للعبة وظلت كمسابقة للهواة ولذلك كانت تعتبر مسابقة استعراضية أكثر منها تنافسية وفاز فيها المنتخب الإنكليزي بالميدالية الذهبية وحافظ عليها في الأولمبياد التالي (ستوكهولم 1912) حيث أقيمت المسابقة تحت إشراف الاتحاد السويدي.

ووافق الفيفا في عام 1914 على الاعتراف بمسابقة كرة القدم في الأولمبياد كبطولة عالمية للهواة وأصبح مسؤولا عن تنظيمها ليمهد بذلك الطريق نحو أول مسابقة تشارك فيها منتخبات من قارات غير أوروبا وذلك في أولمبياد 1920 حيث شارك فيها المنتخب المصري مع 13 منتخبا أوروبيا وفاز بها المنتخب البلجيكي. وفاز منتخب أوروغواي بلقب المسابقة في دورتي الألعاب الأولمبية 1924 و1928.

شعبية اللعبة

مع تزايد شعبية اللعبة وهو ما ظهر واضحا في أولمبياد 1924، أحيا الفرنسي جيل ريميه رئيس الفيفا آنذاك ومواطنه هنري ديلوني سكرتير عام الفيفا فكرة مواطنهما ألان جيرار التي ظهرت في بداية القرن العشرين بإقامة بطولة عالمية للعبة منفصلة عن الدورات الأولمبية.

وناقش الفيفا الفكرة في عام 1927 ثم أقرها في اجتماع جمعيته العمومية في 28 مايو 1928 بعد فوز أوروغواي للمرة الثانية على التوالي بذهبية الأولمبياد.

ووقع اختيار الفيفا على أوروغواي لاستضافة البطولة الأولى تكريما لها على فوزها بذهبية الأولمبياد لدورتين متتاليتين بالإضافة إلى تزامن إقامة البطولة عام 1930 مع احتفال أوروغواي بمرور مئة عام على استقلالها.

ولكن اختيار أوروغواي لاستضافة البطولة فجر انتقادات عديدة في أوروبا نظرا لطول الرحلة من أوروبا إلى أوروغواي والتي تستغرق شهرين بحرا ولذلك رفضت دول عديدة بأوروبا المشاركة في البطولة.

ولكن جيل ريميه نجح في إقناع بلجيكا وفرنسا ورومانيا ويوغوسلافيا السابقة بالمشاركة إلى جانب سبعة منتخبات من أميركا الجنوبية ومنتخبين من أميركا الشمالية.

 

أوروغواي تستضيف أول مونديال عام 1930

وارتفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات البطولة إلى 24 منتخبا بداية من بطولة 1982 ثم إلى 32 منتخبا بداية من 1998 مما فتح الطريق إلى مشاركة عدد أكبر من منتخبات أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية بينما ظلت أوقيانوسيا بلا مقعد ثابت في النهائيات نظرا لمشاركتها بنصف مقعد.

ومع تزايد عدد المشاركين من أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية، شهدت البطولات القليلة الماضية نجاحا كبيرا لمنتخبات هذه القارات مثل وصول المكسيك لدور الثمانية عام 1986 والكامرون لنفس الدور عام 1990 وكوريا الجنوبية للمربع الذهبي عام 2002 والسنغال والولايات المتحدة لدور الثمانية عام 2002.

 ورغم ذلك مازال لأوروبا وأميركا الجنوبية اليد العليا في البطولة وهو ما ظهر في بطولة 2006 بألمانيا حيث كانت جميع فرق دور الثمانية في هذه البطولة من منتخبات القارتين فيما كان المنتخب الكوستاريكي هو الوحيد الذي كسر هيمنة القارتين على مقاعد دور الثمانية في مونديال 2014 بالبرازيل مثلما نجح منتخب غانا في هذا بمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.

وشهدت الفترة الماضية إقرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة من كل قارة في المونديال بنسب متفاوتة بداية من نسخة 2026 وقد يتقرر زيادة العدد بداية من النسخة المقبلة في 2022 بقطر حيث تقدمت اتحادات الكونميبول (اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية) بطلب رسمي إلى الفيفا لبدء تطبيق زيادة المنتخبات إلى 48 منتخبا في النهائيات سنة 2022 بدلا من 2026.

وفي سياق آخر أكد السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه نادرا ما شاهد دولة مضيفة لكأس العالم مثل روسيا تبذل كل ما في وسعها لإنجاح البطولة.

وأوضح إنفانتينو "نادرا ما شعرت بمثل حالة الاسترخاء التي أنا عليها الآن". وتجاهل إنفانتينو الأزمات السياسية والمشاكل الأخرى التي جعلت مونديال روسيا محل جدل.

قال إنفانتينو في مقابلة أجراها مع عدة وكالات عالمية "عندما تنطلق كأس العالم بـ32 منتخبا و64 مباراة في 14 يونيو في موسكو فإن التركيز سيكون منصبا على كرة القدم وليس الأمور الأخرى مثل حقوق الإنسان، المنشطات أو مثيري الشغب". وتحدث إنفانتينو في زيوريخ بشأن أول كأس عالم تقام في عهده كرئيس للفيفا وقال "سعيد للغاية بشأن ما نحن مقدمين عليه".

وعبّر إنفانتينو عن تطلعه لمشاهدة المنتخب السعودي أمام نظيره الروسي، في مباراة افتتاح بطولة كأس العالم، يوم 14 يونيو المقبل. وقال "يتبقى أسبوعان على انطلاقة كأس العالم، والمنتخبات تلعب حاليا آخر مبارياتها التحضيرية.. المنتخب السعودي سيلعب الافتتاح أمام روسيا، ونحن نتطلع لرؤية اللقاء".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o