Mar 07, 2022 12:36 PM
خاص

ارتدادات سلبية للحرب الاوكرانية على سوريا...وايجابية ايضا!

المركزية - مع اندلاع الحرب في اوكرانيا تعود الحرب الباردة، الساخنة بالواسطة بين الولايات المتحدة وروسيا، وسط مخاوف كبيرة من تردداتها على المنطقة لاسيما في سوريا حيث الوجود الروسي الميداني. اوساط دبلوماسية تعرب عن خشيتها خاصة من عودة المواجهات والمعارك في اكثر من منطقة لإرباك القوات الروسية المتواجدة في سوريا، كرد على اجتياح اوكرانيا، ما قد يُرتّب تداعيات على المنطقة وعلى علاقات روسيا بدول الاقليم.  فكيف ستتأثر سوريا بهذه الأزمة؟ 

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن هشام جابر يقول لـ"المركزية": "طبعا ثمة ارتدادات سلبية ولكن ايضا  ايجابية، اولا انشغال روسيا بحرب اوكرانيا لا يعني انها ستتخلى عن سوريا او تسحب جيشها منها، هذه فرصة العمر ولا يمكن التفريط بها. روسيا موجودة في سوريا وتعزز قواتها فيها، وتفترض ان الغرب الذي لم يستطع محاربتها في اوكرانيا من المحتمل ان يقوم بضربها في سوريا مستغلا انشغالها بالحرب الاوكرانية. اذا هي مستعدة لكل الاحتمالات العسكرية في سوريا. 

لكن يخطئ من يعتقد ان سوريا  ستتأثر او ان روسيا تتخلى عنها او يتوسع وجود القوات الغربية الاميركية او قوات التحالف فيها، حتى لو عززت وجودها هناك". في المقابل، يؤكد جابر ان "سوريا من الممكن ان تتأثر اقتصاديا لأن موسكو ستتعرض لضغوط اقتصادية ومالية بعد العقوبات التي فُرِضت عليها، والبعض يقول انه بات من الصعب عليها ان تدعم النظام السوري ماديا كما كانت تفعل قبل حرب اوكرانيا". 

ويضيف: "اما الموضوع الايجابي الى حد ما، في حال طالت الحرب، خاصة وان الغرب يحاول ان يحوّل المواجهة في اوكرانيا ضد الروسي، فهو تحويلها، اولا، وعلى المدى القصير حرب مدن لاستنزافه، وهذا الامر تنبهت له موسكو، لذلك لم تدخل العاصمة كييف وغيرها من المدن وقد تكون دخلت خيرسون لأنها اضطُرت لذلك، واحتلتها ولم يكن هناك الكثير من الخسائر او صعوبة في احتلالها، وثانياً، بعد ان نادى الغرب والرئيس الاوكراني المتطوعين من كافة انحاء العالم للدفاع عن اوكرانيا ضد الجيش الروسي، تحدث الجميع عن استقدام جهاديين الى اوكرانيا لمقاومة الجيش الروسي وتحويل اوكرانيا الى أفغانستان في زمن الاتحاد السوفياتي. والجميع يذكر في الثمانينات كيف تم نقل جهاديين الى أفغانستان من طالبان وغيرهم وانهزم الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. لكن من أين سيأتون بالجهاديين؟ سمعنا رئيس الوزراء البريطاني يقول بأنه يسمح لكل شخص في بريطانيا يود الانضمام الى اوكرانيا بالذهاب، ودول أخرى ايضا فعلت ذلك. من جهتي يمكن القول، رُب ضارة نافعة، او مصائب قوم عند قوم فوائد. فبالعودة الى موضوع إدلب، حيث تحتار كل من روسيا وتركيا، منذ ثلاث سنوات، ماذا يفعلون بنحو 25 الف مقاتل أجنبي ترفض دولهم أن تأخذهم من إدلب وترفض تركيا استقبالهم وتساءلنا مرارا الى أين سيذهب هؤلاء. من الممكن اذا طالت حرب اوكرانيا واتفق الغرب مع تركيا على نقل قسم منهم او قسم كبير منهم او جميعهم الى اوكرانيا عن طريق تركيا، يكون هذا حلا لمشكلة إدلب، وهذا هو الامر الايجابي بالنسبة لسوريا. إنما في المقابل ستكون مصيبة بالنسبة لاوكرانيا وروسيا اذا انغمست في هذه الحرب". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o