Mar 05, 2022 8:49 AM
دوليات

رئيس وكالة الطاقة الذرية في طهران.. تفاؤل بريطاني فرنسي!

يجري المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران اليوم، في أجواء من التفاؤل الحذر في إمكانية التوصل إلى تفاهم بشأن الاتفاق النووي.
وكان غروسي قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة الإيرانية في زيارة تأتي بموازاة الجهود التي تبذل في فيينا لإنقاذ الاتفاق الموقّع في 2015.
ويُفترض أن يسمح هذا الاتفاق الذي وقعته إيران مع ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بمنع إيران من امتلاك سلاح ذرّي تنفي طهران باستمرار السعي للحصول عليه.
وقال غروسي في تغريدة قبل سفره إلى العاصمة الإيرانية: "أتوجه الى طهران اليوم لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين للتطرق إلى مسائل عالقة في إيران"، مؤكّداً أنّ "التوقيت حساس، لكن يمكن تحقيق نتيجة إيجابية للجميع".
وسيلتقي غروسي اليوم رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد اسلامي، حسب بيان لهذه الهيئة.
وتأتي زيارة غروسي بعد تأكيده أنّ الوكالة "لن تتخلى أبداً" عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود موادّ نووية في مواقع غير معلنة على أراضيها.
وتؤكّد الجمهورية الإسلامية من جهتها أنّ انجاز تفاهم في مباحثات فيينا لن يتحقق ما لم يُغلق هذا الملف الذي تضعه في إطار "مزاعم سياسية".
ويُفترض أن يعقد غروسي مؤتمراً صحافياً عند عودته إلى فيينا مساء اليوم السبت.
وتهدف المفاوضات الجارية في فيينا إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق المبرم في 2015 ودفع إيران إلى احترام تعهداتها مجدداً.
وكان هذا الاتفاق سمح برفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها في ظلّ برنامج رقابة من الوكالة يعد من الأكثر صرامة.
لكنّ الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 في عهد إدارة دونالد ترامب وأعادت فرض العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني. وردّاً على هذه الخطوة، تراجعت طهران تدريجياً عن غالبية التزاماتها النووية، خصوصاً تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تفوق كثيراً السقف المحدد في الاتفاق.
"مستعدون للعودة"
قال  وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات جوزيب بوريل، أمس، إنّه يأمل "في تحقيق نتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع" من أجل "إحياء اتفاق" 2015 لكنه أكّد في الوقت نفسه استمرار وجود نقاط خلافية.
من جهتها، صرّحت رئيسة الوفد البريطاني المفاوض ستيفاني القاق أنّ الدبلوماسيين الأوروبيين في فيينا سيعودون إلى عواصمهم قريباً للتشاور.
 
وقالت "نحن قريبون" من اتفاق، موضحة أنّ مفاوضي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة للاتفاق، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "سيغادرون فيينا قريباً لإطلاع الوزراء، ومستعدون للعودة قريباً". 
وتشارك الدول الأوروبية الثلاث إلى جانب روسيا والصين منذ أشهر في محادثات فيينا التي تجري بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة.  
وصرّحت الدول الثلاث الخميس أنّ "اتفاق محتملا" بات "وشيكاً"، داعية إلى حلّ القضايا العالقة "بسرعة".
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنّه "مستعدّ للذهاب إلى فيينا عندما يقبل الغربيون خطوطنا الحمر المتبقية (...) بما في ذلك الضمانات الاقتصادية الفاعلة". لكنّه لم يوضح ما هي هذه الضمانات أو "الخطوط الحمر".
                             أمر "ملح"
يعتبر الغربيون أنّ الأيّام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لأنهم يعتقدون أنّ وتيرة التقدم النووي لإيران ستؤدي إلى تقادم الاتفاق قريباً. وأكّدت فرنسا أنّ إبرام اتفاق "هذا الأسبوع" أمر "ملح". 
ويرى مراقبون أنّ الغربيين قد يغادرون المفاوضات إذا لم يتم التوصّل إلى تسوية في نهاية هذا ألأسبوع.
وبالتزامن مع مفاوضات فيينا واصلت إيران بناء مخزوناتها اليورانيوم المخصب.
وتفيد تقديرات في منتصف شباط بأنّ إجمالي احتياطي طهران ارتفع إلى إلى 3197,1 كيلوغراماً، مقابل 2489,7 كيلوغراماً في تشرين الثاني، بعيداً عن السقف البالغ 202,8 كيلوغرام (أو 300 كيلوغرام ما يعادل سادس فلوريد اليورانيوم).
ويفيد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه وكالة "فراس برس" الخميس بأنّ هذا الاحتياطي أكبر بـ15 مرّة من الحدّ الذي يسمح به اتفاق 2015.
وتجاوزت إيران مطلع العام الماضي معدّل التخصيب المحدد بـ3,67 في المئة في اتفاق 2015 ورفعته أوّلاً إلى 20 في المئة. وبعد ذلك تجاوزت العتبة غير المسبوقة البالغة 60 في المئة مقتربة بذلك من التسعين في المئة التي تسمح بصنع قنبلة. 
وسيدرس مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا التقرير الأسبوع المقبل بينما يأمل المفاوضون في التوصّل إلى حلّ قبل ذلك.
وتعود آخر زيارة لغروسي إلى إيران إلى تشرين الثاني.

واعلن كبيرا مبعوثي ​بريطانيا وفرنسا لمحادثات إيران النووية إن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 على وشك التوصل لاتفاق، وإنها وزملاءها من فرنسا وألمانيا في طريقهم إلى بلادهم لإطلاع الوزراء على أحدث التطورات.

وأدلى المبعوثان بهذه التصريحات لدي مغادرتهما ونظيرهما الألماني فيينا عائدين إلى بلادهم لاطلاع المسؤولين على آخر تطورات المفاوضات.

وكتبت المبعوثة البريطانية ستيفاني القاق على تويتر "نحن قريبون. مفاوضو الثلاثي الأوروبي سيغادرون لفترة وجيزة لاطلاع الوزراء على الوضع. مستعدون للعودة في القريب العاجل".

وقال المبعوث الفرنسي فيليب إيريرا على تويتر "نأمل بالعودة بسرعة للتوصل إلى نتيجة لأننا قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق".

وأثارت مغادرة المفاوضين احتمال أن الولايات المتحدة وإيران، اللتين أجرتا محادثات غير مباشرة بسبب رفض طهران الاجتماع وجها لوجه، ربما تستعدان للجلوس معا على الرغم من قول دبلوماسيين إنه لا توجد مثل هذه الخطط.

وقال المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف كبير إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق في منتصف الأسبوع المقبل. وقال للصحافيين "على حد علمي فالإيرانيون غير مستعدين لمحادثات مباشرة مع الولايات المتحدة". ومضى قائلا "سيكون لدينا اتفاق ربما في منتصف الأسبوع المقبل. نتحدث عن الخطوات الأخيرة قبل اجتياز خط النهاية".

ويسعى المفاوضون منذ 11 شهرا لإحياء اتفاق 2015 الذي فرضت إيران بموجبه قيودا على برنامجها النووي، بما يزيد صعوبة الحصول على مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وتنفي إيران أي طموح لحيازة أسلحة نووية.

وسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق في 2018، وأعاد العقوبات الأميركية التي قيدت قدرة إيران على تصدير النفط ودفعت طهران للشروع في انتهاك قيود الاتفاق بعد ذلك بعام تقريبا.

واستبعد كبير الدبلوماسيين الروس في المحادثات يوم الخميس انهيار المحادثات الآن، وقال إن من المرجح عقد اجتماع وزاري، وهو سيناريو معروف في حالة مباركة أي اتفاق، لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كان سيعقد يوم السبت أو الأحد أو الاثنين. لكن هناك تفاصيل كثيرة للغاية يتعين حسمها قبل الاتفاق.

ومن بين القضايا العالقة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل المسائل المرتبطة بمواد نووية تشتبه الوكالة في أن إيران لم تعلن عنها.

وعثرت الوكالة الدولية على جزيئات من اليورانيوم المعالج في ثلاثة مواقع قديمة لم تعلن إيران عنها قط، وأشارت مرارا إلى أن طهران لم تقدم أجوبة شافية.

وذكرت وكالات أنباء إيرانية يوم الجمعة أن رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران على أمل الاتفاق على عملية تؤدي إلى إنهاء التحقيق، مما قد يمهد الطريق لاتفاق أوسع نطاقا، حسبما يقول دبلوماسيون.

وقالت وكالة أنباء تسنيم إن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية كان في استقبال جروسي في مطار طهران.

من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى أن الاتفاق ربما يكون قريبا لكنه قال إن "تعجل" الغرب التوصل إلى اتفاق نووي "لا يعني عدم مراعاة الخطوط الحمراء بالنسبة لإيران".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في اتصال هاتفي "سيواصل وفدنا العمل بجد للتوصل لاتفاق نهائي جيد".

وأضاف "نحن على أهبة الاستعداد لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جيد وفوري.. معظم الطلبات الإيرانية جرى مراعاتها في الاتفاق المرتقب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o