Mar 04, 2022 8:05 AM
دوليات

"روسيا لجأت للرعب النووي".. إخماد حريق بعد قصف روسي على محطة زابوريجيا

أعلنت كييف أنّ نيران القوات الروسية استهدفت الجمعة محطة زابوريجيا النووية وسط أوكرانيا والأكبر في أوروبا، ما أسفر عن اندلاع حريق بمبنى للتدريب، مطمئنة إلى عدم تضرّر أي معدات "أساسية" فيها، في قصف رأى فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لجوءاً من موسكو إلى "الرعب النووي" ومحاولة "تكرار" كارثة تشيرنوبيل.

وقال المتحدّث باسم المحطة أندري توز في مقطع فيديو نشر على حساب المحطة على تطبيق تليغرام إنّه "نتيجة لقصف للقوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية اندلع حريق".

ولاحقاً طمأن أولكسندر ستاروخ رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا إلى أنّ السلامة النووية لهذه المنشأة باتت "مضمونة" وأن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد الحريق.

وقال عبر فيسبوك إنّ "مدير المحطة أشار إلى أنّ السلامة النووية باتت مضمونة. حسب المسؤولين عن المحطة، فإنّ مبنى للتدريب ومختبراً تضرّرا جرّاء الحريق"، وأنه لا ضحايا بشرية.

https://twitter.com/i/status/1499538547187105793

بايدن - زيلنسكي: بحث الرئيس الأميركي، جو بايدن هاتفيا مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قضية محطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط أوكرانيا، وفق ما كشف حساب البيت الأبيض على تويتر.

وأضاف البيت الأبيض أن بايدن انضم إلى زيلينسكي في حث روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة، والسماح لرجال الأطفاء بالوصول للموقع.

وأجرى بايدن أيضا اتصالات مع وكيلة الأمن النووي في وزارة الطاقة الأميركية ومديرة الإدارة الوطنية للأمن النووي، لمعرفة آخر المستجدات بشأن الوضع في المحطة النووية، حيث سيتم إبلاغه بالمستجدات أولا بأول.

"الرعب النووي": وإثر هذا القصف اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باللجوء إلى "الرعب النووي" والسعي "لتكرار" كارثة تشيرنوبيل.

وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو نشرتها الرئاسة الأوكرانية "لا يوجد أي بلد في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنّها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي".

وأضاف أنّ "أوكرانيا لديها 15 مفاعلاً نووياً. إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيجري إخلاء أوروبا".

وحذّر الرئيس الأوكراني من أنّه "فقط تحرّك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية. يجب أن نمنع أوروبا الموت بسبب كارثة نووية".

وذكّر زيلينسكي بأنّه بسبب كارثة تشيرنوبيل في 1986 "مئات الآلاف عانوا عواقب وعشرات الآلاف جرى إجلاؤهم. روسيا تريد تكرار ذلك، وهي تكرّره الآن".

وبحث الرئيس الأوكراني هذا التطور مع نظيره الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

وقال البيت الأبيض في بيان إنّ بايدن "حضّ روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة والسماح لفرق الإطفاء وطواقم الإنقاذ بالوصول إلى موقع" المحطة.

لا تغيّر في الإشعاعات:وأعلنت السلطات الأوكرانية، أن القوات الروسية سيطرت على محطة زابوريجيا للطاقة النووية جنوب شرقي البلاد، فيما لم يرصد أي تسرب إشعاعي بعد إخماد الحريق.

وذكرت على وسائل التواصل الاجتماعي أن "الطواقم التشغيلية تراقب حالة وحدات الطاقة".

وأوضحت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية أن القوات الروسية تسيطر على أراضي منشأة زابوريجيا النووية في جنوب البلاد والتي تعرضت لضربات روسية خلال الليل مؤكدة أن الطاقم يؤمن تشغيل الموقع.

وقالت الوكالة التابعة للدولة "القوات المسلحة للاتحاد الروسي تسيطر على أراضي محطة زابوريجيا النووية. يتحكم طاقم التشغيل بأقسام الطاقة ويؤمن تشغيلها وفقا لمتطلبات القواعد التقنية لسلامة التشغيل".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في وقت سابق، أنّ أوكرانيا لم ترصد "أيّ تغيّر" في مستوى الإشعاعات بالمحطة عقب القصف، في حين أعلنت السلطات الأوكرانية أنّها تمكنّت من إرسال فرق إطفاء إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، مطمئنة إلى أنّ السلامة النووية لهذا الموقع باتت "مضمونة".

ودعت الوكالة لوقف استخدام القوة قرب هذه المنشأة النووية، محذّرة من "خطر جسيم" إذا ما أصيبت مفاعلاتها.

وقالت الوكالة في تغريدة أخرى إنّها "تدعو لوقف استخدام القوة وتحذّر من خطر جسيم إذا أصيبت المفاعلات"، مشيرة إلى أنّ مديرها العام رافاييل ماريانو غروسي على اتصال مع السلطات الأوكرانية ومشغّلي المحطة لتقييم الوضع.

وكانت كييف أبلغت الخميس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود دبابات وعسكريين روس على مقربة من بلدة إنيرهودار التي تبعد كيلومترات قليلة عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

ومحطة زابوريجيا التي بُنيت في 1985 حين كانت أوكرانيا جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق، تضمّ ستة مفاعلات نووية وتوفّر جزءاً كبيراً من احتياجات البلاد من الكهرباء.

وفي 24 فبراير/شباط دارت معارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني قرب محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المغلقة منذ 1986 حين وقع فيها أسوأ حادث نووي بالتاريخ.

ومحطة تشيرنوبيل التي تسيطر عليها حالياً القوات الروسية تقع على بُعد نحو مئة كيلومتر شمال كييف وقد شهدت في 26 أبريل/نيسان 1986 أسوأ حادث نووي بتاريخ البشرية، إذ انفجر يومها مفاعل وتسبّب بتلوث في ثلاثة أرباع أوروبا تقريباً، ولا سيما في الاتّحاد السوفيتي.

وإثر الانفجار أجلي نحو 350 ألف شخص من محيط 30 كيلومتراً حول المحطة التي لا تزال منطقة محظورة. ولا تزال حصيلة الخسائر البشرية لهذه الكارثة موضع جدل.

فما هي محطة زابوريجيا النووية؟ ما هي أهميتها؟ 

تقع المحطة النووية في مدينة إنيرهودار بمقاطعة زابوريجيا، جنوبي أوكرانيا، وتحديدا على ضفة خزان كاخوفكا المتفرع من نهر دنيبر.

وتملكها وتديرها شركة توليد الطاقة النووية الأوكرانية (شركة دولة).

وزابوريجيا واحدة من أربح محطات طاقة نووية عاملة في البلاد، لكنها الأكبر والأبرز ليس على مستوى أوكرانيا بل على مستوى أوروبا كلها.

وتنتج المحطة ما يعادل 42 مليار كيلو واط ساعة من الكهرباء، بما يشكل نحو 40 بالمئة من إجمالي الطاقة الكهربائية المتولدة من محطات الطاقة النووية الأوكرانية، وخمس إنتاج الكهرباء السنوي في أوكرانيا، بحسب موقع "بور تكنولوجي" العلمي.

وبدأت هذه المحطة النووية في العمل عام 1984، لذلك تصميمها كان ولا يزال سوفيتيا وأنتجت نحو 1.23 تريليون كيلوواط ساعة من الكهرباء حتى كانون الاول 2021.

وتتكون المحطة من 6 وحدات مفاعلات الماء المضغوط، التي جرى تشغيلها بين عامي 1984 و1995، بسعة تبلغ إجمالي 1000 ميغاواط لكل واحدة منها.

 وقبل يومين من الهجوم على المحطة النووية، كتب موقع السلام الأخضر تحليلا عن المخاطر النووية في زابوريجيا.

وقال الموقع إن إنهاء الحرب في أوكرانيا فورا لإنهاء التهديد النووي غير المسبوق.

 وبحسب السلام الأخضر، يوجد في أوكرانيا 15 مفاعلا نوويا تجاريا، بما في ذلك أكبر زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا.

 واعتبرت أن الهجوم الروسي يهدد، في حال استهداف هذه المنشآت النووية، بجعل مناطق شاسعة في أوروبا وكذلك روسيا غير صالحة للسكن، لعقود قادمة.

وخلص بحث أجراه خبراء منظمة السلاح الأخضر إلى أن زابوريجيا تتعرض لخطر شديد بسبب الحرب.

وفي أسوأ السيناريوهات، قد تدمر الانفجارات أنظمة احتواء المفاعل والتبريد، مما يؤدي إلى إطلاق نشاط إشعاعي من قلب المفاعل، بما يفضي إلى كارثة أسوأ بكثير من كارثة فوكوشيما عام 2011.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o