Mar 01, 2022 5:02 PM
خاص

الحرب الروسية-الأوكرانية إلى أين...وماذا عن علاقات موسكو -تل ابيب؟

المركزية –يستمّر الغزو الروسي لأوكرانيا لليوم الخامس على التوالي، في حين لم تفض مفاوضات الأمس لوقف الحرب الى نتيجة. ويبقى التخوّف من امتداد جذور المواجهات المسلّحة لتشعل حربا عالمية ثالثة قائما، خصوصاً وأن روسيا قادرة في اي لحظة على استخدام النووي، مهددة أوروبا بأسرها. فأي منحى يمكن أن تتخذه الحرب؟ هل تنتهي بتغيير النظام الحاكم في أوكرانيا ما يسمح بالاتيان بآخر يرضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيأمر بوقف هجوم جيوشه؟ أم ينغمس العالم في حرب ثالثة؟    

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يستبعد عبر "المركزية" "الوصول إلى حرب عالمية ثالثة باستخدام السلاح النووي وتطهير نصف الكرة الأرضية. أي، في حال استخدم بوتين قنبلة ذرية، قد يختفي نصف أوروبا. فمن المستبعد أن تصل المواجهة إلى هذا المستوى. المخيف هو السؤال حول ما إذا كانت الغزوة هي تنفيذ لكلام بوتين حين تسلّم الحكم حيث ترحّم كثيراً على الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي، معتبراً ان الجريمة الأكبر في القرن العشرين تمثّلت بانحلاله. فهل يريد إعادة الاتّحاد؟ وإذا كانت هذه الخطوة الأولى فهذا يعني أنه سيصل إلى دول البلقان ومن بعدها الله يعلم إلى أين. ومن هنا ينبع تخوّف هذه الدول ومعها بولندا. صحيح أن هذا الهدف البوتيني موجود، إلا أنه يشبه تصريحات العديد من قادة العالم الذين يتحدّثون عن تاريخ بلادهم وعظمتها في الماضي، ولا أتصوّر ان لدى بوتين أملا باحتلال دول أخرى في الوقت الراهن".  

ويوضح أن "أوكرانيا ليست في حلف الناتو، بينما دول البلطيق أصبحت من أعضائه. فعندما انهار الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينات لم يعد لديه إمكانية لحماية الدويلات المحيطة به المسمّاة الجمهوريات السوفياتية، فاستغلّت أوروبا الوضع وابتلعتها وضمّتها إلى الناتو، ولمّا وصل بوتين إلى الحكم لاحظ أنه تأخر كثيراً أي لم يعد لديه القدرة على الحصول على هذه الدول، أما بلاروسيا وأوكرانيا فظلّتا لقمة سائغة، ووضع الرئيس الروسي فيهما موالين له، وعام 2014 حدثت ثورة في أوكرانيا وهرب الرئيس الموالي لروسيا فتغيرت الأمور وحاول بوتين بكلّ الوسائل إعادتها إلى منطقة نفوذه، إلا أن مساعيه باءت بالفشل ودخل بالحرب، ظناً منه ان يمكنه الوصول إلى كييف في غضون أيام والقبض على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتغيير الحكم ثم الانسحاب. والواضح حتّى اللحظة أنه سيزيد فائض القوّة لديه ويحاول تحقيق مبتغاه بأي ثمن، لكن كلما طالت هذه المدّة تحوّلت هذه الحرب إلى أفغانستان 2 حيث تم الهجوم والاستيلاء على المدن الكبرى بعدها تحوّلت إلى حرب عصابات ودخلت كلّ الدول لدعمها حتى أميركا وخرج منها الاتّحاد السوفياتي منحلّاً، وبوتين لا ينسى هذه الحادثة. لذلك، هو يعرف أن إطالة فترة المواجهات تعني أنه سيعلق في الأوحال الأوكرانية".  

ورأى طبّارة أن "من المرجّح خلال الأيام المقبلة أن يستخدم بوتين كلّ قوته ليرى ما إذا كان سيتمكن من تحقيق الهدف الأساسي: تغيير النظام الأوكراني. روسيا تريد إيصال رسالة لأوروبا بأنها تخطّت الخطّ الأحمر، إذ عندما كانت ضعيفة أخذت البلقان وكل أوروبا الشرقية. ويحاول بوتين أيضاً وضع حدود لنفوذ روسيا، وعلينا على الأقلّ انتظار أسبوعين أو شهر لمعرفة إلى أين يمكن أن تصل الامور وما يمكن أن تضمره المواجهات".  

العلاقة الروسية-الإسرائيلية إلى أين؟ على خطّ آخر، ورغم العلاقة القوية التي تجمع بين روسيا وإسرائيل، كان رد الأولى قوياً على إدانة إسرائيل اجتياحها لاوكرانيا، وأكدت فيه موسكو احتلال اسرائيل لهضبة الجولان. والمعروف أن الرئيس زيلينسكي يحمل الجنسية الاسرائيلية، كذلك رئيس وزراء اوكرانيا دينس اشمهول يهودي، وتضمّ حكومته 11 وزيرا يهوديا. إلى ذلك، يملك ويدير اليهود 72 محطة تلفزيونية ويسيطرون على كافة وسائل التواصل الاجتماعي في أوكرانيا. ما يطرح تساؤلات حول مصير العلاقة الروسية-الإسرائيلية.  

وفي السياق، يعتبر طبارة أن "زيلنسكي إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين وعلاقته بإسرائيل عضوية، ولا يمكن لتل أبيب أن تترك حليفها لأمد طويل ولا لزيلينسكي أن يقبل بتغيير فكره تجاهها لأي سبب وهو يؤيدها 100%. ستتأثر العلاقات الروسية-الإسرائيلية على الأقل لفترة ما. فلطالما كانت Love-Hate relationship  غير عميقة بينما مع زيلينسكي العلاقة عضوية، عاطفية، دينية... ولروسيا مصالح استراتيجية تتعارض أحياناً مع إسرائيل وأخرى لا، بالتالي تتفاوت العلاقات والمواقف تبعاً للمصالح التي لا بد أن تفرض في بعض الأحيان بأن يعودوا أصدقاء".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o