Feb 27, 2022 7:10 PM
دوليات

أوكرانيا تعلن سيطرتها على خاركيف.. وقوة الردع النوويّة الروسيّة في حال تأهب.. وعمدة كييف: أنقذوا العاصمة!

أكد عمدة كييف فيتالي كليتشكو، الأحد، أن القوات الروسية باتت على مشارف المدينة، مشيرًا الى أنه “بسبب التطورات الأخيرة لايوجد خطط لإجلاء المدنيين إذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة على كييف”، مضيفاً أن “كل الطرق مسدودة”.

ولفت كليتشكو الى أنه “مع بدء العملية العسكرية الروسية يوم الخميس الماضي، أغلقت متاجر المدينة التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون، وحول نظام مترو الأنفاق الشهير في محطاته إلى ملاجئ من القنابل”.

وأوضح أنّ “حظر التجول كان أمر به قد بدء عند غروب الشمس يوم السبت ومن المقرر أن يستمر حتى الساعة 8 صباحا على الأقل من يوم الاثنين”.

كما أشار إلى أن “قدرة المدينة على سد النقص في مخزون الغذاء والدواء المتناقص، تقل مع مرور الوقت”، مؤكدا أن العاصمة باتت على شفا كارثة إنسانية.

وتابع عمدة كييف: “الكهرباء والماء والتدفئة مازالوا متوفرين في المنازل، لكن البنية التحتية دمرت لتوصيلهم”.

وأكدت أوكرانيا الأحد، في اليوم الرابع من الغزو الروسي، اجراء مفاوضات مع موسكو عند الحدود بينها وبين بيلاروسيا، فيما اعلن فلاديمير بوتين وضع قوة الردع النووي للجيش الروسي في حال تأهب.

ولم توضح الرئاسة الاوكرانية موعد هذه المفاوضات، لكن روسيا أوضحت أنها ستجري اعتبارا من الاحد.

وقالت كييف إن اللقاء سيتم من دون "شروط مسبقة" عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية "في منطقة بحيرة بريبيات" قرب تشيرنوبيل.

ونبه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى أن بلاده "لن تستسلم" في مواجهة موسكو.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع سيتم في منطقة غوميل في بيلاروسيا، علما أن هذه المنطقة تقع عند حدود بريبيات.

وأعلن الرئيس الروسي الذي سبق أن دعا الجيش الأوكراني إلى الإطاحة بالحكم في كييف، تأييده إجراء مفاوضات، شرط أن تعقد في بيلاروسيا، البلد الحليف الذي يستخدم قاعدة خلفية للغزو الروسي.

من جهته، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتفاوض ولكن ليس على الاراضي البيلاروسية.

خاركيف: وبعدما تمكنت الدبابات الروسية قبل ساعات من دخول مدينة خاركيف الواقعة شمال شرق أوكرانيا والتي تعد ثاني أهم مدينة في البلاد، أعلن حاكم المدينة أن القوات الأوكرانية استعادتها بالكامل.

وأكد في تصريحات اليوم الأحد، بحسب ما نقلت رويترز، أن المدينة أصبحت بالكامل تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

واظهرت صور جديدة العلم الاوكراني يعود ليرفرف فوق مؤسسات حكومية في خاركيف.

أتى ذلك، بعد ساعات على إعلان أنطون هيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني على تليغرام، أن مركبات للقوات الروسية شوهدت في شوارع المدينة.

فيما أكد رئيس مجلس إدارة الدولة في خاركيف في وقت سابق أيضا، أن القوات الروسية دخلت المدينة ويتم التعامل معها، مؤكدا أن الجنود الأوكرانيين لم يستسلموا.

قتال شوارع: كذلك، أكدت مراسلة العربية/الحدث دخول أرتال عسكرية روسية إلى المدينة، حيث دار قتال شوارع.

فيما أظهرت مقاطع مصورة بثها هيراشينكو ودائرة الاتصالات الخاصة وحماية المعلومات التابعة للدولة، عدة مركبات عسكرية روسية خفيفة تتحرك على طول أحد الشوارع ودبابة محترقة بشكل منفصل.

"أذهلنا العالم بقتالنا"

بالتزامن، أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن القتال مستمر ضد الروس. وقال في تغريدة على حسابه على تويتر اليوم "أذهلنا العالم بقتالنا وسنستمر".

كما أضاف "72 ساعة من المقاومة لم نتوقف أبدا بل واصلنا القتال ضد المحتل الروسي".

في حين أعلن فاليري زالوجني، قائد القوات المسلحة، إسقاط صاروخ كروز أطلقته قاذفة استراتيجية روسية من طراز تو-22 من أراضي روسيا البيضاء.

محاصرة مدينتين رئيسيتين جنوبا: في المقابل، أعلن الجيش الروسي أن قواته تحاصر مدينة بيرديانسك، وخيرسون (عاصمة مقاطعة خيرسون أوبلاست في الجنوب الأوكراني)، التي تعتبر مهمة لأنها تضم ميناءً على البحر الأسود ونهر دنييبر. وأضاف أن قواته تسيطر على غينتشيسك ومطار تشيرنوبايفكا.

كما أوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم، أن قواتها المسلحة دمرت 975 هدفا في البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.

و أعلنت أن فوج الصواريخ 302 المضاد للطائرات التابع للقوات الأوكرانية ألقى أسلحته طواعية، مضيفة أنه تم اعتقال 471 جنديا أوكرانيا.

كذلك، أشارت إلى تدمير 28 طائرة عسكرية أوكرانية، مؤكدة أن القوات الروسية تتقدم على عدة محاور.

يذكر أن العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية كانت انطلقت فجر الخميس الماضي (24 فبراير) بعد توترات غير مسبوقة بين البلدين.

ما دفع الدول الغربية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) إلى فرض عدة عقوبات على موسكو، طالت المصارف والأثرياء المقربين من الكرملين، وحتى الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

 "تحالف دولي": وأعلن زيلينسكي الأحد أن الليلة الماضية كانت "قاسية" في أوكرانيا، متّهما موسكو بقصف مناطق سكنية.

وقال في مقطع فيديو نشر على الانترنت "فاسيلكيف وكييف وتشرنيغيف وسومي وخاركيف والعديد من المدن الأخرى تعيش في ظروف لم نشهدها على أراضينا (...) منذ الحرب العالمية الثانية".

وأشاد زيلينسكي بتَشَكُّل "تحالف" من دول تزوّد أوكرانيا بالمساعدات وقال "نتلقّى أسلحة وأدوية وطعاما ووقودا ومالا. تشكّل تحالف دولي قوي لدعم أوكرانيا، تحالف مضاد للحرب".

من جانبها، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأحد أن أكثر من 368 ألف شخص فروا من أوكرانيا جرّاء الغزو الروسي الذي بدأ الخميس.

وقالت المفوضية  في تغريدة "بات العدد الإجمالي حاليا 368 ألفا ويواصل ارتفاعه". وأحصت بولندا حوالى 156 ألفا، وقدمت ألمانيا رحلات قطارات مجانية لجميع الأوكرانيين الهاربين إليها.

ودعا البابا فرنسيس إلى فتح "عاجل" لممرات إنسانية وطلب "إسكات المدافع" في أوكرانيا.

وفي يوم القوات الخاصة، أشاد بوتين بدورها في الغزو معربا عن "امتنانه الخاص للذين يؤدون واجبهم ببطولة" في أوكرانيا وقد أمرت بتوسيع هجومها على أساس أن كييف رفضت المفاوضات، فيما وصف بطريرك الأرثوذكس الروس كيريل الأحد معارضي موسكو في أوكرانيا بأنهم "قوى شر" تريد كسر الوحدة التاريخية بين البلدين.

واتهم الكرملين الذي يقول إنه يريد إنهاء "الإبادة الجماعية" للروس في أوكرانيا، كييف الأحد بعدم "اغتنام الفرصة" لإجراء مفاوضات بعد عرض جديد للقاء في بيلاروسيا من حيث شنّت روسيا غزوها لجارتها.

"جماعات تخريبية": وقال زيلينسكي إنه مستعد للتفاوض لكن ليس من بيلاروسيا التي يعتبرها قاعدة خلفية للجيش الروسي، قبل أن يعلن أنه تحدث مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

وفي كييف، ساد هدوء خلال الصباح بعد اشتباكات وقعت ليلا "مع جماعات تخريبية" بحسب مكتب رئيس البلدية. وسير جنود دوريات في الشوارع حاملين أسلحتهم فيما تحلّق الطائرات فوق المنطقة.

وقالت فلورا ستيبانوفا (41 عاما) التي خرجت للتنزه لبعض الوقت "لا أستطيع أن أقول إنني لست خائفة، لكن هذا أفضل من الجلوس أمام التلفزيون ومشاهدة الأخبار طوال الوقت لأن الامر يؤدي إلى الجنون".

على مسافة نحو ثلاثين كيلومترا جنوب غرب كييف، تتواصل المعارك للسيطرة على قاعدة فاسيلكيف الجوية، ما يمنع رجال الإطفاء من التدخل لإخماد حريق كبير في مستودع للنفط اصابه صاروخ روسي ليل السبت الأحد بالقرب من هذه المدينة، حسب رئيس إدارة منطقة كييف أليكسي كوليبا.

وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، فإن الجيش الروسي "لم يحقق هدفه الرئيسي (وهو) إغلاق كييف" واللجوء إلى "التخريب" من خلال "مجموعات استطلاع تدمر البنية التحتية المدنية".

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها حاصرت مدينتين كبيرتين في الجنوب هما خيرسون وبيرديانسك البالغ عدد سكانهما 290 ألف نسمة و110 آلاف نسمة على التوالي. واوضحت في بيان "مدينة غينيتشيسك ومطار تشيرنوبايفكا قرب خيرسون أصبحا تحت سيطرتنا أيضا".

عالم مختلف: وتقول الوزارة أيضا إنها حققت مكاسب ميدانية للانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق المدعومين من الجيش الروسي والذين تقدموا، بحسب موسكو، 52 كيلومترا منذ بدء الهجوم.

وفي المجموع، يقول الجيش الروسي إنه دمر 975 منشأة عسكرية أوكرانية.

وحتى الآن لم تأت وزارة الدفاع الروسية على ذكر أي هجوم على كييف، مؤكدة إطلاق صواريخ كروز على بنى تحتية عسكرية فقط، وعن تقدّم في الشرق الأوكراني حيث يدعم الجيش الروسي الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك وفي الجنوب الأوكراني حيث دخلت القوات الروسية الخميس انطلاقا من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

وتحدثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان على موقعها الإلكتروني عن مقتل 64 مدنيا على الأقل حتى السبت، وحرمان مئات الآلاف من المياه أو الكهرباء.

من جهته، قال وزير الصحة الأوكراني فكتور لياشكو إن 198 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال قتلوا، وأصيب 1115 شخصا منذ الخميس.

وقتل عشرات الجنود الأوكرانيين في القتال في كل أنحاء البلاد، بحسب الجيش الأوكراني الذي يؤكد أنه ألحق خسائر فادحة بالجيش الروسي.

ولا تكشف موسكو أي معلومات عن الخسائر التي تتكبدها.

حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن الغربيين يحتفظون ب"الحق في فرض" عقوبات جديدة على موسكو فيما قال إن بلاده ما زالت منفتحة على المفاوضات. وأشار إلى أن "العالم لن يكون كما كان في السابق".

عقوبات جديدة: بدورها، حذّرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأحد من أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا قد يتواصل "لسنوات عدة" وأن على العالم أن يكون مستعدا لسعي موسكو إلى "استخدام أسلحة أسوأ".

وفي السياق، وعدت دول غربية أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة. أعلنت ألمانيا السبت إمداد كييف بألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات و500 صاروخ أرض جو، في خرق لسياستها التقليدية المتمثلة في رفض تصدير الأسلحة الفتاكة إلى مناطق تشهد نزاعات.

من جهتها، أعلنت واشنطن إرسال مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار. وأعلنت هولندا تسليم #اوكرانيا مئتي صاروخ ستينغر مضاد للطائرات، بينما قالت الجمهورية التشيكية إنها أرسلت أسلحة بقيمة 7,6 ملايين يورو. كما أكدت بلجيكا أنها زودت كييف بألفي مدفع رشاش و3800 طن من الوقود.

ووعدت اليونان التي تتهم روسيا بقتل أوكرانيين من الأقلية اليونانية، بتقديم معدات عسكرية الأحد.

من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الدولي للجودو الأحد "تعليق" الرئاسة الفخرية لفلاديمير بوتين ومنصبه كسفير للاتحاد، ردّا على غزو روسيا لأوكرانيا. كما سيرفض الاتحاد التشيكي لكرة القدم مواجهة روسيا في بطولة كأس العالم 2022، حاذيا حذو بولندا والسويد.

كذلك، علّقت مجموعة "غوغل" قدرة وسائل الإعلام الروسية التي تمولها الدولة على جني الأموال من خلال منصاتها.

ويعقد اجتماع لوزراء الداخلية الأوروبيين الأحد للاستعداد لتدفق محتمل للاجئين يليه اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

خسائر روسية: من جهة أخرى، أقر الجيش الروسي للمرة الأولى منذ بدء هجومه على أوكرانيا بتكبّده خسائر بشرية، لكنه لم يعلن أي حصيلة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، استهداف 1067 موقعا عسكريا في أوكرانيا حتى الآن، مشيرة إلى أسر عدد قليل من الجنود الروس.

واتهمت الوزارة الجيش الأوكراني بالاستخدام المكثف للذخيرة المملوءة بالفوسفور في ضواحي كييف، في محاولة "يائسة" لاحتواء هجوم القوات الروسية.

كما أشارت إلى أن الجيش الأوكراني يستخدم "ذخيرة محظورة بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1980 بشأن الأسلحة غير الإنسانية".

وأضافت أنه في مدينة ماريوبول، قامت القوات الأوكرانية القادمة من لفيف بترويع المدنيين، ونصب العربات المدرعة والمدفعية في المناطق السكنية، مستخدمة السكان المحليين كـ"دروع بشرية".

في السياق، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع النووي، في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية في حالة تأهب قصوى.

قوات الردع النووي تتأهب: وطلب بوتين من وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان العامة للجيش بوضع كافة قوات الردع النووي ضمن "نظام خاص للخدمة القتالية".
إلى ذلك، قال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "الدول الغربية لم تتخذ فقط إجراءات غير ودية ضد بلدنا ضمن البعد الاقتصادي- في إشارة إلى العقوبات، ولكن أيضًا كبار مسؤولي الدول الرئيسية في حلف شمال الأطلسي سمحوا لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات عدائية ضد روسيا".

حشد للناتو: تأتي تلك الأوامر الرئاسية الروسية في خضم أفظع أزمة أمنية واقتصادية وسياسية على الإطلاق بين موسكو والغرب، في العقود الأخيرة.

إذ حشدت العديد من الدول الأوروبية فضلا عن الولايات المتحدة والناتو، قوات عسكرية في دول قريبة من أوكرانيا، بعد أن أطلقت القوات الروسية عملية عسكرية، ودخلت الشرق الأوكراني، كما قصفت العاصمة كييف، عقب حشد آلاف الجنود على حدود الجارة الغربية على مدى الأشهر الماضية.

وكان التوتر الروسي الأوكراني من جهة، والغربي من جهة أخرى، بلغ ذروته خلال اليومين الماضيين، إثر الهجمات الروسية، ما دفع الدول الغربية إلى فرض حزمة عقوبات حازمة على الروس.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o