Feb 24, 2022 4:27 PM
خاص

إيران الناطق بإسم لبنان في مؤتمر ميونيخ والتعاطي الخليجي على قدر موقف المنظومة

المركزية –ان يمارس مسؤولو الدول الذين شاركوا في المنتدى الدولي الذي تستضيفه سنويا مدينة ميونيخ الألمانية تحت عنوان "مؤتمر ميونيخ للأمن" دورهم من لقاءات علنية واخرى بعيدة من الاضواء، فهذا الأمر طبيعي. لكن الخارج عن المألوف والطبيعي أن يلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي شارك في المنتدى على رأس وفد، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في هذا التوقيت بالذات ، وقد أفادت مصادر ديبلوماسية عن إحجامممثلين خليجيين وعرب مشاركين في المؤتمر وفي طليعتهم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن لقاء رئيس حكومة لبنان.

وما يعطي الموضوع أهمية إستثنائية التصريح الذي أدلى به عبد اللهيان عقب اللقاء مع ميقاتي بحيث أكد على عمق علاقات الصداقة بين الشعبين والبلدين"، مشددا على ضرورة بذل الدول "جهودها للمساهمة في استقرار لبنان وأمنه الداخلي، وعدم تدخل دول ثالثة في الشأن الداخلي اللبناني لدفع أجندتها السياسية!". ولم يغب عن الخارجية الإيرانية إبراز "تنويه" ميقاتي بالدور الذي تلعبه إيران لدعم الإستقرار والسلام في لبنان وهذا ما لن ينساه اللبنانيون والحكومة على حد سواء". 

كلام مستفز خصوصا أنه صادر عن دولة "محتلة عن بعد "تتحكم بمفاصل الدولة اللبنانية عبر حزب مسلح غير شرعي. والأكثر استفزازا مطالبتها بعدم تدخل الدول  في الشأن الداخلي اللبناني مما يؤكد أن ثمة ناطقا رسميا محتلا يتكلم بإسم الدولة اللبنانية على المنابر العربية والدولية من دون رادع رسمي في الداخل اللبناني.

وزير الخارجية الأسبق فارس بويز يعتبر أن تخلف الوزراء العرب الخليجيين عن الإجتماع بالرئيس نجيب ميقاتي هو بمثابة رد واضح على جواب الحكومة اللبنانية على مبادرة المبعوث الكويتي "ففي حين كانت تنتظر دولة الكويت موقفا واضحا وشفافا من الدولة اللبنانية،  إذا بها تفاجأ برد رمادي وتهرب من مواجهة الواقع. وكلنا يعلم أن زمن الرمادية واللغة الخشبية ولّى،  ولم تعد دول الخليج تتقبل مواقف مماثلة في ظل الصراع الكبير مع إيران وأذرعها في المنطقة".

وعن تصريح عبد اللهيان يؤكد بويز عبر "المركزية" أنه من غير المستغرب أن يأتي موقف إيران على لسان وزير خارجيتها بهذا القدر الفاضح من اللامنطق. ونادرا ما يكون موقف إيران منطقيا وعادلاً وفي كل الأحوال هو يمثل سياسة البلد الذي يطرحه". 

بلغة الدولة الحريصة على سيادة واستقلال دولة خاضعة لسيطرتها العسكرية والسياسية تكلم وزير خارجية إيران . لكن ما هو غير طبيعي ومبرر ألا يصدر رد رسمي من قبل المنظومة الحاكمة. ولولا مواقف السياديين المستغربة لهذا الإستفزاز الفاضح، لكان مرّ مرور الكرام. وتعليقا على ذلك يقول بويز: "هناك مشكلة لا يمكن تجاوزهاوهي حل أزمة السطوة الإيرانية على  لبنان. لم يعد ممكنا الحل من الداخل فقط نظرا إلى حجم المشكلة ودورها، اذ باتت تحتاج إلى حلول خارجية. فلننتظر إلى ما بعد مفاوضات فيينا بحيث سيكون هناك نوع من خطوط للبحث في موضوع الدور الإيراني أكان ذلك في لبنان أو اليمن أو العراق أو سواها من الدول". ويضيف: "لم يعد خافيا على أي دولة عربية أو أجنبية أن حزب الله هو القوة التي تتحكم بالبلاد والدولة أصبحت رهينة لديه ولذلك يطالبونها باتخاذ موقف صريح وواضح من سطوة حزب الله إلا أن الجواب لا يتعدى الرمادية أو التهرب. باختصار الأمر بات يتخطى لبنان بعدما فقدت الدولة زمام الأمور واللبناني أسير هذه الأمور".

قد يكون البطريرك بشارة الراعي التمس حقيقة وعمق جذور المشكلة في لبنان ومن هنا إصراره على طرح عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان. إلا أن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا حجب أزمات كل الدول ومنها لبنان "هذا عنصر مضر للملف اللبناني لأنه يحجب المشكلة التي يتخبط فيها لبنان ويؤجل إمكانية الحلول".

بالتوازي هل يكون الحل من الداخل عبر صناديق الإقتراع؟ "هذا كلام رومانسي. فكلنا يعلم أن الديمقراطية اللبنانية معدة للتصدير، وتمويل الإنتخابات يأتي من الخارج،  عدا أنها ستحصل ضمن أجواء ضاغطة أمنيا وسياسيا. وكلنا يعلم أنها لن تغير شيئا... هذا إذا حصلت خصوصا أنها تصطدم بصعوبات تقنية وسياسية وأمنية كبيرة وأخشى حصول أحداث أمنية من شانها أن تؤثر على مجرى الإنتخابات. بدليل ما تم الكشف عنه في الأمس في شأن الشبكة الإرهابية وقد تكون منطقة الشمال مسرحا لانطلاقة هذه الأحداث.  أما إذا حصلت فسيكون المجلس منقوصا مع غياب التمثيل السني"، يختم بويز.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o