Feb 20, 2022 8:43 AM
صحف

"الحزب" يلتفّ على تآكل شعبيته بالمسيّرات.. رسالة الى الداخل؟

بعد إطلاق "حزب الله" "المسيرة حسان" ورد إسرائيل بإرسال طائرتين حربيتين اخترقتا جدار الصوت على ارتفاع منخفض فوق بيروت، اعتبرت بعض المصادر لـ"الانباء الكويتية"، أن "ما حصل تنازلا من "منظومة السلطة" عن القرار السيادي الأول، وهو قرار الحرب والسلم، بإقفال الآذان وإغماض العيون عن مغامرة يمكن أن تجر لبنان إلى حرب مدمرة، مرة أخرى". والبعض الآخر رأى فيما جرى "مناورة اختبارية، بل ومؤشرا على اقتراب مفاوضات فيينا النووية بين إيران ودول الغرب من حافة التوقيع".

وقرأت مصادر مراقبة في الغارات الاسرائيلية الوهمية بأنها "رسالة قادرة في أي لحظة على الوصول الى العاصمة وأكثر"، متسائلة عبر "الأنباء" عمّا "إذا سيكون هناك من رد اسرائيلي على إطلاق المسيّرة "حسان" واعتراف أمين عام حزب الله حسن نصرالله ان الحزب بدأ منذ مدة بعيدة بتصنيع المسيرات وأنه قادر على تحويل كل الصواريخ التي يمتلكها الى صواريخ موجهة، أم سيكون إطلاق "حسان" مشابه لطائرة "أيوب" التي سيّرها الحزب بعد التوقيع على اعلان بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان والتي كان هدفها توجيه رسالة الى الداخل لنسف ما سمي آنذاك باعلان بعبدا؟"، وأضافت: "هل إطلاق مسيّرة حسان رسالة الى الداخل وماذا تستهدف؟".

واستغربت المصادر "الصمت الرسمي حيال ما جرى في الساعات الماضية من دون تسجيل أي تعليق من الرؤساء الثلاثة، فيما رئيس الجمهورية منشغل بتصفية حساباته مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة".

الصمت هذا بات يثير علامات استفهام كثيرة عمّا اذا كان تسليماً بالأمر الواقع واعترافاً بالعجز الكامل للدولة بدءا من رأسها، وعمّا اذا كان المجتمع الدولي أيضاً بات يتعامل مع لبنان على هذه القاعدة. حينها فعلاً سنكون بتنا رعايا في دويلة ليس إلا.

في المقابل، تقول مصادر معارضة لحزب الله عبر "الجريدة" الكويتية، إن ما جرى هو نوع من الاستعراض الذي يعتبر الحزب نفسه بحاجة إليه، لرفع معنويات جمهوره وبيئته، والالتفاف على كل المعارك السياسية التي تخاض في الداخل بوجهه، كما يعيد إحياء معادلة حضوره مع الملف اللبناني على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية خصوصاً مفاوضات «فيينا»، من بوابة استفزاز الإسرائيليين، واستفزاز دول الخليج من ناحية أخرى من خلال إصراره على تبني أنشطة المعارضات الخليجية، وآخرها جمعية الوفاق البحرينية.

يلجأ حزب الله إلى هذه السياسة، في محاولة منه للالتفاف على حالة التآكل الشعبي، ولعدم قدرته على مواجهة استحقاقات داهمة مع تراجع الحالة السياسية والشعبية لحلفائه أولاً، ووسط خسارته لعلاقاته السياسية مع قوى متعددة، فيلجأ إلى القوى العسكرية ليثبت قوته وحضوره.

وتقول المصادر المعارضة للحزب، إنه أيضاً يريد إشاحة النظر في هذه التحركات عن ملف ترسيم الحدود، إذ تبرز نية واضحة للتنازل عن «الخطّ 29».

وتشير مصادر أخرى إلى أن حزب الله، من خلال هذه الرسائل العسكرية، يريد أن يقول إنه صاحب القرار الأخير والنهائي في ملف الترسيم وتوقيته، وذلك يرتبط بسياق استراتيجية واضحة لا يمكن لأي طرف لبناني أن يضعها في حساباته السياسية الشخصية والمصلحية، في كلام موجه بشكل غير مباشر إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بأنهما يسعيان إلى تقديم تنازلات في سبيل رفع العقوبات الأميركية عن باسيل.

في موازاة الاستعراض العسكري للحزب، وسعيه إلى الاستمرار في فتح معركة إبقاء لبنان ساحة لانطلاق الأنشطة السياسية للمعارضة الخليجية، يبدو الحزب منهمكاً في التحضير للانتخابات النيابية، وهو يصر على محاولة تسجيل اختراقات في مختلف البيئات الطائفية الأخرى، ويريد الحفاظ على الأكثرية النيابية وعدم خسارتها، لذلك يضع جملة أولويات أولها منع أي جهة شيعية معارضة من تحقيق أي خرق، بالتالي هو يريد الحصول على 27 نائباً شيعياً من أصل 27 بالتحالف بينه وبين حركة أمل، كما يولي اهتماماً استثنائياً بمحاولة تسجيل اختراق في البيئة السنية ودعم حلفائه السنة والاستفادة من عزوف سعد الحريري وتياره عن المشاركة وعدم تبلور أي جبهة سنية واضحة لمواجهته، فيما أولويته الثالثة هي دعم حلفائه المسيحيين، وخصوصاً باسيل الذي تشير كل أرقام الاستطلاعات إلى أنه في حالة تراجع كبيرة شعبياً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o