مخطوطة "الأمير الصغير" الأصلية تعود إلى وطنها.. بعد 8 عقود!
حطّ "الأمير الصغير" رحاله في باريس، بعد قرابة 8 عقود على كتابة المؤلف الفرنسي أنطوان دو سانت-إكزوبيري هذه الرواية الأيقونية في نيويورك، خلال الحرب العالمية الثانية. وتُعرض حاليًا نحو 30 صفحة من المخطوطة الأصلية المكتوبة بخط اليد، في متحف الفنون التزيينية في باريس.
وتُعرض هذه المخطوطة إلى جانب مئات القطع الأخرى التي تحتفي بأوجه حياة ومسيرة المؤلف المهنية العديدة، ويتضمّن لوحات مائية، واسكتشات، ورسومات، وصور، وأشعار، ومقتطفات جرائد، ورسائل.
وقال توما ريفيير، حفيد أحد أشقاء سانت-إكزوبيري لـCNN إنّ "عنوان المعرض، لقاء مع الأمير الصغير، والهدف الفعلي منه الإلتقاء بالأمير الصغير".
وأضاف "إقامة هذا المعرض كانت حلمًا يراودني منذ وقت طويل".
ولد الكاتب سانت-إكزوبيري في مدينة ليون الفرنسية عام 1900، وهو قبطان طائرة وصحفي انضم إلى قوات الجو الفرنسية عام 1940. وطار في تلك السنة إلى نيويورك بمهمة إقناع الولايات المتحدة الأمريكية المشاركة في الحرب إلى جانب فرنسا.
وأثناء وجوده في أمريكا، أنهى كتابة رواية "الأمير الصغير"، التي نشرت في نيويورك عام 1943، باللغتين الفرنسية والإنجليزية.
هذه القصة البسيطة، التي بيع منها أكثر من 200 مليون نسخة عالميًا، تتناول قصة طفل يسافر في الفضاء ويكتسب الحكمة. منذ إصدارها للمرة الأولى، ترجمت إلى نحو 500 لغة، وفق متحف الفنون التزيينية، ما يجعلها إحدى القصص الأكثر ترجمة في العالم.
للأسف لم يتسنّ لسانت-إكزوبيري العيش ليشهد على هذا النجاح. إذ أمسى فُقد أثره خلال سفره بمهمة عام 1944، وأُعلن خبر وفاته رسميًا عام 1945.
واستغرق تنظيم هذا المعرض من قبل ريفيير، رئيس مؤسسة سانت-إكزوبيري، ثلاث سنوات، في جزء منه بسبب تأثير جائحة كوفيد-19. ودعم جهوده ناشرون ومجمعو قطع ثمينة، بينهم مكتبة ومتحف مورغان في نيويورك، التي كانت تحتفظ بالمخطوطة الأصلية.
وكان المؤلف سانت-إكزوبيري يكتب ويرسم على أوراق رقيقة للغاية تُعرف بـ"قشرة البصل"، ما صعّب مهمة نقل صفحات المخطوطة، التي كانت هشة جدًا نسبة لتاريخها، وأكثر تعقيدًا حتى، بحسب ريفيير.
وأضاف أنه لضمان نقلهم بأمان تمّ تأطير الصفحات بدقة ومهنية عالية في نيويورك من قبل مكتبة ومتحف مورغان.
افتتح المعرض في 17 شباط ويستمر لغاية 26 حزيران 2022.