Feb 12, 2022 3:57 PM
تحليل سياسي

ضجة "عقيمة" حول اقرار الموازنة.. والموالاة تنقلب عليها في البرلمان!
الحزب وأمل "متأخّران": غير قانونية.. واتصالات "ميقاتية" لتبريد الاجواء
"الضاحية" تتحدى "الداخليةَ".. وقبلان: فلتمتلك سلطتنا حرصَ طهران على لبنان

المركزية- يبدو ان "فرحة" رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإنجاز حكومته درسَ مشروع الموازنة وإحالته الى مجلس النواب، لن تدوم طويلا. ذلك ان جلسة إقرارها في قصر بعبدا، فتحت الباب واسعا امام سجال سياسي بين اهل البيت الوزاري الواحد، سجال صحيحٌ أنه صُوَريّ ولن يغيّر في واقع الموازنة شيئا، حيث انتفض وزراء الثنائي الشيعي "متأخّرين" ضد ارقامها وضرائبها وكيفية اقرارها وعلى التعيينات التي تمّت خلال الجلسة ايضا، الا انه سيلبّد الاجواء الحكومية ويوتّرها مجددا فيما مجلس الوزراء لم يستفق بعد من الكبوة التي فرضه عليها امل وحزب الله بفعل اصرارهما على "قبع" المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار.

اتصالات للتبريد: ازاء هذا الواقع، وفي محاولة لتبريد النفوس وتفادي تمدد التشنج بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وميقاتي من جهة، والثنائي الشيعي من جهة ثانية، الى جلسات مجلس الوزراء المقبلة، وأوّلها مرتقب الثلثاء، يُجري ميقاتي جولة اتصالات في الكواليس، كما انه قد يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليشرح له بالمباشر، ما حصل في جلسة القصر، مؤكدا له انه لم يتم "تهريب" لا الموازنة ولا التعيينات وأن احدا ليس في وارد "استغفال" او تخطي أمل وحزب الله. من هنا، فإن هذه الجهود يُتوقّع ان تؤتي ثمارها بحيث لا يعطّل الثنائي عجلات الحكومة من جديد او يقاطعها، غير ان وزير المال يوسف خليل المحسوب على "الحركة" لن يوقّع مراسيم التعيينات التي حصلت، أقلّه الى ان يتم تعيين نائب رئيس جهاز أمن الدولة (منصب شيعي)، من ضمن اسماء يقترحها وزراء حزب الله وحركة امل.

اقرار غير قانوني: في الاثناء، استمر الاخذ والرد "العقيم" حول وقائع جلسة الخميس الماضي. في السياق، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "طريقة إقرار الموازنة في مجلس الوزراء حصلت بشكل مخالف للدستور لأن النقاش كان سطحياً والتعديلات لم تُعرض على الوزراء الذين لم يتلقوا الإجابات على بعض القضايا المطروحة". ولفت قاسم إلى أن "الوزراء تفاجأوا أثناء النقاش بخروج رئيس الحكومة لإعلان إقرار الموازنة"، مشدداً على أنها لم تقر بشكلٍ قانوني، وداعيا "مجلس الوزراء إلى الإسراع في خطة التعافي المالي حتى تناقش مع الموازنة في مجلس النواب".

مرتضى يوضح: كما صدر عن وزير الثقافة  محمد وسام المرتضى بيان قال فيه "لمن يتساءل من مسؤولين ومواطنين: الحقيقة المجردة أن جلسة الحكومة جرى رفعها فجأة بعد طرح موضوع التعيينات من خارج جدول الاعمال، في وقت كان فيه مشروع الموازنة لا يزال قيد البحث، بل كانت بعض التعديلات المقترحة وبعض الأرقام ولوائح السلع المفترض إخراجها من دائرة الرسوم ونماذج المحاكاة المتعلقة بالدولار الجمركي، لم تسلم بعد إلى الوزراء رغم مطالبتنا بذلك مرارا وتكرارا، ورغم الوعود بتزويدنا بها في الجلسة المنصرمة، ما يعني قانونا" أن مجلس الوزراء لم يختم نقاشه في مشروع الموازنة، ولم يصوت عليه ولم يصدر أيَّ قرار بالموافقة أو الرفض، خلافا لما جرى تظهيره امام الإعلام". وتابع "أما بالنسبة لموضوع التعيينات لم نطالب بأي تعيين بل كان رفضا "مبدئيا" منا لطرح التعيين من خارج جدول الأعمال وطالبنا بإرجاء الأمر لكن و"حدث ولا حرج" كأننا أمام اجتهاد دستوري "عظيم" أصبحت معه آلية إقرار المسائل في مجلس الوزراء تقتصر على الآتي "نستل" موضوعا من خارج جدول الأعمال، ونطرحه، فيعترض من يعترض، فنوهم الوزراء بأن الأمر  أرجئ، ثم نرفع الجلسة فجأة ومن دون تصويت لنعلن بعد رفعها أن مجلس الوزراء قرر تعيينات".

الانقلاب في البرلمان!: واذ تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" الى ان تصعيد "الثنائي" يأتي لتلميع صورته خاصة في عيون بيئته الحاضنة، بعد ان أقرت "حكومتُه" موازنةً تتضمن ضرائب ورسوما كان وعد بأنه لن يوافق عليها اطلاقا، تلفت الى ان هذا المناخ يدل على ان قوى "المولاة" المشارِكة في مجلس الوزراء، "ستنقلب" على مشروع الموازنة في مجلس النواب، وهذا ما تؤكده ايضا مواقف نواب تكتل لبنان القوي، ما يعني ان نسبة العجز فيها، ستعود الى الارتفاع... وفي هذا الاطار، لفت عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" وعضو لجنة المال والموازنة النائب علي فياض في حديث إذاعي الى ان "لدينا ملاحظات عدّة على مشروع الموازنة لكن الملاحظة الأساسية التي تعبّر عن فحوى موقف كتلة الوفاء للمقاومة هي أننا لن نوافق على أي زيادة نراها مبالغاً فيها ولا تنسجم مع قدرة المواطن اللبناني على السداد"، مشدداً على أن "الكتلة ستدافع عن المواطن اللبناني ​في ظروفه المعيشية".

الاتفاق مع الصندوق: فهل سيُرضي هذا الأداء صندوقَ النقد الدولي، خاصة وانه أصدر بيانا امس تحدث فيه عن تقدم في المفاوضات مع لبنان الا انه طالبه في المقابل بـ"اصلاحات لضمان استمرار تسديد الديون وبإعادة بناء القطاع المالي وبإصلاح الشركات العامة ومكافحة الفساد"... ام ان التوصل الى "اتفاق" يتطلب اجراءاتٍ غير شعبية، سيكون مستحيلا عشية الانتخابات النيابية؟!

ذكرى 14 شباط: على صعيد آخر، تتجه الانظار الى كيفية احياء البلاد ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، خاصة في اعقاب اعلان الرئيس سعد الحريري تعليقَ عمله السياسي. فهل سيكون حاضرا في بيروت للمناسبة؟ وهل ستكون له اية مواقف خلالها؟ الاجوبة ستتظهر خلال ساعات، خاصة وأن أبرز كوادر تيار المستقبل لا يملكونها حتى اللحظة.  

الحزب يتحدّى: محطة اخرى الاسبوع المقبل يرصدها وتداعياتها المراقبون، خاصة وانها ستزيد العلاقات اللبنانية – الخليجية تدهورا، تتمثل في  إقامة مهرجان للمعارضة البحرينية في الضاحية الجنوبية الاثنين. فرغم قرار الداخلية بمنع الفندق الذي كان مقررا ان يُقام المهرجان فيه، من استضافته، "حزبُ الله" مصرّ على تحدّي الوزارة وكسر قرارها، من خلال اعلانه رعايته المباشرة للمهرجان، ونقله من الفندق، الى قاعة "الرسالات" التابعة له، وهذا ما اكده عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله مساء امس.

حرص طهران!: على هذا الخط ايضا، لفت اليوم موقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، لمناسبة ذكرى إنتصار الثورة الاسلامية في إيران، حيث قال في بيان "لن ننسى لطهران أنها دعمت يوم تخلى الجميع، واليوم ثقل لبنان بميزان المنطقة يعود مباشرة للدعم الذي حول المقاومة مركز ثقل حماية لبنان ومؤثرا رئيسيا بميزان المنطقة وخريطتها. وبعد أن جربنا الأمركة طويلا، والتي انتهت بكشف لبنان عن أسوأ تفليسة تاريخية، أتمنى على السلطة السياسية في لبنان أن تملك حرص طهران على لبنان، وسنرى أي لبنان سنكون".

الانتخابات في خطر: وسط هذه الاجواء الضاغطة من كل حدب وصوب، الانتخاباتُ النيابية التي يتوق اليها اللبنانيون للتغيير، تبدو في دائرة الخطر الشديد. ففيما يؤشر اصرار المجتمع الدولي على اجرائها - وقد كرّست لها المجموعة الدولية لدعم لبنان بيانا مطوّلا امس، على انها فعلا في خطر - أتت مواقف رئيس الجمهورية الصحافية اليوم والتي تعتبر ان عدم توفّر الأموال الكافية لاجرائها في وزارة الداخلية، قد يشكّل عقبة يمكن ان تحول دون اجراء الاستحقاق، أتت لتفاقم المخاوف من محاولات لتطييره.

القضاء الاعلى: في الغضون، الانهيار ينهش كل القطاعات والمؤسسات الرسمية والخاصة ولا يوفّر منها واحدة. وليس بعيدا، عقد مجلس القضاء الأعلى اليوم اجتماعاً طارئاً، مواكبةً منه للأوضاع التي يعاني منها القضاة والمساعدون القضائيون، بالإضافة إلى واقع حال قصور العدل في لبنان. وبعدما جرى عرض ومناقشة ما توصلت إليه المساعي بشأن معالجة هذه الأوضاع، تمّ التوافق مع وزير العدل على عقد اجتماع مشترك بحضور رئيس صندوق تعاضد القضاة والرؤساء الأول الاستئنافيين في المحافظات كافة والهيئات الاستشارية فيها لمناقشة هذه الاوضاع، ظهر الثلثاء، في قاعة محكمة التمييز في قصر العدل في بيروت، على أن تُتخذ في ضوء ذلك، القرارات المناسبة للخطوات المقبلة، وفق ما جاء في بيان صادر عن المجلس.

بايدن – بوتين: دوليا، يجري الرئيس الاميركي جو بايدن اتصالا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مساء ، فيما تقرع طبول الحرب في اوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية حيث تزيد التكهنات الأميركية والأوروبية بغزو روسي وشيك لكييف. وقد تكاثرت اليوم دعوات العواصم لرعاياها الى مغادرة اوكرانيا، في وقت أشرف رئيس أوكرانيا على خطط للشرطة لإجلاء سكان كييف في حال وقوع غزو روسي.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o