Feb 11, 2022 4:13 PM
خاص

تواصل أميركي-سعودي... ما علاقته بالنووي؟

المركزية – منذ يومين، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فأكد له التزام الولايات المتحدة بدعم المملكة في الدفاع عن نفسها. وذكر البيت الأبيض في بيان أن "بايدن وسلمان بحثا التطورات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الهجمات المدعومة إيرانيا للحوثيين على المنشآت المدنية في السعودية. كما أشار الرئيس الأميركي إلى تمسكه بضمان عدم حصول إيران على الأسلحة النووية، وأطلع العاهل السعودي على المفاوضات المستمرة متعددة الأطراف حول إعادة القيود على برنامج إيران النووي. وتطرّق الزعيمان ايضاً إلى القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا واتفقا على مواصلة فريقيهما التنسيق الوثيق لإجراءاتهما في الأسابيع والأشهر المقبلة".

سبق  التواصل هذا لقاء جمع القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركية يائيل لامبرت بوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لمناقشة قضايا اقليمية، بما فيها لبنان والتعاون لتعزيز الجهود المتعددة الأطراف من أجل حل دبلوماسي سلمي للصراع في اليمن.فما أبعاد هذه المستجدّات خصوصاً أنها تتزامن مع دخول المرحلة النهائية من المحادثات غير المباشرة في فيينا؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـ "المركزية"، "منذ عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كان الجانب الأميركي مصرّا على ضرورة توسيع الاتّفاق النووي واحتوائه على مسألتين أساسيتين: أوّلاً، الصواريخ الإيرانية والوصول إلى اتفاق حولها كي لا تستخدم لأغراض نووية. وثانياً، علاقة إيران مع دول الجوار. إلى جانب نقطة ثالثة يبغون إضافتها، لكنها ليست بنفس الأهمية، وهي ان يكون الاتفاق أبديا".

ويوضح أن "بند علاقة إيران بدول الجوار ومصير الميليشيات المتحالفة مع إيران في المنطقة منها "حزب الله"، الحوثيون، والحرس الثوري، اختفت فجأة إذ يعتبر الطرف الأميركي ان الإصرار على إدراجها ضمن الاتفاق النووي سيستغرق وقتاً طويلاً، ما يسمح لطهران بتطوير برنامجها النووي في غضون ذلك. لذا، يرى أن الأفضل الوصول إلى اتفاق حول النووي، بعدها يترك شقّ الميليشيات والتعامل مع الدول المجاورة لمفاوضات إقليمية لاحقة ومستلقة. حينها، وإن تطلبت بعضاً من الوقت، فلن تؤثّر على البرنامج النووي الإيراني. بالتالي، فإن فصل الملفين بين دولي وإقليمي مع مواكبة أميركية، والاتصالات شبه الدائمة بين أميركا والسعودية حول هذا الخصوص، يندرجان، على الأرجح، ضمن هذا الإطار حيث الاتصالات مكثّفة بين الطرفين".

ويشير طبّارة الى أن الحوثيين "يشكّلون أولوية سعودية ضمن المفاوضات الإقليمية وبعدهم "حزب الله". كذلك، القضية اللبنانية متعلقة مباشرةً بهذا الجانب، لأنها ترتبط بالميليشات وبتعامل إيران مع دول المنطقة. والاوضاع في لبنان، على عكس ما يقال، لن تتحسّن إذا وقّع الاتفاق النووي، لأن الملف اللبناني غير مطروح على طاولة المفاوضات الدولية".

ويعتبر طبارة أن "المفاوضات الأميركية – الإيرانية على المستوى الدولي تواكبها المحادثات الإيرانية-السعودية التي لم تصل إلى حائط مسدود وحصلت تنازلات من الجهتين، منها عودة إيران إلى منظّمة دول التعاون الإسلامي، ويظهر العديد من المؤشرات أن هذه المفاوضات جدّية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o