زيادة الموز المصدّر إلى سوريا: إجراء شكلي والحلّ في مكان آخر

المركزية – زار وزير الزراعة عباس الحاج حسن الأحد الماضي بغداد وشارك في المؤتمر الاقليمي الـ 36 لدول الشرق الأدنى وشمال افريقيا لمنظّمة الأغذية والزراعية FAO . وعقد سلسلة من اللقاءات الهامشية ضمن فعاليات المؤتمر مع عدد من نظرائه ووفود ممثّلة للدول المشاركة.  

وفي السياق، تبلّغ الحاج حسن من نظيره السوري محمد حسان قطنا موافقة حكومة بلاده على رفع كمية استيراد الموز من 250 إلى 500 طن لكل مستورد وبكمية اجمالية تصل الى 50 الف طن من الموز اللبناني. إلى جانب موافقة الحكومة السورية أيضا على خفض السعر الاسترشادي من 850 $ إلى 500$.  

وتعليقاً على ذلك، يعتبر رئيس​ جمعية المزارعين​ اللبنانيين ​أنطوان الحويك عبر "المركزية" أن "التغييرات التي حصلت تقنية، فنية، شكلية لا جوهرية، لأن لبنان يصدّر أساساً كميات من الموز إلى سوريا"، لافتاً إلى أن "التواصل جيّد في شكل عام، لكن المشكلة الأهمّ إلغاء رسوم الترانزيت لعبور الشاحنات اللبنانية على الحدود السورية، وطالما لم تحلّ بعد لا تعتبر الخطوات الأخرى مهمّة". 

إلى ذلك، اتّفق الحاج حسن مع الوفد الإيراني على تشكيل لجان فنية للبحث في التعاون المشترك. وفي الإطار ، يوضح الحويك أن لا فكرة لديه "حول معطيات في حوزة الحكومة توحي بإمكانية التصدير إلى إيران. إلا أن إحياء الاستيراد والتصدير لا يشكّل حلاً، وهذا الموقف سياسي أكثر منه تقني بحت وزراعي". 

ويؤكّد أن "مشاكلنا الأساسية ليست في هذا الاتّجاه، منها أزمة الحمضيات حيث أن 17 الف طن لم تصدّر إلى السعودية الأمر الذي ضرب الموسم بأكمله وانهارت أسعار الحمضيات لتباع بأقلّ من كلفتها. ومشكلة كبيرة أخرى يعانيها القطاع تتمثّل بغلاء أسعار المستلزمات الزراعية إلى جانب ارتفاع اسعار المازوت والتعويض عن أضرار العاصفة والجليد. من هنا، وطالما هذه النقاط الثلاث لم تحلّ، هذا يعني أن كلّ تحرّكات الدولة الأخرى لا تنفع فعلياً القطاع وكأننا ندور في مكاننا". 

على خطّ آخر، وفي ظلّ ارتفاع معدّل الأمطار بعد العواصف الأخيرة وارتفاع منسوب المجاميع التراكمية لهذه السنة ما جعلها قريبة جدّاً من أرقام السنة الماضية لمثل هذه الفترة واقترابها نوعاً ما من أرقام المعدّلات السنوية، يرى الحويك أن "القطاع بحاجة إلى ثلوج على الجبال ولمياه الري عبر إعادة امتلاء الخزانات الجوفية. هذه السنة كانت معدّلات المتساقطات عادية ما يؤشّر إلى عدم مواجهة مشكلة جفاف".