Feb 08, 2022 5:12 PM
خاص

معركة الدائرة الثالثة شمالا حماوة وغموض... الحنكة تطيح بلائحة الحلف الثلاثي

المركزية – في الدقائق الأخيرة حسم المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية الذي انعقد عصر امس قراره في شأن خارطة تحالفاته في الدائرة الثالثة في الشمال وأعلن رئيس الحزب سامي الجميل عن دعم ترشيح مجد حرب في البترون. دقائق وجاء الرد من النائب السابق سامر سعادة الذي غرد تعليقا على قرار ترشيح الحزب الذي ناضل فيه وترأسه والده الراحل جورج سعادة وكتب: "الكتائب في البترون ليست سلعة في سوق الإنتخابات". فهل بدأت انتفاضة الكتائب من عرين رئيسها الأسبق؟

هذا "الخرق" الذي أوجده حزب الكتائب بدعم ترشيح مجد حرب ليس الوحيد على خارطة تحالفات هذه الدائرة التي سبقت الدوائر الـ15 في نسج تحالفاتها وتسمية مرشحيها. فتغريدة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لا تزال تتفاعل في الأوساط السياسية والشعبية حيث قال "لو عاد الأمر لي لتركت المقعد لمرشح آخر من الخط نفسه". لكن زيارة وفد التيار إلى دمشق أعاد خلط كل الأوراق وأكد المؤكد أن "الخبرية مجرد دلع سياسي" فالنيابة بالنسبة إلى باسيل هي الأساس لتعبيد الطريق نحو بعبدا وإلا... النهاية. وعلى رغم هذه الضعضعة ثمة تحالفات تنسج في هذه الدائرة وأخرى يجري تطريزها من خارج الحدود.

الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي يؤكد عبر "المركزية" "أن المعركة الإنتخابية في الدائرة الثالثة في الشمال تتقدم سواها بين الدوائر في مسار نسج التحالفات وفي مجال ارتفاع الحرارة الإنتخابية لسببين: الأول أنها تحتوي على أكثر من إسم مرشح لرئاسة الجمهورية، والثاني كثافة المغتربين الذين سجلوا أسماءهم للإقتراع في حال فشل ثنائي حزب الله وتيار العهد في نسف اقتراع المغتربين بحصر أصواتهم في 6 دوائر أو بضرب المهل وتأجيل الإنتخابات".

على مستوى خارطة التحالفات يعتبر الزغبي أن هناك ثلاث قوى تعمل على نسج تحالفاتها "فالقوات اللبنانية قد تكون القوة السياسية الوحيدة التي تنسج تحالفاتها على أساس سياسي وطني محسوم، بينما تعمل القوى الأخرى على نسجها على أساس المصلحة الإنتخابية الصافية وهذا ينطبق بالدرجة الأولى على احتمال نجاح بشار الأسد وحزب الله في جمع التناقضات الدائرة في فلكهما بحيث يجمعان ما بين سليمان فرنجية وجبران باسيل والحزب السوري القومي الإجتماعي في لائحة واحدة".

الفريق الثالث الذي بدأ ينسج تحالفاته في الدائرة الثالثة في الشمال ينتمي إلى الفئة المستقلة التي تجمع أطيافاً سياسية تقليدية أي حزب الكتائب ومجد حرب مع جزء من نتاج المجتمع المدني. "تبقى القوة الرابعة الموجودة وغير الموجودة وأعني بها تيار المستقبل" ويرى أنه أمام احتمالين: فإذا أعيد شد عصب هذا التيار بعد مناسبة 14 شباط ودخول الرئيس سعد الحريري من جديد بشكل أو آخر إلى الساحة السياسية، الأرجح أن تكون أصوات مناصريه لمصلحة سليمان فرنجية. إلا أن ثمة عائقا يتمثل بتحالف فرنجية مع القومي السوري، وعليه هناك احتمالان: عدم منح  قاعدة تيار المستقبل أصواتها للقومي السوري بحجة منحها لفرنجية، أو ترك الحرية للملتزمين بتيار المستقبل .وهنا لم يعد من مجال للشك بأن عاطفة هذه القاعدة تميل إلى القوات اللبنانية. وهناك نسبة معينة من القاعدة السنية في هذه الدائرة قد حسمت خيارها سلفا لمصلحة القوى السيادية أي القوات، وبغض النظر عن كلمة السر التي سيمررها الحريري لقاعدته ومناصريه".

قوة المجتمع المدني في دائرة الشمال الثالثة قوة... لكنها موزعة على مجموعتين ولكل منها خياراتها.  وعلى ما يبدو أن هناك مسعى لجمعهما على رغم اللامنطق الذي يبديه أحد التجمعين لجهة عدم التحالف مع قوى سيادية  في حين يمد يده ويتحالف مع اخرى!.

قد لا يكون العطب كما يصفه الزغبي في تبرير تحالفات المجتمع المدني "فإذا ما نجح الاسد والحزب بفرض تحالف ثلاثي يضم فرنجية وباسيل والقومي سيكون الثمن باهظا على باسيل ويخسر مقعده لأن القومي قادر على تأمين حاصل وكذلك الحال بالنسبة إلى فرنجية الذي سيؤمن حاصلا أو إثنين. أما باسيل فسيخسر الحاصل. من هنا ثمة ترجيح بأن يتم الإتفاق على تشكيل لائحتين لتأمين حاصل باسيل". تبقى ورقة وليم جبران طوق التي يتجاذبها كل من باسيل وفرنجية إلا أن الأخير لم يحسم أمره بعد بحسب الزغبي "لأنه يدرك أن ورقته تخدم سواه وسيكون على غرار ما كان عليه في انتخابات 2018... فرق عملة". فهل يكرر طوق التجربة؟ يجيب الزغبي "هذا الواقع يفسر سبب خوف وضعضعة وضع طوق إلا أن الواضح أن القوة الأكبر ستبتلع القوة الأصغر ولن تكون إلا ورقة محترقة في انتخابات 2022".

من هذه المشهدية يمكن استخلاص التالي "القوات هي الأكثر ارتياحا وقد تؤمن 4 حواصل وربما خمسة، ومع العطب الذي أحدثته الكتائب بعدم ترشيح سعادة فهناك احتمال بأن يجير كتائبيو الأخير أصواتهم إلى إحدى اللوائح. ويختم الزغبي "هناك غموض كبير على رغم الحماوة والتقدم الكبير في نسج التحالفات في هذه الدائرة إلا أن الفائزين من لائحتي القوات والكتائب وحرب والمجتمع المدني سيكونون من خط السياديين في السياسة الوطنية. من هنا يجب اعتماد الحنكة السياسية بين الطرفين للنيل من مقاعد حلف الحزب والنظام السوري". عسى أن تكون الرسالة قد وصلت!  

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o