Feb 08, 2022 3:57 PM
اقتصاد

معايدة من الاتحاد الماروني العالمي في عيد مار مارون

المركزية – أشار رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي الخوري الى ان "يصادف نهار الأربعاء الواقع فيه التاسع من شهر شباط، وككل سنة بهذا التاريخ، عيد القديس مارون الذي كان أقام مدرسة النسك في العراء حيث أمضى ايامه في جبال قورش في القرن الخامس الميلادي. وقد جرت على أيديه عجائب عديدة أدت إلى أيمان الكثيرين وقيامهم بزيارته للتبرك والتشفع. وبعد مماته صارت حياته النسكية قدوةً وتعاليمه مصدر الهام، ما جعل البعض يتبعون أقواله ويتشبّهون بسيرة حياته، ومنهم من أكمل مهمة التبشير حيث انتقل سكان جبل لبنان من الوثنية إلى المسيحية على أيديهم، فتجذّر الايمان وتعمّق، خاصة بعد أجيال من الاضطهاد؛ إن من داخل الجماعات المسيحية المنقسمة بالرأي وفلسفة العقيدة لدرجة التعصب والتقاتل، أو من بعض الجماعات المتطرفة التي تابعت عملية الاقتصاص من المختلف بالراي بعد قدوم فرسان الصحراء الذين حملوا معهم دينهم الجديد. ولكن رهبان دير مارون والاساقفة، الذين التجأوا إلى جبال لبنان وتابعوا حياة الزهد فيه بحثا عن الحرية والحقيقة، حافظوا على هذا المكان المقدس واحترموا هيبة وجود الله فيه، حيث احتمى كل مختلف قبِل بالآخر واعترف بالخالق وحافظ على مشيئته ونظام الطبيعة الذي رسم". 

أضاف في بيان: "بهذه المناسبة يتوجه الاتحاد الماروني العالمي، بشخص رئيسه الشيخ سامي الخوري، إلى الموارنة المنتشرين حول العالم، باصدق عبارات التهنئة والتمنيات بالخير والبركة وبدوام الازدهار والتقدم واستمرارهم بنشر مفاهيم المحبة والتعاون بين البشر التي ورثوها عن الأجداد، وكانت بالطبع مستلهمة من سيرة القديس العظيم وارشادات خلفائه". 

وقال: "كما يتقدم الاتحاد الماروني العالمي بالتهاني للشعب اللبناني قاطبة، وبخاصة الطائفة المارونية وعلى رأسها صاحب النيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الاحترام وجميع الأساقفة ورجال الدين كهنة ورهبانا وراهبات، سائلين الله عز وجل أن يحمي لبنان وشعبه، ويعيد إليه الأمن والاستقرار، والخير والبركة، ليحمل مجددا ذلك المشعل الذي أنار الشرق، ويسهم في الانفتاح والتعاون بين الشعوب". 

وتابع: "كما نشكر قداسة البابا، بشخص وزير خارجية الفاتيكان الذي شرّفنا بزيارة للبنان تدل على اهتمام قداسته بالشعب اللبناني ومصيره، وندعوه إلى مساعدة بلدنا الأم على الخروج من محنته، بالتفاف الدول الكبرى حوله، وتفهم مشاكله التي أدت إلى فقدانه السيادة والاستقلال، وأوصلته إلى الافلاس الذي أفقر كل شعبه". 

وقال: "نتوجه في نفس الوقت بالشكر إلى الأمين العام للأمم المتحدة، الذي زار لبنان أيضا الشهر الماضي واستمع إلى معاناة شعبه، وها إننا بدأنا نرى تاثير زيارته تلك بتذكير مجلس الأمن الدولي بضرورة تنفيذ القرارات الدولية خاصة 1559 وغيره من القرارات المتعلقة بلبنان، والتي تخلصه من الوضع السيئ الذي يعيشه، وتعيد له السيادة والاستقرار. كما لمسنا أيضا جدية في تفهّم ضرورة قيام مؤتمر دولي يعترف للبنان بحياده، ويعيد له دوره المنفتح على الكل، ليكون مكان لقاء على الخير، لا موطئ قدم لاستعمار من نوع آخر، أو احتلال سئمنا من العيش في ظله". 

وختم: "فيا مار مارون زدنا إيمانا وتعلقا بهذا الوطن الفريد، الذي يكتمل دوره بالتفاف كل أهله وجميع سكانه حول مشروع البناء والتوحيد والانطلاق بورشة إعمار جديدة، تجاهر بالانفتاح على الآخر والاعتراف بحقه في الحياة الكريمة، والالتزام المتبادل من كافة القوى في هذا الشرق بحياد لبنان وسيادته على أرضه وكل بنيه، والسماح للسلام أن يعم وينتشر، والخير الذي يتبعه أن ينمو ويزدهر، فيعود لهذا البلد رونقه، ولهذا الشرق المعذب فرصة جديدة من الفرح بالانتاج والتعاون والتسامح، الذي وحده يشفي الجراح، ويعيد الحياة لكل المجتمعات النازفة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o