Feb 03, 2022 4:41 PM
خاص

نداء 8 شباط لمجموعات الثورة... بيد واحدة إلى الإنتخابات أو النهاية!

المركزية – في 17 تشرين الأول 2019 نزل الناس إلى ساحات الوطن بصوت واحد وشعارموحد... ثورة...ثورة. يومها أراد الشعب إسقاط النظام... خرج الثوار من الساحات، انهار الإقتصاد والبلد وبقي النظام لكن للمرة الأولى في تاريخ لبنان وضعت المنظومة الحاكمة حراك الثوار وعينهم على التغيير في حساباتها. وعلى رغم الشعارات الموحدة فرط عقد الثوار ولم ينعقد من جديد عشية استحقاق الإنتخابات النيابية في أيار 2022 حيث بات واضحا أن لكل مجموعة حساباتها وقراءاتها في مسألة التحالفات وإن كانت تتفق أقله على المبادئ السياسية ومواجهة السلطة. فهل تدخل شعلة الثورة إلى برلمان 2022 "بمجموعة" نواب الثورة أم بمجرد نائب لا أكثر ولا أقل؟ وهل يدرك القيمون على مجموعات الثورة أن حسابات الإنتخابات النقابية لا تنسحب على خصوصيات الإنتخابات والتحالفات النيابية؟ 

ثمة من وعى أهمية هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الوطن فكان القرار الذي أطلقته ست مجموعات هي: عامية 17 تشرين، وخط أحمر، وتقدم، ولقاء تشرين، ومنتشرين، والكتلة الوطنية، وقد تنضم مجموعات أخرى مثل تحالف وطني في توجيه نداء لتوحيد المعارضة، وتشكيل لوائح مشتركة في كل لبنان، من خلال مؤتمر صحافي تعقده يوم الثلاثاء المقبل في 8 شباط. 

منسق العلاقات السياسية في حزب الكتلة الوطنية والمرشح عن المقعد الماروني في طرابلس كميل موراني أوضح عبر المركزية أن "خصوصية المجموعات لم تلغ وحدة المبادئ السياسية التي نزلوا على أساسها في 17 تشرين وهي استرجاع السيادة على كامل الأراضي اللبنانية والعدالة الإجتماعية والدولة المدنية ومحاسبة المسؤولين وتطبيق سياسة الشفافية وإعادة هيكلة المصارف".

الإتفاق على العناوين الرئيسية لا يلغي التخبط الحاصل بين هذه المجموعات التي قررت خوض الإنتخابات متباعدة لا بل مختلفة في رؤيتها للتحالفات التي سيخوضها البعض منفردا أو ب"الموجود" . المهم لدى هذه المجموعات عدم مد اليد أو وضعها في يد الأحزاب المعارضة. 

إنطلاقا من ذلك يقول موراني: "من هنا كانت فكرة نداء 8 شباط إلى مجموعات 17 تشرين وعددها يقارب ال400، التي قررت خوض الإنتخابات النيابية كلٌ ضمن تموضعه  لتوحيد صفوفها في لوائح مشتركة في كل لبنان. على أن يليها إطلاق "علامة" انتخابية موحدة في الدوائر الـ15، في النصف الثاني من الشهر الجاري. ويصار بعدها إلى إطلاق الحملة الانتخابية في لبنان وفي دول الاغتراب".

من الثابت أن الرؤية الموحدة لن تلغي خصوصية كل مجموعة لكنها تساهم في وضع خارطة طريق خصوصا أن بعض المجموعات عاجزة عن تشكيل لوائح ومنها من ليس لديه أي علم بطبيعة الأرض ولا حتى ماكينات إنتخابية تواجه بها أحزاب السلطة والزعامات التقليدية. ويؤكد موراني "أن  لا خلاص ولا حظوظ ولا نتائج مشرفة يمكن أن نحصدها إلا إذا توحدنا في الـ15 دائرة وكنا منفتحين على أحزاب المعارضة".

السيادة والعدالة الإجتماعية والمحاسبة والدولة المدنية، بهذه المبادئ التي ستشكل العناوين السياسية ستخوض مجموعات المعارضة معركتها الإنتخابية ومنها تتفرع باقي العناوين. بالتوازي ثمة عناوين إختلافية تتمثل في إيلاء بعض المجموعات الموضوع الإقتصادي أهمية على عناوين السيادة والعدالة الإجتماعية ، "من هنا سيتم التركيز في نداء 8 شباط على مسألة التوافق والتنسيق للخروج بنتائج مشرفة مع التزام مبدأ الخصوصية والإنفتاح على باقي المجموعات واحزاب المعارضة، إذ تبين أنها اتخذت خطوات متقدمة في معركة مواجهة السلطة ومنها الكتائب اللبنانية والشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري".  ويلفت موراني إلى أن "التحالف مع الأحزاب المعارضة سيشكل حجر أساس لمواجهة أحزاب السلطة،  ويعول على أهمية هذه الخطوة التي تعطي المواطن الثقة بوجود معارضة قوية تستفيد من النقمة الشعبية.
نداء 8 شباط لن يكون المحطة الأولى والأخيرة فالعمل الدؤوب مستمر ليلا نهارا لتوسيع مروحة المجموعات التي انخرطت في بوتقة توحيد الرؤية لرسم خارطة الطريق لخوض الإنتخابات النيابية وعددها 6 حتى اللحظة. "لن نستسلم ولن نيأس نحن أمام مرحلة مصيرية ونخوض معركة نضوج في السياسة فإذا ما ربحناها لن نحكم البلد لأنه لا يُحكم من مجلس النواب إنما سيكون حافزاً لمعركتنا المقبلة في مواجهة السلطة. والخسارة ستكون مخيبة لآمال الناس الذين نزلوا إلى الساحات في 17 تشرين وحلموا بالتغيير".

المسألة صعبة لكنها ليست مستحيلة والمجموعات الست التي ستتوجه إلى مجموعات الثورة في 8 شباط تدرك ذلك، "لكن النية موجودة وسنعمل المستحيل لتعبيد الطريق والذهاب إلى الإنتخابات يدا واحدة وشعارا واحدا. فهدفنا ليس تحقيق فوز كاسح في البرلمان إنما الصمود والمواجهة. فإما نبقى ونصمد أو نندثر" يختم موراني.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o