Feb 02, 2022 7:45 AM
صحف

الفاتيكان بالفم الملآن: خائفون على مستقبل لبنان

بين زيارة امين سر الفاتيكان للعلاقات بين الدول (وزير الخارجية) المونسنيور ريتشارد غالاغر لبيروت وزيارة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مع وفد وزاري فضفاض من ثمانية وزراء لتركيا، تقدمت الواجهة الديبلوماسية على المشهد السياسي في استراحة سريعة فيما تتصاعد وتيرة الاستعدادات الانتخابية من خلال طلائع التحالفات بين بعض القوى والتي يبدو ان أسرعها وأبرزها راهنا التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب “القوات اللبنانية” في كل المناطق المشتركة بينهما.

وبحسب "النهار" بدا المونسنيور عالاغر مكلفاً من البابا فرنسيس التعبير بقوة عن عمق الاهتمام الفاتيكاني بالواقع الدراماتيكي في لبنان وما يثيره من قلق لدى الكرسي الرسولي اذ لم يكن موقفا عاديا ان يقول الموفد البابوي بصراحة لافتة “نعم اننا نخشى الا يكون مستقبل هذا الوطن مضمونا”. كما ان واقع المحادثات التي اجراها في بعبدا عكسه كلام رئيس الجمهورية #ميشال عون الى الزائر الفاتيكاني من انه “يبذل كل جهوده لكي يبقى لبنان وطن الرسالة للشرق كما للغرب، وفق ما أراده البابا يوحنا بولس الثاني”، مشددا على “اننا كلبنانيين مؤمنون بأن وطننا رسالة، ونسعى للحفاظ عليه وفق هذه الرؤية على الرغم من الصعوبات العديدة التي يمر بها”. وقد اكد المونسنيور غالاغر متابعة البابا بدقة لتطورات الأوضاع في هذا البلد قائلا “ان لبنان يستحق عناية استثنائية، لأن كل الشرق الأوسط يتطلع اليه كرسالة للمستقبل، من هنا وجوب الحفاظ على الهوية الوطنية لهذا البلد، الذي إذا ما تطورت الأوضاع فيه إيجابيا فإن الامر سينعكس على المنطقة”. أضاف: “ان لبنان القوي والمتضامن يمكن ان يشكل مثالا لكل الشرق الأوسط، بمسيحييه ومسلميه وذلك في خدمة الخير العام للجميع، وهذه هي حقيقة دعوة لبنان. ونحن نأمل أن يلعب هذا الدور في المستقبل من جديد”، مشيرا الى “ان من السهل ان نقول ان لبنان رسالة، ولكن علينا العمل معا من اجل ان تصبح هذه الرسالة حقيقة ملموسة”. وإذ شدد على ان البابا فرنسيس أعرب عن رغبته في زيارة لبنان وقال: “قداسته سيأتي قريبا. ولكن علينا تحديد معنى كلمة قريبا”.

وقال “نعم اننا نخشى الا يكون مستقبل هذا الوطن مضمونا. ونحن ندعو الجميع، وكافة القادة سواء محليا او دوليا، للحفاظ على لبنان كرسالة للعيش معا والاخوة والرجاء بين الأديان”.

كما ان غالاغر اوضح بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري انه نقل اليه اهتمام البابا “وقلقه على لبنان واللبنانيين في هذه الأيام و قد كنت مهتما لمعرفة رؤية وآراء الرئيس بري وهي آراء مستنيرة وأعتقد اننا نستطيع التقدم الى الأمام من خلال حوارنا بين الأطراف السياسية المتعددة في لبنان، وهي أيضا مساعدة لنا لفهم طبيعة التحديات التي يواجهها لبنان واللبنانيون”. واكد ان للكرسي الرسولي “مساهمات متواضعة الى اللبنانيين من اجل تشجعيهم كي لا يفقدوا الأمل، بخاصة في هذه اللحظات الصعبة على الجميع، ونأمل ان يحمل المستقبل أياما أفضل للبنان”.

ومن المقرر حسب "الجمهورية" أن يمضي المونسنيور غلاغير نهاره اليوم ما بين بكركي حيث سيشارك في جزء من إجتماع مجلس المطارنة الموارنة الشهري الذي ينعقد كل اول يوم اربعاء من كل شهر، وجامعة الروح القدس في الكسليك حيث يعقد المؤتمر اللبناني ـ الدولي برعاية فاتيكانية تحت عنوان: «البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة»، بهدف الاضاءة على الجهود التي يبذلها الفاتيكان بإشراف مباشر من البابا فرنسيس من اجل اعادة الاعتبار للرسالة التي كان قد أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني حول اعتباره لبنان «اكبر من وطن لا بل انه رسالة»، وذلك بمشاركة حشد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية.

وسيلتقي غلاغير في اليوم الأخير من زيارته اللبنانية كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o