Feb 01, 2022 1:07 PM
خاص

لحظة الحسم في فيينا تقترب: اتفاق او انهيار المفاوضات

المركزية- عادت مناخاتٌ رمادية تسود الاجواءَ في فيينا. فبعد تعليق المحادثات النووية في العاصمة النمساوية مؤقتًا لاتخاذ "قرارات سياسية"، حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الولاياتِ المتحدة على "عدم المطالبة بشيء خارج الاتفاق النووي عند استئناف المفاوضات". وتابع خطيب زاده في مؤتمره الصحافي الأسبوعي امس "بالطبع لا نقبل بأقل من الاتفاق النووي. تأكدوا أنه في هذه الحالة يمكن التوصل إلى اتفاق دائم وموثوق به سريعا". وعن الوضع الحالي للمحادثات، قال "المفاوضات حققت تقدمًا ملموسًا في الأسابيع الثلاثة الماضية في أربعة مجالات: رفع العقوبات، والالتزامات النووية، والتحقق، والحصول على الضمانات". وتابع "بالطبع، في بعض الأمور، كان التقدم كبيراً وسريعاً، وفي البعض الآخر كان بطيئًا بسبب التقاعس والفشل في الحصول على الضمانات اللازمة من الطرف الآخر أو قلة المبادرة من جانبه، وننصحهم بالعودة من عواصمهم بمبادرة". وبينما تؤكد إيران على "رفع العقوبات" في هذه المفاوضات أكثر من أي شيء آخر ، اعلن خطيب زاده "ننتظر ردا من الغرب في مجال رفع العقوبات".

هذه المواقف الايرانية، تأتي بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، في وقت تقترب المحادثات من الاصطدام بحائط مسدود. العقم هذا الذي يطبعها دَفَع بالمتحاورين الدوليين الى طلب تعليقها مؤقتا كما هو مذكور اعلاه، علّ الاتصالات التي ستحصل في فترة التعليق هذه، تساعد في تحقيق اختراق ما. في سياق هذه المساعي، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي اجراه بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي الاحد، على "ضرورة تسريع" الجهود من أجل "تحقيق تقدم" في المفاوضات حول الاتفاق النووي، على ما أعلن قصر الإليزيه. وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أنه "بالنسبة للاتفاق النووي عام 2015" فإن ماكرون "أكد قناعته بأن حلا دبلوماسيا يبقى ممكنا وواجبا، وشدد على أن أي اتفاق سيتطلب التزامات واضحة وكافية من جميع الأطراف"، مضيفة أنه أشار ايضا إلى "ضرورة تسريع (المفاوضات) للتوصل سريعا إلى تقدم ملموس".

بات معلوما ان العقدة التي تعرقل تقدّم قطار المحادثات نحو بلوغ محطة الاتفاق المنشود، تتمثل في ايّ من طهران او واشنطن، سيتراجع عن شروطه أوّلا: هل تعود ايران الى التقيد ببنود النووي لترفع عنها بعد ذلك واشنطن العقوبات، ام ترفع الاخيرة العقوباتِ بداية، ومن ثم تعود ايران الى الالتزام بشروط الاتفاق؟ اليوم، بدأت هذه المراوحة تزعج ليس فقط واشنطن انما المجتمع الدولي كلّه، الذي بات يرى ان خرق ايران الاتفاق ومضيّها قدما في تخصيب اليورانيوم وتعكير الامن الاقليمي، لا يفيد المفاوضات ويتهددها جديا. في اتصال ماكرون – رئيسي، أبلغ الاول الثاني ان السلوك الايراني مضرّ جدا، وان لا بد لايران من التراجع خطوة لأن تشددها سيقلّص فرص استكمال فيينا والتوصل الى اتفاق. لكن وفق المصادر، يبدو ان هذه النصائح لن تلقى آذانا صاغية في الجمهورية الاسلامية. ففي الساعات الماضية،  أشارت صحيفة "كيهان"، التابعة لمكتب المرشد التابعة للحكومة، إلى أن مبيعات النفط الإيراني ارتفعت حتى دون إحياء الاتفاق النووي، وطالبت الحكومة بعدم التعويل على هذا الاتفاق... في موازاة هذه المواقف الايرانية التي لا تدفع الى التفاؤل، يعتبر اكثر من مسؤول اميركي ان هوامش فيينا باتت ضيقة جدا.. من هنا، تشير المصادر الى ان المحادثات وصلت الى لحظة الحقيقة والحسم: فإما تنتهي الجولة المنتظرة الى اتفاق او تنهار المفاوضات...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o