Jan 27, 2022 3:43 PM
خاص

هل يطلق بوتين الرصاصة الأُولى على أوكرانيا؟

المركزية - قرعت روسيا الثلاثاء طبول الحرب بإطلاقها مناورات عسكرية في شبه جزيرة القرم على أبواب جارتها الغربية أوكرانيا بينما يتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بخصوص هذه الأزمة. فيما حذرت واشنطن موسكو من فرض عقوبات اقتصادية قاسية ستستهدف الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا إن هي أقدمت على اجتياح أراضي كييف. من جهتها، استنكرت موسكو التهديدات الصادرة عن بايدن، مؤكدة أن مثل هكذا خطوة ستكون تداعياتها "مدمرة". 

وكان البنتاغون أعلن الإثنين أن قوة عديدها 8500 عسكري أميركي وضعت في "حالة تأهب قصوى" تحسباً لاحتمال نشرها لتعزيز أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي. من جهته أعلن حلف شمال الأطلسي أنّ دوله تعدّ لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنّها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا. في المقابل، تعتبر روسيا من جهتها أن قوات الحلف في جوارها تشكل تهديدا وجوديا، الامر الذي دفعها الى حشد 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية. 

وتنفي روسيا أي مخطط لشن هجوم على جارتها لكنها تربط وقف التصعيد بمعاهدات وطلبت للخروج من الأزمة بالتزامات خطّية بعدم ضمّ أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسي، وبسحب قوات وأسلحة الحلف من دول أوروبا الشرقية التي انضمت إليه بعد عام 1997، ولا سيما من رومانيا وبلغاريا، وعدم نشر الصواريخ الأميركية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا. 

وسط أجواء التوتر السائدة تسلمت موسكو الردود المكتوبة من واشنطن وحلف الناتو بشأن مقترحاتها حول الضمانات الأمنية، إلا ان روسيا أعربت عن تشاؤمها إزاء رد الولايات المتحدة وحلف الناتو، موضحة أنهما لم يتجاوبا مع مباعث القلق الرئيسية للجانب الروسي. فإلى أين يتجه التصعيد بين روسيا والولايات المتحدة؟
العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يقول لـ"المركزية": "كل الامور رهن بحصول اجتماع بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين للتفاهم بالدرجة الاولى حول موضوع اوروبا، فالمسألة لا تقتصر على اوكرانيا فقط إنما على جورجيا ايضا والمناطق القريبة من الحدود الروسية، حيث ان روسيا تسعى لإبعاد حلف شمال الاطلسي نهائياً عن حدودها. أما المشكلة الثانية فمرتبطة بعملية نشر صواريخ متوسطة المدى تحمل رؤوسا نووية في اوروبا وفقا للمشروع الجديد الذي يعود فيه الناتو الى اميركا. دون شك، اوروبا تهدد ولكن التهديد الاساسي يبدو بأنه فرض عقوبات اميركية على روسيا تتعلق بالتعامل بالدولار وعقوبات اقتصادية أخرى بما فيه عدم تصدير بعض المعدات او المواد باتجاه روسيا".  

ويضيف: "لكن هذا غير كاف، ولا بد من البحث في القضايا الاستراتيجية وقضايا سياسية دفعت روسيا الى هذا الحشد لمنع الناتو من التمدد الى اوكرانيا"، لافتا الى "ان أكثر دولتين متحمستين للضغط على روسيا بموضوع اوكرانيا يبدو انهما، بالنسبة لي، بريطانيا وكندا، خارج إطار التهديد الاميركي بالعقوبات واتخاذ خطوات أكثر ضررا من قبل الولايات المتحدة. واعتقد ان في نهاية الامر لا بد من ان تكون هناك تسوية. هذا الكلام الذي أقوله يتعارض مع مبدأ اوروبي قديم يعود الى ما قبل الحرب العالمية الأخيرة، كان يقول ان "الحشد يؤدي الى الحرب"، حيث كان دائما اي حشد بين دولة وأخرى يؤدي الى حرب. لكن استبعد ان تكون هناك حرب، لأن الحرب لها محاذيرها كأن تتطور الى حرب نووية من جهة، ومن جهة أخرى لا يحتمل الوضع الروسي العام، ليس من الناحية السياسية بل الاقتصادية، الانفاق الكبير الذي يمكن ان تتسبب فيه حرب في اوكرانيا، خاصة اذا كانت اوروبا والولايات المتحدة ستنفذ تهديداتها تجاه روسيا". 

الى ذلك، يعتبر عبد القادر ان "اوروبا لديها مشكلة اساسية تكمن في ان الجزء الاكبر من التموين الاوروبي بالغاز يأتي من روسيا، لكن الولايات المتحدة تحاول ان تجد بديلاً  وتسعى لتعطيل خط الأنابيب البحري "نورد ستريم 2" الذي ينقل الغاز من روسيا الى المانيا. من أجل الاستغناء عن هذا الخط، تحاول الولايات المتحدة إقناع قطر بتأمين الامدادات اللازمة لاوروبا من اجل التعويض عن خسارة جزء مهم من الامدادات الروسية، خاصة في فصل الشتاء الصعب هذا. وقريبا سيكون الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيس دولة قطر، ضيف البيت الابيض وسيبحث معه الرئيس بايدن لأخذ تعهدات لسدّ النقص بإمدادات الغاز لاوروبا". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o