Jan 27, 2022 2:58 PM
خاص

المبادرة العربية طريق حوار لحزب الله لفرض سطوته الا اذا...

المركزية – لم يعد خافيا على أي طرف محلي أو إقليمي وحتى دولي أن الرد على المبادرة العربية التي حملها وزير خارجية الكويت احمد ناصر الصباح ستشكل محطة مفصلية في تاريخ لبنان. وفي حين صرح رئيس الجمهورية ميشال عون أنه يرحب بها، وهذا شأن طبيعي لأن لبنان الرسمي لا يمكنه رفض المبادرة، إلا أن الجواب المباشر جاء من قبل حزب الله من خلال الإعتداء الذي نفذه "الأهالي" على دورية تابعة لقوات حفظ السلام في بلدة رامية الحدودية. والسؤال الذي يطرح اليوم، كيف ستتعامل الجمهورية اللبنانية مع هذه المبادرة التي بدأت تأخذ أبعاداً دولية؟ والأصح ماذا يريد الحزب والواضح أن أهدافه مرصودة إلى ما بعد بعد المبادرة!

سؤال طرحه المجلس الوطني اللبناني لرفع الإحتلال الإيراني الذي سبق وأعلن تأييده المطلق للمبادرة وذلك ضمن بيان صادر بتاريخ 25 كانون الثاني الجاري. وبين الترحيب اللفظي الصريح واعتداء "الأهالي" غير المبرر على دورية قوات حفظ السلام العاملة ضمن إطار القرار 1701 يستخلص المجلس الوطني أن القبول اللفظي تُرجم عمليا برفض المبادرة.

النائب السابق وعضو المجلس الوطني الدكتور فارس سعيد يتوقف عند هذه المبادرة باعتبارها ستشكل مدخلاً للعودة إلى طاولة حوار يخرج منها "المتحاورون" باتفاق من شأنه أن يخلط الأوراق إذا لم يتقيدوا بالشروط التي وردت في اتفاق الدوحة. ويقول عبر "المركزية": "إذا قرر الجانب اللبناني أي الدولة اللبنانية وحزب الله إحالة المبادرة إلى طاولة حوار سندخل في مرحلة جديدة".

من يشارك من القوى السياسية؟ ومن يرفض؟ أيضا سؤال يطرح لكن الأهم بحسب سعيد "في حال دعا الرئيس إلى طاولة حوار وهذا المرجح، بعدما بات واضحا أن الترحيب أو القبول بالمبادرة العربية لفظي فيما عمليا هي مرفوضة من قبل الحزب بدليل  الإعتداء غير المبرر من قبل "الأهالي" على دورية تابعة لقوات حفظ السلام في بلدة رامية الجنوبية، يجب على المشاركين التقيد بالشرطين التاليين: مشاركة ممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة، إذ لا حوار متوازنا مع سلاح الإحتلال من دون حضور عربي ودولي". ويضيف مؤكدا "أن دراسة المبادرة هي من اختصاص الحكومة وليس طاولة حوار من خارج الأطر الدستورية".

تشير بعض الأوساط إلى أن ثمة توجها دوليا باستبعاد رموز الطبقة السياسية عن الإنتخابات النيابية المقررة في 15 أيار بعدما بات مؤكدا أنها ستحصل من دون المكون السني على مستوى نواب ووزراء وجمهور التيار الأزرق، بعد إعلان رئيسه سعد الحريري قراره بتعليق عمله السياسي، مما خلق حالا من البلبلة على مستوى الترشيحات في الدوائر التي يشكل فيها الناخب السني الصوت المرجح والتفضيلي. لكن بحسب قراءة سعيد هذا "الكلام ليس إلا من باب التحليلات الوهمية. فالمجتمع الدولي لا يتدخل بأسماء المرشحين ولا يأبه بالأسماء الفائزة أو الخاسرة، والترشيحات تحصل وفقاً للقانون والدستور هذا إذا حصلت الإنتخابات لأنني أصبحت شبه يقين بأنها لن تحصل، علما أنها باتت شبه محسومة لحزب الله بعد تعليق الحريري عمله السياسي ومعه تيار المستقبل وغالبية المكون السني الذي يشكل التوازن مع الحزب".

قد لا ترضي هذه المعادلة السياسية شريحة واسعة من اللبنانيين والقيادات المعارضة المؤمنة أن التغيير سيبدأ من صوت الشعب في صناديق الإقتراع، لكن الحدث الكبير الذي توقع سعيد حصوله قبل الإنتخابات وكرره في أكثر من تغريدة وتصريح "كان بيد اللبنانيين وبات بيد الحريري مع قرار تعليق عمله السياسي مما خلق واقعا جديدا تمثل بانعدام التوازن في نتائج الإنتخابات النيابية". فهل كان يدرك الحريري نتائج خطوته؟

"لا أتصور ذلك وأعتقد أن هناك أسبابا شخصية دفعت بالرئيس الحريري إلى اتخاذ قرار تعليق عمله السياسي". لكن الأهم يضيف سعيد "أن حزب الله بات يطمح إلى ما هو أبعد من نتائج الإنتخابات النيابية وأخشى أن يتحول موضوع المبادرة العربية إلى مادة لعقد طاولة حوار فيدخل إليها المتحاورون باتفاق الطائف وبصيغة لبنان عربي ليخرجوا منها بصيغة مثالثة ولبنان مشرقي أكثر من ذلك، قد ندخل إليها بانتخابات نيابية ونخرج منها بانتخابات رئاسية مبكرة وهذا ما يريده حزب الله، رئيس جمهورية يشكل ضمانة له على مدى 6 سنوات جديدة، بعدها يبدأ الحديث عن انتخابات نيابية. هذا ما يريده الحزب بعدما لمس من خلال تعليق الحريري عمله السياسي أن نتائج الإنتخابات النيابية لن تكون ضمانة له. من هنا يستعجل للإنقضاض على موقع رئاسة الجمهورية من خلال إنتخابات رئاسية مبكرة ليصل من خلالها إلى النيابية".

كلام خطير؟ "صحيح ونحن أمام معضلة خطيرة إلا إذا اشترط المشاركون في حال تقرر الذهاب إلى طاولة حوار بمشاركة ممثلين واحد عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة " يختم سعيد.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o