Jan 25, 2022 1:34 PM
خاص

في ظل تعثر فيينا.. واشنطن تتشدد مجددا في بند "الرهائن"

المركزية- دخل عامل جديد اسمه "اطلاق الرهائن الاميركيين المحتجزين في ايران"، ساحةَ فيينا في الساعات الماضية، في معطى يبدو انه سيزيد المفاوضات تعقيدا. فقد قالت وكالة الأنباء الايرانية إن وضع شروط مسبقة مثل إطلاق سراح سجناء أميركيين تحتجزهم إيران، من شأنه إبطاء المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي، مضيفة "مثل هذه الشروط المسبقة غير المتصلة بالموضوع من جانب واشنطن ستصعب التوصل إلى اتفاق".

الاحد الماضي، كشف كبير المفاوضين النوويين الأميركيين روبرت مالي في تصريح لـ"رويترز"، أن من غير المرجح أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران، لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ما لم تفرج طهران عن أربعة مواطنين أميركيين تحتجزهم رهائن. وكرر المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، الموقف الأميركي الثابت منذ فترة طويلة بأن قضية الأشخاص الأربعة ، منفصلة عن المفاوضات النووية، لكنه، وفق رويترز، اقترب خطوة من القول: إن إطلاق سراحهم شرط مسبق للتوصل لاتفاق نووي. واردف مالي "إنهما قضيتان منفصلتان ونحن نتابع كليهما. لكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي بينما تحتجز إيران أميركيين أبرياء". وأضاف من فيينا "حتى في الوقت الذي نجري فيه محادثات مع إيران بشكل غير مباشر بشأن الملف النووي، فإننا نجري من جديد، بشكل غير مباشر، محادثات معهم لضمان إطلاق سراح رهائننا".

القضية الخلافية بين واشنطن وطهران هذه، ليست جديدة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الا انها عادت الى الضوء اليوم مع بدء الدبلوماسي الأميركي السابق باري رويزن (77 عامًا) اضرابا عن الطعام في فيينا، للمطالبة بالإفراج عن سجناء أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان ونمساويين وسويديين في إيران، وبعدم إبرام اتفاق نووي دون إطلاق سراحهم. وكان روزين واحدًا من بين أكثر من 50 دبلوماسيًا أميركيًا تم احتجازهم خلال أزمة الرهائن الإيرانية فيما بين عامي 1979 و1981.

وفق المصادر، اطلاق الرهائن كان دائما حاضرا في شروط واشنطن خلال المحادثات، الا ان خطوة الاضراب المعطوفة الى مسار المفاوضات البطيء في العاصمة النمساوية، حيث تدور في الحلقة المفرغة عينها منذ العام الماضي، أتت اليوم لتزيد الولايات المتحدة تشددا. فهي، وشركائها الدوليين الحاضرين في فيينا، بدأوا يلمسون منذ اسابيع ان المحادثات بلغت حائطا مسدودا وتراوح مكانها: ايران تريد رفع العقوبات قبل اي شيء آخر، بينما واشنطن تريد منها وقف تطوير قدراتها النووية وتخصيب اليورانيوم والتصعيد في المنطقة أوّلا، وبعدها ترفع عنها العقوبات تدريجيا.

وامام هذا الستاتيكو السلبي غير القابل للكسر حتى الساعة، اعتبرت واشنطن ان لا بأس من إبداء تصلّب اضافي في ملف انساني دبلوماسي اساسي، ومن العودة الى التمسك بمطلب اطلاق الرهائن. فأصلا، المفاوضات عقيمة، وشرطٌ بالزائد او بالناقص، لن يقدم او يؤخر في انتاجيتها ومصيرها الذي يبدو قاتما وملبدا، الا اذا..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o