Jan 22, 2022 11:22 AM
خاص

فيينا هبّة باردة وهبّة ساخنة: الشروط المتبادلة تعوق اتفاقا شاملا

المركزية- الاتفاق النووي بين هبة باردة وأخرى ساخنة، هكذا هي حال المحادثات المتوالية فصولا في فيينا منذ العام الماضي، لمحاولة انعاش التفاهم الدولي، بين طهران والمجتمع الدولي، واعادةِ الولايات المتحدة اليه.

فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فان المفاوضات لا تزال تراوح وتدور في المكان عينه. امس، وبعد شيوع معلومات عن تقدّم تم تحقيقه، عممها الايرانيون والروس والصينيون، الامر الذي لم ينفه الاوروبيون او الاميركيون الا انهم تحدثوا عن تقدم محدود وبطيء، قال مسؤول اوروبي: لسنا على الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق نهائي في المحادثات النووية في فيينا. اما واشنطن فعادت منذ ساعات لتنتقد الشروط التي تطلبها طهران.

فقد أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في بحر الاسبوع الماضي، أن أحد الأشياء التي طلبتها إيران من الولايات المتحدة هو ضمانات بألا تنسحب من الاتفاق النووي مرة أخرى. وقال بلينكن في مقابلة مع "بودكاست أنقذ العالم" إن "في نظامنا لا يمكنك تقديم هذا النوع من الضمانات الجادة والسريعة. يمكن للرئيس الاميركي جو بايدن بالتأكيد أن يقول ما سيفعله أو لن يفعله كرئيس طالما بقيت إيران ملتزمة بالاتفاق لكن لا يمكننا إلزام الرؤساء في المستقبل. وهذه إحدى الأشياء التي نتحدث عنها". وأضاف وزير الخارجية الأميركي "سنرى أين سنصل. ولكن ها هي الحقيقة: لم يتبق لدينا سوى القليل جداً من المدرج لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الامتثال المتبادل لأن ما حدث هو أن الإيرانيين أعادوا استئناف العديد من الأنشطة الخطيرة بسبب الانسحاب من الاتفاق". وتابع "يتعلمون المزيد وبناء المزيد من المعرفة وبناء قدرة أكبر على تحقيق الاختراق بسرعة أكبر. وحتى إذا عدنا إلى جميع القيود بموجب الاتفاق فسنصل إلى نقطة لا يمكننا فيها استعادة بعض مزايا الاتفاق".  وأشار بلينكن إلى أن "المشكلة الأخرى التي نواجهها هي أنهم ينتجون ما يكفي من المواد المخصبة إلى مستويات عالية جدا (..) نحن نصل إلى وقت الاختراق الآن وهذا أمر مثير للقلق حقاً". واستطرد "لذلك نحن نعمل بجد من أجل هذا. ونعتقد أن من مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة الحلفاء والشركاء معرفة ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الاتفاق، لكنني أعتقد أننا سنعرف ذلك في الأسابيع القليلة المقبلة".

بالفعل، تتابع المصادر، الايام المقبلة ستكون مفصلية في تحديد مصير المفاوضات. ذلك ان المتحاورين في فيينا ما عادوا متحمسين للذهاب ابعد في محادثاتهم ويريدون انهاءها في اقرب فرصة بعد ان بات تشكل مضيعة للوقت في ظل مرابضة كل من واشنطن وطهران على شروطهما وعدم تزحزحهما عنها منذ اشهر. وعلى الارجح، المخرج المشرف الجاري العمل عليه في كواليس العاصمة النمساوية، سيقوم على الذهاب نحو اتفاق نووي مؤقت، يرفع بعض العقوبات المحدودة عن الاقتصاد الايراني مقابل عودة ايران الى الالتزام ببنود من الاتفاق كخفض نسب تخصيب اليورانيوم في طراداتها... وذلك في انتظار ظروف اقليمية ودولية جديدة تتيح التوصل الى اتفاق شامل يرضي طموحات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، تختم المصادر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o