Jan 12, 2022 4:56 PM
خاص

دول الغرب تتلهّى ببعضها...لبّ المشكلة في مكان آخر

المركزية – ثلاث محطّات مهمّة تندرج ضمن جدول مفاوضات روسيا على خطّ بحث الأزمة الأوكرانية، أولاها حصلت مع أميركا في العاشر من الجاري في جنيف، تلتها مباحثات اليوم مع حلف شمال الأطلسي، ومن المرتقب أن يعقد اجتماع ثالث غداً مع منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضمّ في عضويتها الولايات المتحدة. فهل ينزع فتيل الأزمة عند الحدود الأوكرانية؟ أم أن الأمور إلى مزيد من الاحتدام؟ 

المحلل السياسي الدكتور توفيق الهندي يستبعد عبر "المركزية" نشوب حرب، معتبراً أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محقّ في مكان ما، ويبدو أنه يريد المفاوضة وليس الدخول في حرب، والمسألة مجرد شدّ حبال. أوكرانيا بلد يقع على حدود روسيا، ولم يكن فقط في الاتّحاد السوفياتي، وتاريخياً كانت مع بيلاروسيا وغيرها تسمّى بلاد الحدود، أي أن علاقتهم بالروس متداخلة إلى حدّ كبير". 

ويرى أن "البعض يعتبر أن الشعب الأوكراني يبغى، ديموقراطيا، الانضمام إلى الأطلسي، لكن نرى كيف تتعاطى الديموقراطيات مع القيم وحقوق الشعوب، فأين حقوق الإنسان في أفغانستان مثلاً؟ وأين هي في لبنان حيث يترك شعب تحت رحمة سلطة مجرمة تقتل شعبها بأكثر من طريقة؟ المصالح تحكم كلّ القرارات والمواقف في النهاية". 

وينتقد الهندي الغرب وطريقة عمله والقيم التي يدّعي الالتزام بها. "لديه مشكلة مع السعودية بأن ولي العهد محمد بن سلبان قتل جمال الخاشقجي، لكنه لا يرى ما يحصل في إيران التي يفاوضها كما يفاوض طالبان ويسلّم الشعب لها".  

وفي ما إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن يستغلّ الملف الأوكراني لتسجيل انتصارات قبل الانتخابات النصفية للكونغرس، يؤكّد أنّه "يريد تبييض صفحته من دون شكّ. لكن، في الوقت نفسه، أصبح الأوروبيون منزعجين من بايدن. بعد انزعاجهم من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي رفع شعار "أميركا أوّلاً"، جاءهم بايدن بشعار "أميركا عادت"، وبات أسوا من ترامب بالنسبة إليهم إذ يتصرّف كما يحلو له ويريد أن يقودهم ولا يوليهم أي اعتبار، خصوصاً بعد خروجه من أفغانستان وصفقة الغواصات. المجموعة الأوروبية باتت تسلك اتّجاه رصّ صفوفها والدفاع عن النفس والسعي لإثبات وجودها لأن أميركا حتّى اللحظة تسيّر أوروبا كما تشاء". 

ويلفت الهندي إلى أن "كلّ أوروبا والغرب في شكل عام مع أميركا بشكل خاص يعملون وكأن المشكلة هي روسيا والصين وغيرهما ويتعاطون مع الكيانات الإسلامية مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة أو الكيانات غير الدولاتية وكأنّها مشكلة طارئة، ويركّزون على خلافات مثل خلاف أميركا-روسيا، أميركا-الصين، روسيا-الصين... وفي المقابل يتمّ تناسي موضوع مهمّ هو أن الحركات الجهادية الإسلامية تشكّل خطراً أكبر بكثير على السلم العالمي وتهدّد باندلاع الحروب. هذه الحركات تنشأ في المجتمعات والأوساط المسلمة، وفي غضون 10 سنوات أو أكثر سيحتلّ العالم الإسلامي ثلث المعمورة، لذا عوض البحث عن لبّ المشكلة ومصير المسيحية يتلهون ببعضهم البعض".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o