هل يكشف اختبار كورونا المنزلي متحوّر "أوميكرون"؟

قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الثلاثاء، إنّ اختبارات المستضدات السريعة التي تُجرى في المنزل قد تكون أقل حساسية للكشف عن متحوّر فيروس كورونا "أوميكرون"، فيما يرى مسؤولو الصحة إنها ما زالت أداة مفيدة.

وذكرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنّ دراساتها الأخيرة بالتعاون مع المعاهد الوطنية للصحة أظهرت أنه رغم كشف اختبارات المستضد متحوّر "أوميكرون"، إلا أنّ ذلك تمّ بحساسية أقل، ما يعني أنها تكشف العدوى بدرجة أقل.

وقالت الوكالة إنها لا تستطيع مشاركة أي معلومات حول درجة ضعف أي من الاختبارات للكشف عن "أوميكرون"، لكنها تعمل للحصول على مزيد من التفاصيل.

وقالت إدارة الغذاء والدواء في بيان لـCNN: "الدراسات جارية لتأكيد سبب تناقص الحساسية الظاهرة. وما أن تكتشف ذلك، يمكن إجراء تعديلات على الاختبارات الحالية من قبل كل مطوّر، بدعم من إدارة الغذاء والدواء إذا كان ذلك مناسباً".

ومعلوم أنّ اختبارات المستضد أقل حساسية من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) التي تُجرى في المختبرات، لكنها سريعة، ومتوفرة بأسعار معقولة، وسهلة الاستخدام في المنزل.

وتقترح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن يستمر الأشخاص في استخدام هذه الاختبارات، والتأكد من اتباعهم للتعليمات بدقّة.

وإذا حصل شخص على نتيجة اختبار مستضد سلبية، لكنه يشتبه في أن يكون مصابًا بـ"كوفيد-19" بسبب ظهور أعراض عليه، أو تعرضه لفيروس كورونا، فيجب عليه اجراء اختبار PCR (أو اختبار جزيئي).

وشجّع مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أمريكا، الدكتور أنطوني فاوتشي، الناس على الاستمرار في استخدام اختبارات "كوفيد-19" السريعة.

وقال فاوتشي لـCNN الثلاثاء: "الاختبارات لا تزال مجدية. ولا تدع أي شخص يعتقد أنّ إدارة الغذاء والدواء قالت إنّ الاختبارات غير مجدية. قالت إنها أقل حساسية حاليًا. هذه الاختبارات لم تكن حساسة بنسبة 100% قط".

وأضاف فاوتشي: "ما تشير إليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اليوم، إن بعض الاختبارات حساسيتها أقل للكشف عن أوميكرون، أي قدرتها على الكشف عنه ضئيلة، لكنها لا تزال تقول إنّ الاختبارات مفيدة، ويجب استخدامها".

وفي مؤتمر صحافي لاستجابة البيت الأبيض لـ"كوفيد-19" الأربعاء، أكّدت مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، الدكتورة روشيل والينسكي، على أهمية اختبارات المستضد في "أماكن تشترط الاختبارات للبقاء ولإبقاء الأطفال في المدارس، وفي مستويات التعليم العالي، والمحافظة على أمان حرم جامعتنا".

وأشار فاوتشي الأربعاء، إلى أن إدارة الغذاء والدواء كانت تهدف إلى أن تكون "شفافة تماماً في قول إن الحساسية قد تنقص قليلاً، لكنّها أكّدت أنّ استخدامها ما برح مهمًّا".

وأثار نقص التفاصيل انتقادات بعض العلماء، وخبراء الاختبارات.

وعبر موقع "تويتر"، انتقد كبير المسؤولين العلميين في eMed، الدكتور مايكل مينا، بيان إدارة الغذاء والدواء "الغامض للغاية" الذي لم يقدم "أي تفسير أو بيانات".

كما أنه أشار إلى أن الاختبارات السريعة ليست أقل حساسية، "لكن ببساطة، أوميكرون أكثر عدوى".

وفي إعلانها الثلاثاء، لم تشر الوكالة إلى اختبارات محددة تناقصت حساسيتها.

وأكّدت شركة "أبوت" (Abbott) لتصنيع اختبارات مستضدة منزلية شهيرة لـCNN أنها تراقب الموقف مع متحوّر "أوميكرون" عن كثب، وأنها لم تشهد أي تغيير في أداء اختبار BinaxNOW، حتى الآن.

وذكرت الشركة في بيان لـCNN: "نحن نعلم أن اختباراتنا تُعد أداة مهمة للسيطرة على انتشار الفيروس، وسنظل متيقظين  خلال إجراء التحليلات، ومراقبة أداء الاختبار عن كثب".

وأقرّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة لم تضغط بما يكفي لزيادة عدد اختبارات "كوفيد-19"، ما تسبّب حاليًا بإقبال كبير عليها جراء العطل، ومتغيري "أوميكرون" و"دلتا" سريعي الانتقال، إلى أرفف متاجر فارغة، وطوابير طويلة في مواقع الاختبار.

وتعمل الإدارة على توزيع نصف مليار اختبار منزلي مجاني، لكن ليس من الواضح متى ستصل هذه الاختبارات إلى الأمريكيين الذين يرغبونها.