Dec 27, 2021 8:52 AM
صحف

كيف ستردّ السلطة على اتهامات "التحالف العربي" لـ"حزب الله"؟

لا تكفي الأزمات الداخلية التي يعيشها العهد والسلطة الحاكمة حتى تضاف إليها أزمات تداعيات تدخل «حزب الله» في حروب المنطقة. لم تكد تنتهي أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي بتقديم استقالته حتى أتت الأزمة الجديدة مع الإعلان الصاعق من قوات «التحالف العربي» حول دور «حزب الله» في الحرب اليمنية بانتظار الأجوبة التي يمكن أن تبحث عنها هذه السلطة المنهارة. كانت هذه السلطة تنتظر كيف يمكن أن تعيد فتح العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ولكن المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العميد تركي المالكي عاجلها بشحنة من الوقائع التي تنتظر الأجوبة عليها. المالكي قال أمس «إن حزب الله الإرهابي لا يمثل الشعب ‎اللبناني وهو سرطان في ‎لبنان أثر على اللبنانيين بالدرجة الأولى، ونشاطه الإرهابي امتد إلى خارج لبنان ونشر الدمار في المنطقة والعالم، ويتحمل المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن».

المالكي عرض مشاهد لمواقع في ‎مطار صنعاء قال ان «حزب الله» يستخدمها للتدريب ومخازن للمسيرات وشريط فيديو يكشف تورط قيادي في ‎الحزب وهو يعطي توجيهاته للقيادي الحوثي أبو علي الحاكم لاستهداف السفن في البحر الأحمر. ,بحسب "نداء الوطن" هذا الإعلان يأتي بعد الإعلان السعودي الفرنسي المشترك إثر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وطالبا فيه بتطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 واستعادة السيادة اللبنانية ونزع سلاح "حزب الله" من دون أن يكون هناك أي موقف من السلطة الحاكمة سوى العجز عن مواجهة هذا الواقع. كلام المالكي لا يمكن أن يكون إلا حلقة في سلسلة التطورات التي تشهدها المنطقة خصوصاً بعدما تكرر الإعلان الفرنسي السعودي المشترك في مواقف معظم الدول العربية الخليجية.

ما أعلنه المالكي لن يكون من الصعب على هذه السلطة نفيه باعتبار أنها تهرب دائماً من كل الإتهامات المتعلقة بنشاط "حزب الله". وهو بالطبع سيزيد الأمر تعقيداً على رئيس الجمهورية ميشال عون الذي وعد اللبنانيين بالكلام الليلة. فهو غاب عن الكلام المباشر والمعلن بعدما تسببت له أكثر من مناسبة بعكس ما أراد له المستشارون والمقربون. غاب الرئيس عن الكلام في الذكرى الخامسة لتوليه سدة رئاسة الجمهورية لأنه لم يكن عنده شيء ليخاطب به اللبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي كانت قاصمة وقاسية في خلال السنوات الخمس من عهده. ماذا كان لدى الرئيس ليقوله في تلك الذكرى؟ هل كان ليتحدث عن إنجازات؟ وعن سقوط الوعود بالتغيير والإصلاح؟ أم عن حكومة العهد الأولى التي أرادها بعد انتخابات العام 2018؟ أم عن حكومة الرئيس حسان دياب وتفجير مرفأ بيروت؟ أم عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ومنعها من الإنعقاد منذ 12 تشرين الأول الماضي، بعدما اقتحم وزير الثقافة صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة في تلك الجلسة وأسمعهما مع سائر الوزراء درساً في شل الدولة وفي تهديد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o