قرار "الدستوري" يؤشر الى مصير الصفقة...لا توافق على سلة التعيينات
غوتيريش يعاين ميدانيا انفجار المرفأ ويلتقي القادة الروحيين ورئيسي المجلس والحكومة:
مستعد لتسهيل مفاوضات الترسيم وآن الآوان للقادة السياسيين ان يتحدوا

المركزية- مع ان زيارة الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لبيروت ولقاءاته التي توزعت بين الميداني الوجداني بتفقد موقع الانفجار في  المرفأ والروحي بالاجتماع مع القادة الروحيين من مختلف الطوائف والسياسي الذي شمل رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي اتسمت بأهمية لافتة نظرا لمستوى الضيف اولا والرسائل التي حملها واستكمل من خلالها التقريع للسلطة الحاكمة، فإن الصفقة الجاري العمل في اتجاه انجازها والتي سيشكل قرار المجلس الدستوري غدا في شأن الطعن المقدم من تكتل "لبنان القوي" بشأن تعديلات قانون الإنتخابات، المؤشر الابرز في اتجاه المصير الذي ستؤول اليه، علما ان الاتفاق على الصيغة المطروحة لم يحظ بعد برضى وتوافق الرؤساء الثلاثة، ويكاد وجه رئيس الحكومة بعيد خروجه من لقاء الرئيس بري اليوم وحده يكفي لتلمس المنحى السلبي الذي تتجه اليه الصفقة بفعل عدم سير الرؤساء بسلة التعيينات المطروحة  للمقايضة ، وتاليا ستبقى حكومته معلقة في شبكة شروط الثنائي.

وفي انتظار تبيان مآل الاتصالات الجارية في الكواليس لاحياء الحكومة، وفي وقت حضر الملف في زيارة ميقاتي الى عين التينة، وغادر مسرعا مجيبا بغضب عن سؤال عما اذا نجحت "الصفقة" الجاري العمل عليها": نحن غير معنيين بهذا الموضوع، يسود ترقب  في الاوساط السياسية رصدا لما سيصدر عن المجلس الدستوري غدا وقد انعقد اليوم بكامل اعضائه العشرة واستكمل البحث في الطعن.

ميقاتي يتريث: واذ نفت اوساط بعبدا والتيار الوطني الحر اي مقايضة ممكنة على حساب العدالة، وافيد ان بري لا يزال يرفض تضمين التسوية الاطاحة بالمدعي العام المالي علي ابراهيم، اعلن ميقاتي في ما يتعلّق بتعطيل الحكومة، انه لا يزال يُفضّل التريّث على المواجهة. وقال  في حديث متلفز: الدعوة إلى الجلسة من دون توافق بين الوزراء أمرٌ غير محبّذ ولن أذهب باتجاه سيناريو يضعنا أمام استقالات من الحكومة، "بتصير المطبات والألغام السياسيّة موجودة دائمًا". وعن تحقيقات انفجار المرفأ، قال ميقاتي إنّ "موقف الحكومة واضح فنحن لا نتدخّل بالقضاء العدلي، ولكن على الأخير احترام الأطر الدستورية أيضاً، ونعم أنا مع المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء فكما الجيش يحاكم أمام المحكمة العسكرية يحاكم الوزير أمام محكمة خاصة أيضاً".

غوتيريش يجول: وسط هذه الاجواء، واصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم جولته في الداخل. وقد جدد تمسّكه بضرورة الاقلاع عن الخلافات السياسية واجراء الانتخابات النيابية واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، معربا عن استعداده للمساعدة في احياء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية. اليوم، التقى القادة الروحيين وجال في المرفأ حيث وقف دقيقة صمت على أرواح شهداء الانفجار. وجال في ارجائه للاطلاع على الاضرار التي لحقت به جراء انفجار 4 آب. واختتم جولته بوضع اكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء انفجار المرفأ.

عين التينة: ومن ثم توجه الى عين التينة فاستقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اعتبر ان "اسرائيل لم تنفذ القرارين اللذين يتكلمان عن وقف الانتهاكات الحربية وهي لا تريد دوراً للامم المتحدة في أي مهمة تتعلق بالجنوب اللبناني سيما في موضوع الحدود البحرية علماً ان هذا الموضوع تكلمنا فيه ونريده برعاية الامم المتحدة وبمشاركة الاميركيين ومعروف أن الشركات التي تم تلزيمها تؤخر الموضوع بسبب حجج أمنية وحتى الآن لا يزال هناك مماطلة في هذا الموضوع ما يؤثر على الاقتصاد". بدوره، قال غوتيريش "نعمل كل ما بوسعنا من أجل تسهيل المفاوضات والوصول إلى حلّ من أجل ترسيم الحدود البحرية للاستفادة من نفطهم".

السراي: بعدها، استقبل ميقاتي غوتيريش في السراي قبل ان يعقدا اجتماعا موسعا. وفي المناسبة قال ميقاتي "نجدد تأكيد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن اي خلاف بين  الدول العربية، كما كان قراره عام ٢٠١١ عند صدور البيان الرئاسي خلال عضويته في  مجلس الامن .ولن يكون لبنان، في مطلق الاحوال، الا عامل توحيد بين الاخوة العرب، وحريصا على افضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم". اما غوتيريش فقال "سمعتُ من ميقاتي التزام الحكومة بأن تجري المفاوضات مع صندوق النقد والتزامها بإجراء عدد من الإصلاحات الإدارية والمالية اللازمة لكي يتمكن لبنان من الاستفادة من الإمكانات المتاحة في ظل الدعم الدولي المتاح اليوم ممّا يضمن البدء بتحقيق نوع من التعافي".

الجيش واليونيفيل: على صعيد آخر،  عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم، للاوضاع العامة في البلاد والإجراءات المتخذة للمحافظة على الامن في خلال فترة الأعياد. وتناول البحث ايضا زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للبنان، لا سيما في الشق المتعلق بالتعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، وتطرق الحديث الى الوضع الحكومي الراهن.

القوات ورد البيطار: في المقابل، تقدم النائب جورج عقيص صباح اليوم ، باسم تكتل الجمهورية القوية باقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تعديل بعض المواد الخاصة بطلبات رد القضاة وتنحيهم الواردة في قانوني أصول المحاكمات المدنية وأصول المحاكمات الجزائية، بشكل يمنع التعسف باستعمال حق تقديم مثل هذه الطلبات مثلما يجري الان في التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت واحداث غزوة عين الرمانة. كما حوّل التكتل سؤاله السابق للحكومة حول التدابير الحكومية المتخذة للتحقيق في تهديد المحقق العدلي طارق بيطار إلى استجواب، بعد ورود جواب الحكومة وعدم اقتناع التكتل به.

جمعية المصارف: اما اقتصاديا، فاستقبل رئيس الجمهورية رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير مع وفد من الجمعية ضم نائب الرئيس نديم قصار، امين السر وليد روفايل، امين الصندوق عبد الرزاق عاشور وعضو مجلس الإدارة سعد ازهري، وتمت مناقشة الوضع المصرفي في لبنان وعدد من المواضيع المتعلقة بعمل المصارف والقوانين التي ترعاه.

البطاقة التمويلية: معيشيا، الازمات تشتد على المواطن في يومياتهم ووضعهم المالي. ليس بعيدا، استقبل الرئيس عون وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار وعرض معه شؤون الوزارة ومراحل تنفيذ البطاقة التمويلية والنسبة التي سجلت حتى اليوم في التسجيل عبر المنصة الخاصة بالبطاقة.

تسجيل الدواء: وفي وقت الانهيار يصيب كل القطاعات، أعلن وزير الصحة العامة فراس الأبيض تفاصيل وأهداف قراره المتعلق بالتسجيل المبدئي للدواء للمساعدة على توفير أدوية في السوق اللبنانية، على أن تكون ذات جودة عالية بأسعار مقبولة ومنافسة في السوق. وأضاف "هذا القرار سيؤدي إلى تسريع تسجيل الدواء في لبنان، باعتبار أن دورة التسجيل المتبعة في الوزارة تستغرق وقتا قد يطول لسنتين. وسيتم الحفاظ على أمرين أساسيين ضمان جودة الدواء وتسعيره قبل طرحه في السوق".  ولفت إلى أن "قرار الاستيراد الطارئ واحد من الحلول لكنه يحتاج إلى تكرار الأذونات الخاصة بينما القرار الجديد للتسجيل المبدئي يسمح للمستوردين بحضور أكثر ديمومة واستقرارا للسوق المحلية".