Dec 20, 2021 6:34 AM
صحف

ثلاتة رسائل حملها غوتيريس الى لبنان شعباً ومسؤولين.. إستحقوا الشعب اللبناني

وسط المراوحة الثقيلة والقاتلة في مشهد الازمة السياسية الداخلية التي شلّت مجلس الوزراء في أحرج الظروف التي يشهدها لبنان، بدا من الطبيعي ان تحدث زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للبنان بدءاً من عصر امس وامتداداً حتى الأربعاء المقبل، اختراقا ديبلوماسيا ومعنويا عززه إصرار غوتيريس على اختصار دلالات واهداف زيارته “بالتضامن مع الشعب اللبناني”. وبحسب "النهار" ان حضور المسؤول الأول والأرفع في الأمم المتحدة الى لبنان في هذا التوقيت وتخصيصه أربعة أيام لزيارته ضمن برنامج حافل بالمحطات واللقاءات والجولات ما بين بيروت والمنطقة الحدودية الجنوبية، ليس تطوراً عادياً او اقله لم يعد حدثاً عادياً تشهده بيروت التي تفتقد بشدة حركة الزوار العالميين والدوليين الكبار. هذا البعد الرمزي والمعنوي في الزيارة لا يحجب الدلالات الأبرز المتصلة بإظهار إرادة اممية حازمة على مواكبة الواقع اللبناني ومحاولة إسناد أوضاع اللبنانيين في ظل انهيار خطير محدق بمكونات صمودهم بدليل ان غوتيريس يتعمد تكرار تعبير التضامن مع الشعب اللبناني وليس مع السلطة، علما ان تأمين عبور لبنان الى الانتخابات النيابية يبدو احد ابرز اهداف الزيارة أيضا التي الى لقاءات غوتيريس مع الرؤساء الثلاثة، ستشمل لقاءات مع عدد من القيادات الروحية وممثلين عن المجتمع المدني. وحملت الكلمة الرسمية الأولى لغوتيريس من قصر بعبدا مساء في هذا السياق دلالة معبرة حين خاطب الأمين العام السياسيين اللبنانيين قائلا “استحقوا الشعب اللبناني”، كما حضّ اللبنانيين على الانخراط في تحديد مصيرهم من خلال الانتخابات.

ولعل المصادفة حملت بغوتيريس الى لبنان في موعد متزامن مع تشابك الازمات الداخلية وازدياد تعقيداتها اذ سيتوزع المشهد في الساعات المقبلة بين محطات زيارة غوتيريس والمجلس الدستوري حيث يفترض ان يصدر اليوم او غدا قرار المجلس في مراجعة الطعن التي قدمها “تكتل لبنان القوي” في تعديلات قانون الانتخاب. ومن المقرر أن يقف غوتيريس في العاشرة قبل ظهر اليوم دقيقة صمت في مرفأ بيروت، تكريما لأرواح ضحايا انفجار المرفأ. وبدا لافتاً البرنامج الذي أعد لزيارته السرايا الحكومية في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم، اذ وبعد ان يستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ويعقد معه لقاءً ثنائيا، يتوجهان الى قاعة الاستقبال حيث لقاء موسع ستلقى خلاله كلمات لميقاتي وغوتيريس وممثلة الأمين العام في لبنان يوانا فرونتيسكا ونائبتها للشؤون الانسانية نجاة رشدي وسيكون عرض لمختلف منظمات الأمم المتحدة في لبنان، وبعد ذلك سيعقد لقاء صحافي يليه غداء يقيمه رئيس الحكومة على شرف الأمين العام والوفد المرافق. وينتظر ان يزور غوتيريس بعد الظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي السادسة مساء الثلثاء سيعقد غوتيريس مؤتمرا صحافيا في فندق موفنبيك في بيروت.

وكان غوتيريس اكتفى في مطار رفيق الحريري الدولي لدى وصوله بعد ظهر امس حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب بالقول:”عندما كنتُ المفوض السامي لشؤون اللاجئين، جئتُ إلى لبنان عدة مرات ولمستُ وقتها تضامن شعب لبنان مع العديد من اللاجئين. أعتقد أن الوقت قد حان لنا جميعاً، في العالم، للتعبير عن نفس التضامن مع شعب لبنان. لذلك، إذا أردتُ وصف زيارتي إلى لبنان بكلمة واحدة ستكون كلمة “تضامن”.

ومن المتوقع ان تملأ زيارة غوتيريس الفضاء السياسي والإعلامي بسبب غياب الحيوية السياسية الداخلية مع استمرار التعطيل الحكومي، وعلى رغم عدم توقّع اي تأثير فوري ومباشر لهذه الزيارة، إلا ان أهميتها تكمن في ثلاث رسائل أساسية، بحسب "الجمهورية":

ـ الرسالة الأولى، إلى اللبنانيين وهي أنهم غير متروكين لقدرهم ومصيرهم، وانه على رغم الانهيار المالي والصعوبات الاقتصادية عليهم التحلي بالصبر والأمل، الصبر من أجل الصمود، والأمل في ان الغد سيكون أفضل، وان هذه الزيارة تأتي في سياق زيارات دولية حصلت قبلها وستحصل بعدها وكلها تصبّ في إطار واحد هو الحرص على الاستقرار اللبناني.

ـ الرسالة الثانية، إلى المسؤولين الرسميين والقوى الممسكة بالسلطة وهي ان ممارستهم السياسية قادت البلد وتقوده إلى المجهول في ظل سياسة وحيدة عنوانها التعطيل، وبالتالي سيوجه الدعوة إلى تحييد الناس والمؤسسات عن الخلافات السياسية.

ـ الرسالة الثالثة، إلى المجتمعين الغربي والعربي وهي ان لبنان يحظى باهتمام أرفع مرجع أممي، وان على الدول المعنية به ان تدعم استقراره وتحول دون تحويله ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، وبالتالي رسالة أممية إلى المجتمعين الدولي والإقليمي برفع اليد عن لبنان ودعم استقراره.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o