Dec 17, 2021 5:07 PM
خاص

أبواب السعودية مشرعة أمام "الشركاء" مع المنظومة العربية الجديدة... السلطة أقفلت الباب أمام دول الخليج

المركزية – في الداخل كلام كثير عن إقفال أبواب المملكة العربية السعودية أبوابها أمام قيادات سنية لاسيما تلك التى كانت  محسوبة عليها وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري. وفي أروقة المجالس الخاصة كلام مفاده أن علاقتها في لبنان تقتصرعلى القيادتين الدرزية والمارونية بزعامة سميرجعجع. اما بالنسبة للحالة السنية وقيادتها فهي تفضل التعاطي مع اكثر من شخصية من دون أن يكون لديها ممثل حصري في الطائفة لاكثر من سبب. لكن لا. فمن يقرأ في عمق الاستراتيجية الجديدة لسياسة المملكة العربية السعودية التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان وتحديدا منذ الإعلان عن خطة 2030 يتأكد أكثر فأكثر أن الكلام في الداخل اللبناني لا ينطبق على حقيقة الأمر في الخارج وتحديدا في السعودية والخليج العربي. 

منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو، وتعليقا على هذه المعادلة الداخلية، يؤكد لـ"المركزية" أن "المملكة العربية السعودية لم تقفل أبوابها ولا خطوطها مع أي شخصية أو قيادة لبنانية لأنها مهتمة حصراً بملف بناء منظومة عربية جديدة. وكل من يبدي استعدادا ليكون شريكاً ضمن هذه المنظومة فأبواب المملكة مشرعة بغض النظر عن هوية الشخصية السياسية أو المرجعية". 

ويضيف: "اهتمامات السعودية تخطت القضايا والمشاريع التي تحملها أي شخصية لبنانية تعنى بمسألة السلطة أو كسب الوقت أو المناورات السياسية أو تقوية فريق على آخر وضرب نفوذ شخصية لإعلاء شأن شخصية أخرى من نفس الطائفة. وتبدي اهتماما لكل من يطرق أبوابها حاملا معه مشروعا من شأنه أن ينقل لبنان من موقعه إلحالي إلى شراكة حقيقية مع العالم العربي". 

ويستطرد ضو إلى ما صدر في الإجتماع الأخير لمجلس دول التعاون الخليجي حيث كان التركيز على التدابير العملية المقررة لإنشاء سوق عربية أو خليجية مشتركة وبناء منظومة جديدة على الساحة العربية وإعطاء مفهوم جديد للعروبة على قاعدة تنمية الإنسان والشراكة الإقتصادية بعيدا من الإيديولوجيا والشعارات الطنانة. "وإذا لم  يقرأ السياسيون في لبنان ذلك فهم حتما باقون على هامش الحياة السياسية والإقتصادية". 

ثمة من افترض أن الإتصال الذي تم بين الرئيس نجيب ميقاتي والأمير محمد بن سلمان أعاد لبنان إلى خارطة اهتمامات المملكة "لكنهم أخطأوا في تقديرهم"، يقول ضو، ويضيف: " تبين أن هواجس المملكة في مكان وكلام ميقاتي ومطالبه في مكان آخر. من هنا يجب أن يدرك المسؤولون أن الدخول من أبواب المملكة في الشكل شيء والوصول إلى منفذ ما شيء آخر". وتعليقا عن تمايز بعض القيادات اللبنانية في حسابات المملكة يلفت ضو "إلى أن هذا الكلام يُرسم في لبنان ولا يُترجم في السعودية. فالتمايز غير وارد إلا على قاعدة الرغبة في الشراكة في المشروع الذي تقوده المملكة العربية السعودية أما إذا كان الهدف طرح مواضيع تتعلق بالمساعدات المالية من أجل الإنتخابات المقبلة أو سواها من المواضيع والملفات السياسية الشائكة في لبنان فهذا غير وارد". 

 ويختم ضو: "أبواب المملكة مفتوحة لكل من يريد أن يتبنى منظومة العولمة العربية التي تقودها المملكة، وأيضا من يملك مشروعا بديلا عن مشروع زعزعة استقرار المنطقة الذي تقوده إيران، وبالتالي هي غير مستعدة للعودة خطوة إلى الوراء في سياستها مع الدول العربية ولن تبدي استعدادا لتحجيم دورها من خلال الدخول في متاهات السياسة اللبنانية التي ملت من تعقيداتها ومن عدم قيام المسؤولين والقيادات بخطوات جدية وفاعلة للتحرر من قبضة حزب الله على مفاصل الدولة. فإما أن يكون لبنان أو سواه من الدول وحتى القيادات جزءا من المنظومة الجديدة التي تؤسس لها السعودية لبناء نظام عربي تقوده في اتجاه العولمة وتصلح تسميته بالعوربة أو يبقى الخارجون عنه على هامش الحياة السياسية والإقتصادية. عندها قد يطرقون أبواب السعودية ويدخلون، لكنهم سيعودون من دون أي جواب". 

في السياق تشير مصادر إسلامية سنية متابعة لـ"المركزية" أن ما يشاع عن تضييق السعودية على القيادات السنية الإسلامية خصوصا نادي رؤساء الحكومات هو جزء من المعركة التي يقودها حزب الله وحلفاؤه لإعطاء مبررلأنفسهم لتغيير هوية لبنان الوطنية والعربية. لكن الواضح أن السعودية تعيد النظر في خياراتها وحساباتها في التعاطي مع الملف اللبناني وهذا من حقها، لا سيما وأن تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر الممسكين بمفاصل الدولة أصبح ضمن الخيار الإيراني الذي يعمل على إبعاد لبنان عن أشقائه العرب والدول الصديقة".    

وتختم المصادر بالتأكيد على عدم إقفال السعودية أبوابها أمام أحد من اللبنانيين "وهناك تواصل مستمر بين القيادات السنية والمملكة العربية السعودية لكن قيادات لبنانية كثيرة لا تتوقع خيرا من هذا العهد وهذا المجلس النيابي وما تشهده الساحة اللبنانية من إعاقة لعمل القضاء ولبسط الدولة سلطتها وقوانينها ولانعقاد مجلس الوزراء يؤكد على صوابية الموقف السعودي، والثابت أن السلطة الحاكمة أقفلت أبوابها أمام الدول العربية لا سيما دول التعاون الخليجي".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o