Dec 13, 2021 4:37 PM
خاص

تقرير "الوفاق" مُخطط لكسر الوفاق بين لبنان والبحرين... ماذا يقول المؤتمرون؟

المركزية –  في وقت لا يزال لبنان يلملم تداعيات الأزمة الديبلوماسية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج على خلفية الكلام الصادر عن وزير الإعلام السابق جورج قرداحي وفي ظل تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون إنه ينشد دائما أفضل العلاقات مع الدول العربية وخصوصا دول الخليج، ورفضه أن يكون لبنان معبراً لما يمكن أن يسيء إليها، جاء تقرير جمعية الوفاق الحقوقي تحت عنوان "وباء الإنتهاكات" الذي رصد جملة انتهاكات الدولة البحرينية في حق شعبها مما فجر أزمة جديدة بين الدولتين اللبنانية والبحرينية على خلفية استضافة لبنان هذا المؤتمر وما صدر في التقرير لجهة الإنتهاكات التي رصدها من قبل الدولة البحرينية في حق شعبها. 

بحسب "مرصد" الجمعية، هناك "20 ألفاً و68 حالة اعتقال تعسّفي لمواطنين منذ العام 2011 حتى منتصف السنة الحالية، إضافة إلى1941 حكماً قضائياً مسيّساً خلال العامين الأخيرين، بينها 198 حكماً بالسجن المؤبّد و309 أحكام بإسقاط الجنسية، و1320 معتقلا"...
وقبل أن يختم التقرير أوصى القيمون أعضاء "مجلس حقوق الإنسان" تعيين مقرّر أممي خاص بالبحرين، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في كافة الانتهاكات الواقعة في البحرين، وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان والناشطون السياسيون ورجال الدين. 

على الأثر قدمت وزارة الخارجية البحرينية احتجاجا "شديد اللهجة"، إلى الحكومة اللبنانية، بشأن هذه الاستضافة "غير المقبولة إطلاقًا"، والتي "تعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بما يخالف المواثيق الدولية وميثاق جامعة الدول العربية"، وتم إرسال مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذا الخصوص، و"ضرورة منع مثل هذه الممارسات المستهجنة التي تستهدف الإساءة إلى مملكة البحرين، وتتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين". 

الرد اللبناني جاء على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي طالب "بفتح تحقيق فوري في ما حصل ومنع تكراره واتخاذ الاجراءات المناسبة". وأعلن أنه "لن يسمح بأن يكون لبنان منصة ضد الدول العربية بأي شكل من الأشكال"، مشيرا إلى أن بيروت يجب أن تبني علاقات جيدة مع المجتمعين العربي والدولي. فهل تكون التسوية بعد استقالة قرداحي بحل "الوفاق"؟. 

رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض اوضح عبر "المركزية" أن ما يشهده لبنان اليوم بدءا من أزمة قرداحي وجمعية الوفاق في الأمس ليسا إلا مجرد تفاصيل إلهائية في محور الأساس". ولفت إلى أن من "لحظة استقالة الرئيس سعد الحريري تم إبلاغ المعنيين بمن فيهم رئيس الجمهورية ميشال عون عدم القبول بحكومة يسيطر عليها حزب الله واكتمل المخطط عند توقيع الدولة عن سابق تصور وتصميم وتخطيط بعدم سداد اليوروبوند". ويعتبر محفوض أن "محاولات خربطة العلاقات مع دول المحيط العربي تصب في إطار مخطط مرسوم ومعد من قبل حزب الله لتحويل لبنان إلى بلد معزول وتمكين إيران من الإمساك بورقته واستعمالها على طاولة مفاوضات فيينا. وهذا ما يفسر تحول هجوم الحزب نحو الداخل لتقوية ورقته وتعزيزها كونه يعلم أننا ذاهبون نحو سيناريو تفاوضي كبير ولبنان جزء منه. أما حزب الله فلن يكون موجودا. وما قاله نعيم قاسم في الأمس لا يجب أن يمر مرور الكرام". 

وانطلاقا من وضعية الحزب على الأرض يؤكد محفوض "ان سيناريوهات عين الرمانة وشويا وخلدة ستتكرر في الأيام المقبلة وسنشهد على عمليات اغتيال شبيهة بتلك التي حصلت عقب اغتيال الرئيس الحريري". ويختم: "هذا السيناريو سينطلق من قاعدة الوضع المعيشي وتحت هذه الذريعة سيتحرك الشارع وتتفلت الأمور أمنيا كما حصل عشية 7 أيار وهذا ما تم الإعداد له في غزوة عين الرمانة لكن الجيش اللبناني عطل فتيل المخطط. أما الحزب فلن يرتد وسيكمل مخططه". 

بالتوازي استغربت الباحثة القانونية والسياسية المحامية سندريلا مرهج التي شاركت حضورا وكلاما في لقاء "جمعية الوفاق" "أن يأخذ مؤتمرا لجمعية غير حكومية بعداً حكوميا وأن تتقدم دولة بشكوى ضد حكومة لبنان لما قامت به جهات غير رسمية". وسألت عبر "المركزية ": "أليس لبنان منصة للحريات العامة والدستور اللبناني يكفل في مقدمته حرية إبداء الرأي؟ إلا إذا كان المطلوب تغيير وجه لبنان وكم الأفواه ومنع أي كان من التطرق إلى مسألة تتعلق بالدول العربية والخليجية". 

وتعقيبا على ما ورد في البيان البحريني أوضحت مرهج: "نحن لم نقصد الإساءة للدولة البحرينية ولا إثارة بلبلة سياسية أو فتح كوة في جدار الأزمات بين لبنان ومحيطه العربي. جل ما أردناه هو الإضاءة على الإنتهاكات التي تمارسها الدولة البحرينية في حق شعبها والسعي إلى تعزيز مصالحة لبنانية-خليجية من خلال منصة حوار أكاديمية". ولفتت إلى أن الجمعية في صدد تقييم رد الحكومة اللبنانية على البيان البحريني "الشديد اللهجة". 

وختمت: "لبنان ملتزم بمواثيق جامعة الدول العربية كما التزامه بمواثيق جمعية الأمم المتحدة، فهل بتنا أمام واقع صيف وشتاء في التزام المواثيق الدولية؟".    

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o