Dec 10, 2021 6:05 AM
صحف

السيسي ينصح بالوفاق..

أعطى الاهتمام المصري باستقرار لبنان والاستجابة للطلبات التي حملها معه إلى القاهرة الرئيس نجيب ميقاتي، ولا سيما لجهة الإسراع بتزويده بالغاز لتوليد الطاقة الكهربائية بما يسمح لمؤسسة لبنان من زيادة عدد ساعات التغذية، برفع الإنتاج إلى ما فوق الـ1000 ميغاواط، وحماية الشبكة من الانفصال، كلما تدنت نسبة الإنتاج، دفعا للجهود الرامية للحد من تفاقم الأزمات المهددة للاستقرار الداخلي.

وكان اللافت للاهتمام، بحسب "اللواء"، تشديد الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، امام الرئيس ميقاتي، على ان لبنان بحاجة إلى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه، من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب، وأنه اعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الامكانات المتاحة».

أمام هذه الحركة الإقليمية المهتمة بلبنان، لا يزال الجمود السياسي يطغى على اليوميات اللبنانية، فكل المساعي، التي بذلت لم تؤد إلى الإفراج عن أسر الحكومة، فلا يزال مجلس الوزراء معطلاً بانتظار إيجاد صفقة داخلية تعيد إحياء عمله واجتماعاته بعد الوصول إلى اتفاق حول آلية التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت.

بدورها، أشارت "الجريدة" الكويتية، الى ان ميقاتي يسعى إلى الاستعاضة عن التعطيل الداخلي بزيارات خارجية، فكانت آخر محطاته زيارة إلى القاهرة حيث التقى الرئيس السيسي.

وتشير مصادر متابعة للزيارة إلى أنها كانت إيجابية، تخللها تأكيد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار اللبناني ومنع حصول أي توترات سياسية تؤدي إلى توترات أمنية، بالإضافة إلى البحث في تعزيز المساعدات الإنسانية الواجب تقديمها لتجنيب البلاد انفجاراً اجتماعياً.

وتفيد المصادر المتابعة بأن البحث أيضاً تناول أفق التعاون في سبيل الوصول سريعاً إلى توقيع عقود توريد الغاز المصري إلى لبنان في الأشهر المقبلة، وتقول المصادر:" إن مصر أصبحت قريبة جداً من إنجاز كل الآليات والسبل القانونية للحصول على إعفاءات من "قانون قيصر" والبدء بتوريد الغاز إلى لبنان، ومن المتوقع أن يتم البدء بالعملية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".

هذه الخطوة من شأنها أن تخفف من حدّة الأزمات المتوالية في لبنان وتوفير متنفس جديد لتجنب حصول انفجار اجتماعي.

لكن حتماً لا يمكن اعتبار هذه الحلول الآنية أو المسكنات بمنزلة الحلول النهائية، يبقى لبنان بحاجة إلى تسوية إقليمية ودولية كبرى ترسي قواعد توافق جديدة لإعادة إنتاج السلطة ووضع خطة واضحة للخروج من الأزمات المتوالية، هذا حتماً يرتبط بحسابات متعددة، أبرزها إنجاز استحقاق الانتخابات النيابية والرئاسية، بالتزامن مع تكريس الاستقرار لتمرير الاستحقاقين بحد أدنى من الهدوء النسبي.

وبعد إنجاز الاستحقاقات، تقول مصادر ديبلوماسية غربية، إن الملف اللبناني سيكون مطروحاً بجدية على طاولة البحث عن تسوية سياسية شاملة، يتم بموجبها طرح كل الملفات العالقة داخلياً وعلى صعيد العلاقات مع الدول العربية، خصوصاً في ضوء المواقف السعودية والخليجية الواضحة بشأن السياسة الخارجية الواجب اعتمادها وتكون منسجمة مع المصلحة العربية وغير متعارضة معها.

بدورها، لفتت مصادر الرئيس ميقاتي عبر "الانباء الالكترونية" الى التصريحات الإيجابية التي أعلنت من مصر، سواء تلك التي صدرت عن الرئيس السيسي أو من جانب الرئيس ميقاتي. فهي قد رفعت عنوان التضامن العربي ما يعني أن الوضع في العالم العربي يسير نحو التحسن الذي يجب أن يستفيد منه الجميع ومن بينهم لبنان، إن من خلال تحسين علاقة لبنان مع اشقائه العرب أو من خلال مساعدة مصر للبنان من خلال ضخ الغاز إليه وهذا الأمر واضح وقريب. 

وأشارت المصادر عبر "الأنباء" الإلكترونية الى ضرورة مساعدة لبنان عربيا، وملاقاة المبادرة الفرنسية، من أجل تسريع التقارب العربي الخليجي، والعودة إلى الصيغة التي كانت قائمة بما يساعد على تفعيل التواصل. ورأت أن ما صدر من بيانات في هذا الصدد يشير إلى إمكانية القيام بدور عربي يصب في مصلحة لبنان. 

عضو تكتل الجمهورية النائب أنيس نصار تمنى عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن تنخرط مصر بلبنان كما كانت في أيام الرئيسين فؤاد شهاب وكميل شمعون. فإذا كان الرئيس السيسي منهمكًا بتطوير بلده، فإننا نطالبه بالتدخل لإنقاذ لبنان. 

بدوره رأى عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي أن مصر دولة فاعلة، ولديها إمكانيات هائلة وحضور فاعل في معظم الدول العربية، مذكرًا عبر "الأنباء" الإلكترونية أنها كانت إلى جانب لبنان منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر فهو كان يرفض دخول لبنان الحرب مع اسرائيل، وكان يعتبره دولة مساندة وليس دولة مواجهة، من أجل تحييده عن الصراع العربي الإسرائيلي، متوقعا أن تساعد مصر لبنان بتزويد الطاقة، لأن لديها فائض من الكهرباء من السد العالي ومعامل سيمنس. كما بإمكانها أن تساهم بالتقارب العربي - العربي بما يرتد ايجابًا على لبنان، وبالأخص بعد ما أعطى ميقاتي التزامات للرئيس ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان، وهو يريد مساعدة السيسي لتنفيذ هذه الالتزامات. 

من جهة أخرى، أشارت "الجمهورية" الى ان ميقاتي عاد مساء أمس من القاهرة التي كان توجّه اليها صباحاً، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي والأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط. واكّدت اوساطه لـ«الجمهورية»، ارتياحه الى نتائج محادثاته مع المسؤولين المصريين، حيث بحث معهم في خطط تفصيلية لحلّ أزمة الكهرباء الكبيرة التي يعاني منها لبنان، وتبلّغ من الجانب المصري انّه سيساعد لبنان في معالجتها في اقرب وقت. وكذلك سيساعد في تأمين الادوية للأمراض المزمنة، فضلاً عن تقديم مساعدات إنسانية متنوعة وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، خصوصاً في المجال الزراعي. وتمّ الاتفاق على ان يزور وزير الزراعة عباس الحاج حسن القاهرة الاسبوع المقبل، للبحث في التعاون الثنائي في المجال الزراعي وفي ما قرّرت مصر تقديمه من مساعدات في المجال الإنساني.

ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية عن الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط  تأكيده، أنّ تحقيق التوافق الداخلي في لبنان، وإن كان مهماً من أجل المضي قُدماً في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني، إلّا أنّه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الاصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي». وشدّد على أنّ تعزيز علاقات لبنان بمحيطه العربي يشكّل جانباً مهماً من تجاوز التحدّيات التي تواجه البلاد»، مبدياً ارتياحه الى «التطورات الإيجابية الأخيرة التي ساهمت في حلحلة الأزمة مع المملكة العربية السعودية وبعض الدول الاخرى».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o