May 28, 2018 6:42 AM
صحف

استشارات التأليف تنطلق اليوم.. و"امتعاض سنّي"

ينطلق الرئيس المكلّف سعد الحريري اليوم إلى تأليف حكومته الثالثة، فيبدأ عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في مقر المجلس النيابي في ساحة النجمة، استشاراتٍ غير ملزمة مع الكتل والنواب، مستمزجاً إياهم الرأيَ في الحكومة العتيدة التي يطالب كثيرون بأن تكون "حكومة وحدة وطنية"، ويَستعجلون تأليفَها لكي تتفرّغ لمواجهة الخطر الذي يتهدّد أوضاع لبنان الاقتصادية والمالية قبل مواجهة الخطورة السائدة راهناً على الأوضاع الإقليمية.

ويلاحظ المراقبون أن استشارات التأليف الحكومي تتزامن مع اختلاط التعقيدات الداخلية اللبنانية بالتطوّرات الخارجية. ففي وقتٍ يتخوّف البعض من تأثير ما يَجري حالياً في الخارج، وتحديداً في الإقليم على التأليف، يرى البعض الآخر وجوبَ عدمِ الاستهانة بحجم التعقيدات الداخلية في ظلّ النزاع القائم حول الأحجام السياسية والطوائفية، خصوصاً في ضوء النتائج التي أسفرَت عنها الانتخابات النيابية الأخيرة.

ويُنتظر أن لا يدخل الرئيس المكلّف خلال استشاراته النيابية في التفاصيل، لكي لا يلتزم مسبَقاً بأي شيء، بل سيكون مستمعاً أكثر منه محاوراً. ويترافق كل ذلك مع رفعِ الكتل النيابية سقوفَ مطالبها التوزيرية، ووضعِ شروط مسبقة، وكذلك يتزامن مع رسمِ هيكلية الحكومة الجديدة، حتى قبل أن تبدأ الاستشارات.

وتتحدث معلومات عن وجود نوع من الامتعاض في "الوسط السنّي" من "محاولة وضعِ اليد" على دور الرئيس المكلّف، لا بل على صلاحياته، ومِن أطراف مختلفة، ولا سيما منها الشيعية والمسيحية، ما دفعَ بعضَ القريبين من الحريري إلى نُصحِه بضرورة رسمِ حدود صلاحياته، لأن الوضع السنّي لا يتحمّل مزيداً من اللكمات التي تتوالى عليه منذ التسوية الرئاسية حتى الآن، والتي بَرزت معالمُها في نتائج الانتخابات النيابية، سواء في طرابلس أو في بيروت.

وفي المعلومات ان الحريري الذي يستعد لزيارة المملكة العربية السعودية بعد إنهاء استشاراته، ينطلق في مهمته اليوم، من قاعدة ان الجميع يستعجل تأليفَ حكومة وحدة وطنية لتبصرَ النور في أسرع وقتٍ ممكن، خصوصاً وأن التحديات التي تواجهها البلاد تستوجب ولادةً حكومية سريعة. وبالتالي فإن الحريري يرى أن هذه الولادة يفترض ان لا تتأخّر طويلاً، خصوصاً أن نيّات الجميع بالاستعجال والتسهيل وعدم العرقلة، صادقة.

وفي المعلومات أيضاً أن الحكومة الجديدة ستكون إلى حدٍّ كبير كالحكومة الحالية التي تصرف الأعمال. علماً أن الحريري الذي لم يتبلّغ رسمياً من أي طرف سياسي أي شيء بالنسبة إلى المطالب والأحجام، يرفض البناء على ما هو متداول إعلامياً، بل سيستمع اليوم إلى مطالب الكتل والنواب، ولا نيّة لديه لعزلِ أو تحجيم أحد، بل سيَسعى إلى تأليف أفضل حكومة ممكنة، آخذاً في الاعتبار التوازنات القائمة بالمقدار المستطاع، وهو على هذا الأساس، سيتعامل مع تمثيل "القوات اللبنانية" انطلاقاً من حجمها التمثيلي الذي توسَّع في الانتخابات النيابية، وسيَسعى إلى إعطائها حصةً وازنة.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o