Nov 26, 2021 12:32 PM
خاص

الامارات همزة وصل بين المتنازعين اقليميا.. بمباركة سعودية؟

المركزية- سجّلت الساحة الاقليمية تطورا لافتا جديدا في الساعات الماضية يأتي في سياق الحوارات والتقلّبات التي تشهدها المنطقة منذ مدة والتي تُعِدّ على الارجح، لواقع جديد سيرتسم فوقها في المرحلة المقبلة. هذا "الجديد" تمثّل في تواصل ايراني – اماراتي مباشر، حيث زار نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، دبي.

طهران تعهدت بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإمارات بعد لقاء باقري كني، بمسؤولين إماراتيين. وكشف الدبلوماسي الايراني في تغريدة عبر توتير أنه التقى في الامارة بمستشار الرئاسة الإماراتية، أنور قرقاش، ووزير الدولة، خليفة المرر، واصفا اللقاء بأنه كان "وديا". وأشار إلى أن تم الاتفاق على فتح "فصل جديد" في العلاقات بين البلدين.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن التقارب الاماراتي - الايراني لم يكن مفاجئا او مستغربا. فهو يأتي بعد ايام من زيارة وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة السورية الأسبوع الماضي، والتي رحبت فيها طهران معتبرة أن عودة العلاقات بين دول عربية ودمشق تصب في صالح "كل دول المنطقة".

كما انها تأتي فيما يدور بين بغداد وعمان، بعيدا من الاضواء، حوارٌ سعودي – ايراني بالمباشر، يتطرق الى القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، هدفه التوصل الى تفاهمات تعيد التهدئة الى الميادين والمضائق الاقليمية والعربية التي تشهد اليوم توترات ومواجهات.

ولما كانت الامارات تُعتبر "سياسيا" واستراتيجيا، بمثابة "الحديقة الخلفية" للرياض، بالمعنى الايجابي للكلمة، حيث انها سندُها وداعمها في كل خياراتها، تضيف المصادر، فإن ابو ظبي قد تكون تلعب اليوم، وبتكليف سعودي، دورَ الوسيط بين المملكة والجمهورية الاسلامية، نظرا الى مرونتها (اي الامارات) وليونتها الدبلوماسيتين اللتين تتيحان لها التواصل المباشر مع الفريق الاخر في المنطقة، اي ايران ودمشق، في اطار تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين، بما يسهّل حوارهم ويساعده في احراز تقدم.

السعودية اذا، وفق المصادر، راضية عن الدور الاماراتي (الذي تمدد ايضا نحو تركيا في الايام الماضية)، وما تفعله ابو ظبي ليس ابدا "خطوة احادية او فردية"، بل هو منسّقٌ مع الرياض. وما يعزز صحّة هذه الفرضية، هو الحوار الايراني – السعودي المباشر وايضا التواصلُ السوري – السعودي الذي حصل منذ ايام في القاهرة حيث التقى مدير إدارة المخابرات العامة السورية، حسام لوقا، ورئيس المخابرات السعودية، خالد الحميدان، على هامش "المنتدى العربي الاستخباراتي" في العاصمة المصرية.

اما لُبّ هذه الاتصالات كلّها، فهو وقفُ ايران تدخلاتها في شؤون وشجون الدول العربية، اكان سياسيا وعسكريا، والكف عن تهديد أمنها واستقرارها، واعادة بشار الاسد الى حضن العرب فيوقفَ "تبرّعَه" باراضي سوريا لصالح ايران وفصائلها. لكن اذا بقيت طهران على تصلّبها، فإن هذا التواصل "الدبلوماسي" سيتلاشى، ولن يستمرّ به الخليجيون طويلا... ليحلّ مكانه من جديد، التصعيدُ والقطيعة والمواجهات...

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o