Nov 23, 2021 10:11 PM
دوليات

إسرائيل "مصرة" على استهداف "النووي" الإيراني

لا تعتزم إسرائيل التخلي عن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، رغم تحذيرات أميركية لحليفتها إسرائيل من نتائجه العكسية، حسبما أبلغت مصادر مطلعة «صحيفة نيويورك تايمز»، في وقت قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه يدعم الاتفاق مع إيران إذا دفع برنامجها النووي إلى الوراء.
وقال غانتس، في مؤتمر مشترك لصحيفة هآرتس، وجامعة كاليفورنيا، إنه «يدعم» اتفاق مع إيران إذا كان «أقوى، وأطول، وأوسع» من الاتفاق النووي لعام 2015، بما يضمن تفكيك قدرات طهران النووية وعمليات التفتيش الفعالة من كل المواقع النووية الإيرانية.
وكان غانتس يتحدث خلال مشاركته في مؤتمر حول الأمن القومي الإسرائيلي، وأقيم مساء الأحد، عبر الفيديو، بمبادرة مشتركة من صحيفة هآرتس وجامعة كاليفورنيا، ومشاركة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.
وحذّر غانتس من أنشطة إيران الإقليمية، مشيراً إلى أنها تحاول «تصدير آيديولوجيتها المتطرفة» إلى أجزاء مختلفة من العالم، واتهمها بالسعي وراء «تعطيل التجارة العالمية والإضرار بالعمليات الديمقراطية وتفكيك الدول». وأشار تحديداً إلى تدخلات طهران في العراق ولبنان، وقال: «كل ما يفعلونه الآن هو بدون قدرة نووية. تخيل لو كانت لديهم هذه القدرة»
بدوره، قال رئيس جهاز الموساد السابق، يوسي كوهن، لصحيفة هآرتس، إن إسرائيل «يجب أن تكون قادرة» على التصرف بمفردها ضد برنامج إيران النووي، كما فعلت في السابق ضد البرامج النووية لسوريا والعراق. وقال: «أفترض أن الأمر سيكون معقداً عسكرياً، لكن ليس مستحيلاً».
وقال كوهن إن إيران تقوم بتخصيب مزيد من اليورانيوم منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018.
ودافع كوهن عن عملية الموساد في 2018 للحصول على «الأرشيف النووي» الإيراني. وقال: «لقد أظهرنا للأميركيين والعالم أن إيران كذبت حتى النهاية في الصفقة». وتابع أن «إيران لم تكن واضحة بشأن كثير من القضايا التي كانت مخفية عن العالم».
في الأثناء، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن المسؤولين الأميركيين قد حذروا نظراءهم الإسرائيليين من أن الهجمات المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية قد تكون مُرضية من الناحية التكتيكية، لكنها ترجع بنتائج عكسية في نهاية المطاف، وفقاً لكثير من المسؤولين المطلعين على المناقشات التي تجري خلف الكواليس.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم لا يعتزمون التخلي عن هذه الهجمات، متجنبين التحذيرات بأنهم قد يشجعون فقط على تسريع إعادة بناء البرنامج، وهو أحد المجالات الكثيرة التي تختلف فيها الولايات المتحدة مع إسرائيل حول فوائد استخدام الدبلوماسية بدلاً من القوة.
وفي هذا الشهر، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، إن الجيش الإسرائيلي «يعجل بالخطط العملانية، والاستعداد للتعامل مع إيران، والتهديد العسكري النووي».
وكان ذلك إشارة إلى أن رئيس الوزراء الجديد، نفتالي بنيت، قد أذن بتمويل أكبر لتخطيط الهجمات وتنفيذها. ويصرّ المسؤولون الإسرائيليون على أنهم طوّروا قدرة على تدمير مخابئ الأسلحة، وفّرت عليهم الحاجة لنوع المساعدات التي طلبوها من إدارة بوش قبل 13 عاماً. لكن يظل من غير الواضح ما إذا كان هذا صحيحاً أو مجرد خداع، بحسب «نيويورك تايمز».
ولاحظت الصحيفة أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن إيران تريد الوصول إلى «عتبة قدرة» تمكنها من إنتاج سلاح في غضون أسابيع أو أشهر، إذا شعرت بالحاجة لذلك.
وشهد البيت الأبيض سباقاً في الأيام الأخيرة لاستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت لتجميد إيران إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، ووقف إنتاج معدن اليورانيوم، الخطوة الضرورية في تصنيع الرأس الحربي. وفي المقابل، قد تخفف الولايات المتحدة عدداً محدوداً من العقوبات. وهذا لن يحل المشكلة، بحسب «نيويورك تايمز». لكنه قد يوفر الوقت للمفاوضات، في حين يمنع التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت الإيرانية.
وعن احتمال اللجوء إلى سيناريو الهجمات السيبرانية لمنع التقدم الإيراني لمستويات السلاح «النووي»، فقد أشارت «نيويورك تايمز» إلى إجماع في داخل وكالة الأمن القومي والقيادة السيبرانية بالولايات المتحدة على أنه من الأصعب بكثير الآن تنفيذ ذلك النوع من الهجمات السيبرانية التي قامت بها الولايات المتحدة وإسرائيل منذ أكثر من عقد، لشلّ أجهزة الطرد المركزية في موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم لأكثر من عام.
وأشار المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون الحاليون والسابقون إلى أن الإيرانيين عززوا دفاعاتهم منذ ذلك الحين، وبنوا قواتهم السيبرانية الخاصة بهم، التي حذرت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي من أنها كانت نشطة بشكل متزايد داخل الولايات المتحدة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o