Nov 20, 2021 4:00 PM
تحليل سياسي

استقلال 2021 بلا سيادة ولا حكومة .. هل يتحوّل من عيد الى "ذكرى"؟
إحياء مجلس الوزراء يصطدم بشروط الحزب.. وعون: ينعقد قريبا وملتزمٌ الانتخابات
البحرين: الازمة مع الخليج تُحلّ من داخل لبنان.. وفد اميركي: لانهاء الخلاف والتفرغ للاصلاح

 

المركزية- فيما السيادة اللبنانية منتهكة حتى العظم، حيث تقف الدولة عاجزة عن بسط سيطرتها على اراضيها والحدود، وعن منع فريقٍ "سياسي – عسكري" بات أقوى منها سلطةً ونفوذا، من نقل الاسلحة والاموال والمحروقات الى الداخل، ومن تصدير المسلحين والثورة والمخدّرات والمواقف النارية ضد العرب، الى الخارج، وعن عقد جلسة وزارية في بلدٍ منهار اقتصاديا وماليا، يهاجر ابناؤه في قوارب موتٍ غير شرعية، إذا لم يحصل الفريق المذكور على ما يريد قضائيا و"دبلوماسيا"... وسط هذه الاجواء "الموبوءة" التي تعكس كلّ شيء الا "السيادة"، يحلّ عيد الاستقلال الـ78، في ظل مخاوف كبيرة من ان يتحوّل من عيد الى "ذكرى"، ومن ان يكون 22 تشرين المقبل، آخرَ استقلال يمرّ على لبنان بصيغته التعددية "الديموقراطية" "العربية" التي نعرف، والتي أرسى البطريرك الياس الحويك أسسَها عام 1943 وعاد وثبّتها اتفاق الطائف، إذا بقي التعطيل على حاله، وانفجر الوضعُ الاجتماعي – المعيشي غضبا وفوضى في الشارع، مطيّرا الاستحقاقَ الانتخابي المرتقب...

استمرار الشلل؟: هل ستتدارك الطبقة السياسية الوضع قبل فوات الاوان؟ هل ستعاود الحكومة نشاطها غداة اعلان رئيسها نجيب ميقاتي انه سيوجّه دعوة الى جلسة وزارية الاسبوع المقبل؟ المعطيات في هذا الخصوص ضبابية ومتناقضة بشدة، مع ترجيح فرضية استمرار الشلل، اذا لم تتحقق شروط حزب الله: قبع المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق البيطار وربما معه رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، وعدم اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي من منصبه. وهذه النقاط، ألمح اليها امس نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم... في المقابل، تدعو مصادر سياسية مطّلعة عبر "المركزية" الى ترقّب ما ستحمله الساعات المقبلة التي تسبق سفر كل من ميقاتي الى الفاتيكان الاربعاء، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى قطر نهاية الاسبوع المقبل، حيث ان الاتصالات ستدور قوية في الكواليس بين الرجلين ورئيس مجلس النواب نبيه بري (خاصة وان لقاء سيجمعهم الاثنين في عرض الاستقلال) لمحاولة ايجاد صيغة ما، قادرة على فك اسر الحكومة، لافتة الى ان الايجابيات التي تم ضخّها امس في هذا الشأن، غير مبنية بعد، على اي قواعد او معطيات متينة.

فرصة حقيقية: ليس بعيدا، عاد عضو المجلس المركزي لـ"حزب الله" الشيخ نبيل قاووق اليوم، ليؤكد موقف قاسم، حيث قال خلال احتفال في بلدة الصرفند: رئيس الحكومة يبذل جهودا متواصلة لإيجاد المخارج المناسبة للشأن الحكومي، مضيفا "هناك فرصة حقيقية للمعالجة على قاعدة تذليل أسباب التعطيل، وينبغي على المعنيين عدم تضييع هذه الفرصة". ورأى أن "حملة التصعيد التي يتعرض لها لبنان بأشكالها المختلفة، مغامرة عبثية غير محسوبة ولن تقدم أو تؤخر في المعادلات السياسية".

الحل من الداخل: في الغضون، الحملة الخليجية ضد حزب الله على حالها، بينما الدولة "تتفرّج" وتقف غيرَ قادرة على اتخاذ خطوة واحدة، لوقف الاجراءات العقابية الخليجية المرشّحة لمزيد من الاشتداد في قابل الايام. اليوم، اشار وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني الى ان على لبنان إثبات أن جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران "يمكنها تغيير سلوكها"، لرأب الصدع مع دول الخليج العربية. واعتبر ان "الأزمة الحالية في لبنان يجب حلها من داخل لبنان، وعلى اللبنانيين إبداء رغبتهم في تغيير سلوك حزب الله". من جانبه، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، من المنامة أن "الولايات المتحدة الاميركية تقف مع الشعب اللبناني في هذا الوقت العصيب".

عون والحكومة والانتخابات: في الموازاة، كان وفد من الكونغرس الاميركي يجول اليوم على القيادات المحلية، مشددا على ضرورة وقف العرقلة السياسية والانكباب على معالجة الوضع الاقتصادي. وخلال استقباله الوفد في قصر بعبدا، اكد الرئيس عون - الذي يوجه مساء غد الى اللبنانيين كلمة في عيد الاستقلال - ان "التفاهم قائم مع رئيس الحكومة حول المواضيع المطروحة والإصلاحات"، وان "الظروف التي تمر بها الحكومة لن تستمر وسيعود مجلس الوزراء الى الانعقاد قريباً"، مضيفا "ملتزمون الاستحقاقات الدستورية في مجلس النواب ورئاسة الجمهورية"، وداعيا الى "إبعاد السياسة عن القضاء لا سيما في التحقيق في جريمة المرفأ واحداث الطيونة". وقال عون "لبنان بدأ مسيرته للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيش فيها من خلال تحضير برنامج للتفاوض مع صندوق النقد وإصلاحات النظام المالي والمصرفي". وأضاف " لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية للبرامج الإصلاحية وينوه بدور الإدارة الأميركية في عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا"، مردفا "لبنان يتطلع الى استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية بهدف الوصول الى اتفاق يضمن حق لبنان لإستثمار موارده الطبيعية في حقول النفط والغاز"... وأشار عضوا الكونغرس الأميركي داريل عيسى ودارين لحود إلى أن الكونغرس يتطلع الى دور رئيس الجمهورية في هذه المرحلة، وهم مهتمون بإنهاض الاقتصاد وانتظام عمل المؤسسات وتمكين لبنان من استخدام موارده الطبيعية.

ملتزمون القرارات الدولية: واستقبل ميقاتي في السراي الوفد الأميركي الذي يضم النائبين عيسى ولحود ورئيس "مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان" أدوار غبريال، في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا. وخلال الاجتماع ابدى الرئيس ميقاتي تقديره "لوقوف الولايات المتحدة الاميركية الى جانب لبنان ودعمها المستمر للجيش"، مشددا على" التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية والحفاظ على الامن والاستقرار".

لإنهاء الخلافات: بدوره شدد الوفد الاميركي، الذي سيزور عين التينة واليرزة ووزير الخارجية او الداخلية (إن كان الوزير عبدالله بوحبيب لا يزال في موسكو) على الوقوف الى جانب  لبنان على مختلف الصعد وعلى دعم جهود الحكومة اللبنانية". كما شدد على" ضرورة انهاء الخلافات السياسية بما يتيح التركيز على معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية".

الانتخابات: انتخابيا، تنتهي منتصف ليل اليوم المهلة المعطاة للمنتشرين للتسجيل للمشاركة في الاستحقاق عن بعد، وقد تخطى عدد هؤلاء الـ200 الفا في رقم لافت. وفي انتظار قرار المجلس الدستوري في قضية طعن "لبنان القوي" في تعديلات قانون الانتخاب، وبعد ان اثارت مواقف عون الصحافية لناحية تمسكه بالانتخابات في ايار فقط، امتعاض "المختارة"، غرد أمين سر كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن عبر  حسابه على "تويتر": "‏نسبة التسجيل المتزايدة لدى اللبنانيين المنتشرين في العالم أربكت القوى المتحكمة بالقرار، نحذر من أي مسار قد يؤدي الى اختلاق إشكالية تطير حق تصويت المغتربين بالكامل، هذا حق لجميع اللبنانيين نرفض المساس به". كما غرد زميله النائب النائب بلال عبد الله عبر "تويتر" كاتبا "الاحتكام إلى صندوق الإقتراع هو الطريق الوحيد لاعادة تكريس شرعية أي فريق موجود في البرلمان، وهو السبيل لضخ دينامية جديدة من قوى المعارضة الطامحة للتغيير. أما التلطي وراء المهل والدستور والصلاحيات ومحاولة إلغاء الصوت الإغترابي، عطفا على بعض التصاريح، حكما سيأخذنا إلى المجهول".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o