نصار إختتم جولته في طرابلس: نأمل أن تسهم الاتصالات بإعادة جلسات مجلس الوزراء

اختتم وزير السياحة وليد نصار جولته في مدينتي طرابلس والميناء، بلقاء مع الصحافيين في مركز العزم الثقافي بيت الفن، في حضور مستشار الرئيس نجيب ميقاتي مقبل ملك، مدير جمعية العزم والسعادة رياض علم المدين، مدير مركز العزم الثقافي عبد الناصر ياسين، المدير العام للآثار سركيس خوري وشخصيات وفاعليات.
 
ملك: وتحدث ملك، فقال: “قمنا اليوم برفقة معالي الوزير نصار بجولة تمكنا من خلالها من تنفيذ حوالى السبعين بالمئة من برنامج سبق أن وضعناه، ونتطلع طبعا الى زيارة أخرى لمعالي الوزير الى مدينة طرابلس وهو ليس بغريب عنها، وقد جلنا اليوم في مختلف المعالم الأثرية والثقافية والتقينا مسؤولين في غرفة طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي وبلدية طرابلس، ونتطلع الى عمل وجهد اضافيين، فقد أعاد معالي الوزير افتتاح مكتب وزارة السياحة، وافتتح مركزا للسياحة والثقافة في غرفة طرابلس، ونحن نتوجه اليه بالشكر ونؤكد سعينا لمواكبته وتوفير كل ما يلزم”.
 
نصار: ثم تحدث نصار، فقال: “نحن مسرورون لوجودنا في طرابلس، وسمعنا الأستاذ مقبل يقول إننا حققنا من برنامجنا اليوم ما نسبته سبعين في المئة، الا انه ولو تمكنا من تحقيق المئة بالمئة من البرنامج، فنحن نتطلع الى الكثير من العمل، وزيارتي اليوم اولية سريعة، فقد قمنا بإعادة افتتاح مكتب وزارة السياحة واطلقنا منه تجربة خدمة الزائر، وافتتحنا مركزا للسياحة والثقافة في غرفة طرابلس”.
 
أضاف: “مدينة طرابلس كبيرة وتحتاج الى الكثير من العمل والعمل الإضافي، بتوجيهات من دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وفي الوقت عينه لا اعتبر نفسي غريبا عن طرابلس، فهي مدينتي ونتطلع الى القيام بالكثير من العمل فيها. لقد اتفقنا على تشكيل لجنة أو خلية عمل توجيهية وسيكون اعضاؤها من كل الاختصاصات والقطاع الخاص والبلديات وغرفة التجارة والصناعة، ونأمل ان يكون هناك مشاركة من مؤسسات العزم وأن توفر لنا جمعية العزم الدعم الذي نحتاجه”.
 
وأردف: “اسمحوا لي ان أشير الى أنني في بيت الفن شعرت أنني موجود في أيقونة فن بذاتها، وتتوفر فيها المواصفات التي يمكن لنا ان نستخدمها في السياحة او في الثقافة وفي مختلف المشاريع التي نقوم بها. ومن طرابلس نقول لقد وفينا بوعود اطلقناها وذلك في خلال فترة وجيزة، وقد تقولون ان البلد يمر بظروف صعبة لا تناسب السياحة وأن هموم المواطن أكبر بكثير، فأقول انه من الأفضل أن نضيء شمعة في الظلمة، بدلا من ان نلعن الظلام، وعندنا كل الامل بحكمة دولة الرئيس ميقاتي والزملاء الوزراء وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكي تسهم الاتصالات بإعادة جلسات مجلس الوزراء في القريب العاجل بإذن الله، ونحن نتحرى الايجابيات طبعا وكل وزير في وزارته سواء اجتمعت الحكومة ام لم تفعل عنده مسؤولياته وعليه ان ينال ثقة الناس، فنحن نلنا ثقة مجلس النواب ولا يكفي ذلك ابدا فيجب ان نستعيد ثقة المواطن بالعمل الجاد وأن نستعيد أيضا ثقة المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية ووطننا العربي”.
 
وختم نصار: “طرابلس هي عاصمة الشمال وثاني أكبر مدينة في لبنان، وهي العاصمة الاقتصادية، ونأمل كوزارة سياحة مع وزارتي الثقافة والبيئة وكل الوزارات التي تجمعنا بها قواسم مشتركة ان نقدم قيمة مضافة لطرابلس التي تستأهل منا الخير وتنتظره في الوقت القريب ان شاء الله”.
 
جولة: وكان نصار قد زار مع الوفد المرافق معرض رشيد كرامي الدولي والتقى رئيس مجلس إدارة المعرض أكرم عويضة، ثم بلدية المدينة والتقى رئيسها رياض يمق، وزار قصر نوفل وحديقة المنشية. كما جال على المراكز الأثرية والسياحية: القلعة، سوق النحاسين، خان العسكر وخان الصابون، حمام العبد، سوق الصياغين، جامع المنصوري الكبير. ثم انتقل الى الميناء حيث زار كنيسة مار جرجس، وقلعة الميناء (برج السباع).

وكان وزير السياحة وليد نصار استهل جولته في طرابلس، بلقاء صباحي في قصر الحلو بعد محطة استقبله فيها ممثل الرئيس نجيب ميقاتي مقبل ملك. ثم انتقل الى مكتب السياحة في ساحة عبدالحميد كرامي، حيث أطلق خدمة Vx Kiosk by GWR Consulting بمبادرة من وزارة السياحة التي يمكنها أن تسجل المعلومات وانطباعات الزوار وتضبط معلومات الواقع السياحي.
 
وفي حديث الى الصحافيين، قال نصار: "نحن هنا في جولة في طرابلس بتوجيهات من دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نتحدث بالإنماء والسياحة ولا حجج تحول بيننا وبين العمل، وسنسعى بالتعاون مع القطاع الخاص ونتوجه الى تأليف لجنة بهدف تحقيق تنمية ثقافية وسياحية".
 
غرفة طرابلس
ثم انتقل الى غرفة طرابلس والشمال حيث استقبله رئيس الغرفة توفيق دبوسي، يرافقه مستشار ميقاتي مقبل ملك والمدير العام للآثار في وزارة الثقافة سركيس الخوري، في حضور نائب رئيس الغرفة ابراهيم فوز وعضو مجلس الإدارة محمد عبدالرحمن عبيد ورئيس اللجنة السياحية عضو المجلس جان السيد والعضو السابق لمجلس الإدارة رفيق جبور والفريق العامل في مكتب وزارة السياحة في طرابلس وعدد من الناشطين والمهتمين  بالقطاع السياحي.
 
في بداية اللقاء رحب دبوسي بنصار، مشددا على "أهمية توفر الإرادة الوطنية والتصميم الحثيث على المثابرة في مواجهة التحديات المتعددة الوجوه التي تواجه المجتمع وضرورة فتح الأبواب واسعة أمام بناء الوطن بيد واحدة، فطرابلس الكبرى تمتلك الكثير من الكنوز ومقومات القوة وما علينا إلا أن نعمل معا على وضع خطة لنصل من خلالها الى اعتمادية طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، ولا سيما أننا نملك الإرادة في أن يكون لدينا مرفأ إقليميا دوليا ومطارا إقليميا دوليا في القليعات عكار ومنصة للنفط والغاز ومصفاة للنفط نوفر لها الرابط الذي يتيح لها الإطلالة على البحر، وكل ذلك ضمن إطار مشروع استثماري كبير يتمثل بمنظومة اقتصادية متكاملة تجذب الاستثمارات اللبنانية والعربية والدولية".
 
وشدد على "أن القسم الأكبر من التاريخ الحضاري للبنان موجود في طرابلس الكبرى، وهذا ما يساعد على إطلاق أوسع وأضخم الاستثمارات في القطاع السياحي نظرا إلى جغرافيته المنفتحة على كل الاتجاهات وهذا ما دفعنا بالتالي الى إطلاق الركن الذكي للسياحة الرقمية في لبنان من طرابلس الكبرى، وكلنا ثقة بأن زيارتكم لغرفة طرابلس وجولتكم المقررة ستتبلور من خلالها خريطة طريق تتكامل مع تطلعاتنا المشتركة في التعاون بين غرفة طرابلس كممثلة للمصالح العليا للقطاع الخاص ووزارتكم الموقرة ووزارة الثقافة، لوضع الخطط التي تنهض بالاقتصاد الوطني من طرابلس الكبرى".
 
من جهته أشار نصار الى أن "السياحة صناعة والقطاع السياحي سيشهد حركة متطورة باتجاه المستقبل من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والأهم العمل على إدارة القطاع السياحي على الرغم من كل الظروف المحيطة بنا سواء المادية أو العوامل الأخرى، وما رأيته في مكتب السياحة في طرابلس يستدعي من جانبنا التدخل معا لإعادة ترميمه وتأهيله لكي يعطي الصورة الحضارية التي لطالما امتازت بها طرابلس وضرورة إعادة الحرارة الى السياحة، وما علينا إلا أن نجمع قوانا وتتضافر جهودنا لإعادة الألق الى طرابلس، المدينة الأجمل في لبنان، وما أريد تاكيده، أن وزارة السياحة هي لكل لبنان وتمنياتي أن نصل في نهاية جولتنا الى تشكيل لجنة سياحية توجيهية يتم التواصل معها بشكل يومي من اجل التنسيق والتعاون المستمرين".
 
مشاريع الغرفة
بعد ذلك، جال نصار على مختلف المشاريع المعتمدة في مقر الغرفة، وزار مع دبوسي المركز الذكي للسياحة الرقمية في مقر الغرفة والمكتب الذي خصصته الغرفة لوزارة السياحة، وعبر عن اعجابه بما شاهده من أعمال تقام في غرفة طرابلس من المنظومة الاقتصادية المتكاملة الى مختبرات الغرفة والبنية التقنية التي تتمثل بأحدث المعدات المتطورة. وقال: "أجد ضرورة أن يزور معالي وزير الصناعة غرفة طرابلس للاضاءة على تلك المشاريع والمراكز. مقر الركن الذكي للسياحة الرقمية هو المكتب الثاني لوزارة السياحة في طرابلس، ونحن نشكر للرئيس دبوسي تقديم الغرفة لهذا المركز النموذجي الجامع بين وزارات عدة وليس فقط لوزارة السياحة بل الثقافة والبيئة والصناعة والاقتصاد، وانا في السياق، أعتذر من دولة الرئيس ميقاتي لأنني تأخرت في زيارتي لطرابلس، وأشدد على توفير كل الخدمات والفرص لإظهار صورة طرابلس الشبيهة ببلدتي جبيل القريبة جدا منها، وأنا على ثقة أننا سنعطي الآمال الطيبة لوطننا جميعا".

بلدية طرابلس: في غضون ذلك، إستقبل رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق في مكتبه في القصر البلدي، وزير السياحة وليد نصار، يرافقه مستشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مقبل ملك والمدير العام للآثار في وزارة الثقافة سركيس الخوري، ووفد من اركان الوزارة في بيروت وطرابلس. ودار البحث حول أوضاع المدينة والواقع السياحي والتراثي.

وقال نصار بعد الإجتماع: "بتوجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نلتقي رئيس بلدية طرابلس في إطار جولة شاملة في المدينة، لتقييم واقع المراكز السياحية ووضع خطة كاملة بالتعاون مع القطاع الخاص، خطة سياحية مستدامة من ضمنها اللامركزية الإدارية السياحية، خصوصا وان طرابلس عاصمة الشمال والعاصمة الثانية والاقتصادية للبنان".

أضاف: "نتوجه الى تأليف هيئة لتحقيق تنمية ثقافية وسياحية، تمثل هذه الهيئة كل الإدارات والطاعات، لتتمكن من وضع خطة عمل ومتابعة كل القضايا السياحية مع الوزارات المعنية، وفي مقدمها وزارات السياحة والثقافة والمديرة العامة للآثار، ونأمل أن تمثل بلدية طرابلس في هذه الهيئة".

وأكد نصار "إصرار الوزارة على وضع طرابلس على الخارطة السياحية وتعزيز التواصل مع كل المراكز  السياحية ومكاتب السفر في المدينة".

وردا على سؤال حول خطة ترميم المواقع الأثرية والاهتمام بها لتفعيل السياحة، أجاب : "هذا عمل وزارة الثقافة ومعنا الان المدير العام للآثار من أجل ذلك، سترون وتسمعون بعد مدة قصيرة الخطوات العملية، التي تجسد اهتمام الوزارات المختصة بمدينة طرابلس بعد غيابها السابق، نؤكد ان طرابلس بلد السياحة والتعايش والمحبة والانفتاح والثقافة، ونحن ندعم طرابلس ورئيس بلديتها الدكتور رياض يمق".

بدوره، شكر يمق الوزير نصار على الزيارة، وقال: "لسان حال المدينة يقول ان طرابلس مهمشة، والفيتو على مشاريعها مستمر، وهذه الزيارة تجسد تطلعات جديدة نحو المدينة ونأمل بالانماء المتوازن، والمساعدة في رفع صبغة الإرهاب عن المدينة البعيدة كل البعد عن التطرف والطائفية والإرهاب والضغط على الاعلام المحلي والعالمي لرفع هذه التهمة والتشويه المتعمد، فالعلاقة التاريخية بين مكونات المدينة، مسلمين ومسيحيين، وسنة وعلوية وموارنة وروما، علاقة متجذرة، وتسميات الشوارع والأحياء فيها يشهد على صحة كلامنا، من هنا نأمل في تفعيل السياحة وجلب سواح من دول عدة لترسيخ صورة المدينة الحقيقية وابعاد تهم الإرهاب وشبح التطرف، ولا يجوز اذا وقع حادث يتم اتهام المدينة بالارهاب، وهذا اتهام لكل الشمال اللبناني، والحرمان يطال كل اقضيته، ولهذا تحول محيط طرابلس الى أحزمة بؤس يقطنها اهلنا من المنية الضنية وعكار وبقية الاقضية إضافة الى اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين".

أضاف: "منذ سنتين ونصف تسلمت رئاسة البلدية، ومن ذاك الوقت لم تقدم الوزارات للمدينة اي شيء، رغم أن المدينة تحتاج لكل الأمور وتعاني من حرمانها من كل الخدمات، لاسيما الزفت لتعبيد شوارعها، اضافة الى الخوف من انهيار الأبنية المتصدعة، وسقط بعضها مؤخرا واستشهد سيدتان، لدينا ابنية اثرية قديمة جدا، وهي بحاجة للتأهيل، وجلنا في السابق مع مدير الآثار الذي شاهد بأم العين وقدمنا دراسة متكاملة، لكن بخلوا على طرابلس مبلغ 30 مليون دولار لترميم المدينة القديمة".

بعد ذلك، تفقد الوزير نصار ويمق والوفد المرافق مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، نوفل سابقا، واطلع على المكتبة العامة داخل المركز، وعبر نصار عن "إعجابه بالفن المعماري والنقوشات الهندسية التي تجمع بين الأصالة الهندسية العربية والاوروبية".