Nov 19, 2021 6:29 AM
صحف

حكومة "الوقت الضائع": كرّ وفرّ "وسياحة وسفر"!

أشارت "نداء الوطن" الى ان على الأرجح، ستنتهي "صبحية" قصر بعبدا اليوم بين رئيسي الجمهورية والحكومة إلى قناعة مشتركة على قاعدة "لا تشكيلي ببكيلك" انطلاقاً من موقفهما المتطابق حيال تأكيد الحاجة الملحة لعودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع وعزل العمل الحكومي عن الصراع الدائر بين الثنائي الشيعي والقضاء في ملف تحقيقات المرفأ. وعلى الأرجح أيضاً، أنّ "حزب الله" لن يلقي بالاً للمناشدات الرئاسية ولن يحيد عن مطالبه المتصلبة، ربطاً للنزاع بين "رأس" الحكومة و"رأس" التحقيق العدلي في جريمة 4 آب.

وعلى هذه الحال، تحولت حكومة "معاً للإنقاذ" إلى حكومة اللعب في "الوقت الضائع" مع ارتفاع منسوب فقدان الأمل بإحرازها أي هدف في المرمى الإنقاذي تحت وطأة تشتّت شملها وتشرذم خطوطها وخططها، ليسود واقع من "الكر والفر" والتناحر بين اللاعبين ضمن الفريق الحكومي الواحد... بينما تتجه الأنظار نهاية الشهر إلى مشاركة رئيس الجمهورية ميشال عون في "دورة كأس العرب" التي تستضيفها الدوحة حيث يلتقي على هامش الدورة أمير قطر للتباحث معه في مستجدات الأزمة اللبنانية – الخليجية، في حين يستعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة الفاتيكان الأربعاء المقبل، على أن يقوم كذلك بجولة إقليمية تقوده إلى أنقرة والقاهرة، بالتزامن مع تحميله وزير الخارجية عبد الله بو حبيب رسالة شفهية إلى موسكو تطلب وساطتها "لحلحلة الأوضاع المتشنجة سياسياً".

ورغم ازدحام الرحلات الخارجية على الأجندة الرسمية، غير أنّ أوساطاً مراقبة وضعت نتائجها المتوخاة في خانة لا تتجاوز حدود "السياحة والسفر"، معربةً عن قناعتها بأنّ "كل الجولات والوساطات لن تجدي نفعاً طالما بقي مجلس الوزراء معطلاً ومكبّلاً"، وشددت في هذا السياق على أنّ "السلطة ستبقى تتخبط في دوامتها العقيمة ما لم تسارع بنفسها إلى إصلاح الأعطاب الجوهرية التي تعترض تفعيل العمل الحكومي، وعبثاً سيواصلون اللف والدوران ما لم تبدأ الحكومة بخطوات المعالجة الجدية مع دول الخليج العربي، وأولها استقالة أو إقالة قرادحي".

بدورها، أشارت "الجمهورية" الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يزور قصر بعبدا صباح اليوم للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبحث في سلسلة من الملفات العالقة وتلك التي تخضع للبحث ومن بينها المساعي المبذولة من اجل استئناف جلسات مجلس الوزراء وسط مصاعب تنعكس سلبا على امكانية التفاهم على دعوته الى الانعقاد. فالظروف التي يرغب ميقاتي بتوفرها قبل توجيه الدعوة لم تتوفر بعد كما قالت مصادر مقربة منه لـ"الجمهورية"، ولفتت الى ان مسالة استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي ليست السبب الوحيد. فهناك قضايا مختلفة يجب مقاربتها بغير الطريقة المعتمدة قبل الدعوة الى مثل هذه الجلسة.

ولم تشأ هذه المصادر الدخول في تفاصيل اضافية، ولفتت الى ان ميقاتي سيطلع رئيس الجمهورية على ما تمت مناقشته في اللجان الوزارية المختلفة الاقتصادية الاجتماعية، البيئية، المالية، النقدية والادارية ولا سيما اللجنة المكلفة دراسة الوضع في القطاع العام التي اتخذت سلسلة من القرارات التي تم ربط تنفيذها بجلسات مجلس الوزراء، وهو ما سيدفع ميقاتي الى البحث مع رئيس الجمهورية في آليات تتجاوز هذه المحطة في ظل المصاعب التي منعت مجلس الوزراء من الاجتماع حتى الامس.

وقالت المصادر لـ"الجمهورية" إنّ كل ذلك من اجل ضمان عودة العمل الى الوزارات والمؤسسات الادارية العامة والهيئات المستقلة بمعدل لا ينقص عن 66 % من حضور الموظفين. واضافت ان الحديث عن «رشوة الموظفين» في توصيف ما اتخذ من قرارات في اجتماع اللجنة الوزراية امس هو كلام مرفوض لا بل هو مهين ايضا. فالرواتب لم تعد لها قيمة فعلية تسمح لهم بالحضور يومياً وهو ما يتفهمه رئيس الحكومة والوزراء المختصين.

الى ذلك، الحكومة يبدو انّها ماضية في اجازة قسرية لا حدود لها. وعلى ما تؤكد مصادر وزارية لـ"الجمهورية" فإن "الامور تراوح مكانها، فالرئيس نجيب ميقاتي بذل اقصى المستطاع لإعادة اطلاق الحكومة، من دون أن يلقى استجابة من "المعطّلين" او تقديرا من قبلهم لظروف البلد التي تزداد حراجة وتعقيدا".

وتبعاً لذلك، اعربت المصادر الوزارية عن خشيتها "من تفاقم الازمة والاعباء اكثر في لبنان في ظل استمرار تعطيل انعقاد مجلس الوزراء" لافتة في هذا السياق الى ورود تحذيرات من اكثر من مستوى دولي، وعلى وجه التحديد من المؤسسات المالية الدولية من أن لبنان مقبل على وضع يتجاوز بسوئه كلّ قدرة على احتوائه، إن لم يبادر سريعا الى خطوات انقاذية عاجلة تستطيع الحكومة أن تبادر اليها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o