Nov 19, 2021 5:59 AM
صحف

لا أحد يتقدّم خطوة في اتجاه الخارج... وزيارة ميقاتي الى بعبدا لن تفك أسر الحكومة

مع استمرار التجاذب السياسي- القضائي، تحدثت معلومات لـ"اللواء" عن لقاء بقي بعيداً عن الأضواء بين رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الإعلام جورج قرداحي، للتداول في ما يمكن القيام به لجهة إزالة عقبة تتعلق بالوزير قرداحي لجهة اقدامه على الاستقالة طوعاً. واعتبرت مصادر سياسية لـ"اللواء" تلميحات رئيس الحكومة بمعاودة انعقاد مجلس الوزراء قريبا، بأنه ممكن في حال التوصل الى حل لمشكلة مطالبة الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ومشكلة وزير الاعلام المضافة اليها وقالت: في حين يبدو أن حلحلة مشكلة قرداحي، تبدو ممكنة في رأي بعض المسؤولين، استنادا إلى المشاورات والاتصالات الاخيرة، يبدو أن إيجاد حل لمشكلة تنحية القاضي بيطار، تبدو متعثرة، برغم كل أدوات الضغط والتهويل التي يبذلها حزب الله، لإرغام المسؤولين على اختراع حل ما،من ضمن الدستور او من خارجه، لتحقيق مطلبه، مهما كانت التداعيات بخصوصه.

وتستند المصادر الى ما خلص اليه مجلس القضاء الاعلى في اجتماعه بالامس، وعدم إصداره أي بيان يعلن فيه ما توصل اليه، لتستنتج، بأن الازمة ماتزال تراوح مكانها، باعتبار ان المجلس ملتزم بممارسة مسؤولياته، استنادا الى القوانين ورفضه المطلق التدخل السياسي بمهامه، انطلاقا من الفصل بين السلطات. واستنادا، الى هذه الوقائع، لا ترى المصادر ان يؤدي اللقاء بين رئيسي الجمهورية والحكومة عند التاسعة صباحا اليوم في بعبدا، الى الاعلان عن معاودة جلسات مجلس الوزراء الى الانعقاد من جديد، برغم الانباء التي روجت سابقا، عن التفاهم على مخرج لمشكلة تنحية القاضي طارق البيطار.

اذا، لم يحصل اي تطور جديد لمعالجة الازمات القائمة، برغم الكلام عن مشروع حل يقوم على العودة الى اقتراح سابق للرئيس نبيه بري اساسه إحالة النواب والوزراء المتهمين بالتقصير او الاهمال في إنفجار المرفأ إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بينما يواصل المحقق العدلي طارق بيطار تحقيقاته مع باقي الأشخاص المعنيين او المتهمين، وهي فكرة قيل إنّها لاقت تأييد رئيس الحكومة، ولم يمانعها رئيس الجمهورية، بعد وساطة قادها البطريرك الماروني بشارة الراعي، لكنّها لم تسلك طريقها للتنفيذ.

ويبدو أن إنعدام الحل دفع الرئيس ميقاتي الى التفكير بزيارة الفاتيكان وروما يوم الخميس (25الشهر الحالي) حيث يلتقي المسؤولين في ايطاليا والفاتيكان. بحسب المعلومات، فيما ان وزير خارجية الفاتيكان بياترو غالاغر سيزور لبنان قبل الاعياد للاطلاع على الاوضاع والبحث في امكان زيارة البابا فرنسيس اليه.

لكن المعلومات تُجمع أن الرئيس ميقاتي وثنائي امل وحزب الله وحتى مجلس القضاء الاعلى يرفضون الكلام عن المقايضة بين تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ولإقالة او إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، كمدخل لفتح أبواب الحوار مع السعوديّة وإستئناف جلسات مجلس الوزراء، من باب التمسك بفصل المسارين الحكومي والقضائي ورفض العودة الى الجلسات الحكومية قبل البت بمصير البيطار، ومن باب رفض ما يعتبره "الثنائي" وقرداحي "ابتزازاً للبنان واللبنانيين".

بدورها، كتبت "الانباء الالكترونية: يتضح من المسار الذي ينتهجه رئيس الحكومة في اجتراح اجتماعات وزارية واتخاذ قرارات معيشية واجتماعية، كتلك التي أعلنها أمس بشأن بدل النقل والمساعدة الاجتماعية لموظفي القطاع العام، أن الأزمة الحكومية مرشحة لمزيد من الاستمرار، وأن لا عودة قريبة لانعقاد مجلس الوزراء، وأن ميقاتي بحركته هذه إنما يسعى لوضع كل الافرقاء المعنيين بتعطل الحكومة أمام مسؤولياتهم.

مصادر حكومية كشفت لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن مجموعة ملفات يجري العمل على تنفيذها من قبل اللجان المكلفة دراستها باشراف الرئيس ميقاتي، كتلك التي تم إقرارها أمس. وأشارت المصادر الى العديد من الخطوات المشابهة بما يتعلق بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والبطاقة التمويلية، وغيرها، موضحة أن رئيس الحكومة طلب من جميع الوزراء دراسة الملفات التابعة لوزراتهم وإعدادها لتكون جاهزة لعرضها على مجلس الوزراء في أول اجتماع بعد انقطاع خمسة أسابيع حتى اليوم.

وفي سياق متصل أعرب عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن أمله في أن تكون الأمور ذاهبة باتجاه أفضل، متمنيا ان تكون نتائج المبادرات والاجتماعات التي يجريها الرئيس ميقاتي مع معظم الأفرقاء السياسيين، ايجابية، ومن بينها اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتبرا ان المبادرة التي أطلقها ميقاتي باتجاه موظفي القطاع العام، لا تعني أن العمل متوقف من أجل عودة مجلس الوزراء الى الإنعقاد، لافتا الى ان المؤشرات تتحدث عن نتائج ملموسة في هذا المجال من اجل مقاربة هموم الناس. 

كما تحدث درويش عن زيارات عمل عربية واوروبية سيقوم بها ميقاتي في الأيام المقبلة، بهدف توفير ما أمكن من المساعدات للبنان، آملا في ان تكون مناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال جامعة من أجل التلاقي وحلحلة كل المسائل التي تعترض عمل الحكومة.  وعما حكي عن اجتماع جديد للرئيس ميقاتي مع وزير الإعلام، جدد درويش القول ان موضوع استقالة قرداحي هو نزع لفتيل الأزمة مع دول الخليج. لذلك كان الرئيس ميقاتي واضحا بهذه النقطة التي هي بمثابة خارطة طريق، وهو يعمل على تلقف الايجابيات من كل الافرقاء ويسعى دائما لخفض منسوب الاحتكاك الداخلي ورفع منسوب التهدئة إفساحا بالمجال لمزيد من الاتصالات التي تصب في الصالح العام.

وحول احتمال استقالة الحكومة إذا بقيت اجتماعات مجلس الوزراء معلقة أشار درويش الى ان ميقاتي لن يقدم على خطوة مفجرة للبنان مثل موضوع الاستقالة، بل على العكس فهو يجتمع مع كل الأفرقاء، وحكومته ما زالت تملك القرار بالعمل ومعالجة كل الملفات.

ومع تزايد الحديث عن أسباب تأخير البطاقة التمويلية، أكد درويش أن البنية الأساسية لتنفيذها أصبحت جاهزة ويبقى موضوع تمويلها. اذ من المفترض ان يكون هناك قرار من جهات مانحة لم يُكشف عنها بعد، وعندما يتحدد مبدأ تمويلها تصبح بمتناول الناس.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o