Nov 17, 2021 4:34 PM
خاص

يهود لبنان في "السفارة" ويهود سوريا في دمشق... لا تطبيع إلا بأمر إيراني

المركزية – واضح أن محدلة الإنتخابات لا تميز بين لبناني مقيم وآخر مغترب حتى لو كان مسجلا ضمن طائفة يهود لبنان. واللقاء الذي تم في السفارة اللبنانية في باريس يوم عيد جميع القديسين في 1 تشرين الثاني الجاري بين السفير رامي عدوان وأكثر من خمسين يهودياً من أصل لبناني، في صالونات السفارة، بحضور ممثلين عن سائر العائلات الروحية التي يتشكّل منها "موزاييك" بلاد الأرز شكل سابقة ديبلوماسية. وكان لافتاً في "اللقاء العائلي" الأوّل من نوعه لبنانياً، مشاركة "الحاخام الأكبر في فرنسا" حاييم كورسيا في جزء منه. 

وعلى مسافة زمنية واحدة، زار وفد من يهود سوريا دمشق، واجتمع مع المسؤولين لعرض التطورات في المنطقة والمستجدات وعملية السلام. "لماذا الآن"؟ 

السؤال لا يقتصر على السيدة السبعينية التي غادرت لبنان قبل ثلاثين عاما وكانت ضمن الوفد المشارك في السفارة اللبنانية، إنما أيضا على أوساط ديبلوماسية وضعت هذه الخطوة في سياق التحرك الذي يصب في مشروع التطبيع مقدمة للسلام عبر حل الدولتين. وإذا كان الجواب وصل في كلمة السفير عدوان الذي قال "ان الدولة اللبنانية أخلّت، في بعض الأحيان بواجباتها. وهذه الدولة هي حالياً في خطر ويجب على جميع مواطنيها الذين ينتمون الى مختلف الطوائف أن يتعاضدوا لإنقاذها"،  إلا أن الهمسات في الداخل اللبناني تجاوزت كل هذه الشكليات الديبلوماسية ووضعتها في إطار "تنفيذ عدوان أجندة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتاليا فهذا اللقاء هو خدمة لباسيل وليس للبنان".

السياسي اللبناني الدكتور توفيق الهندي وضع الزيارة في إطار كسب نقاط  وأكد لـ"المركزية" أن "هذه الخطوة لا تمت في المطلق إلى مسألة التطبيع لا سيما أن رئيس جمهورية لبنان هو حليف لحزب الله وجمهورية إيران وهو لا يريد التطبيع ولن يجرؤ على ذلك. والحال نفسها بالنسبة إلى بشار الأسد على رغم الكلام الصادر في المدة الأخيرة عن خروج سوريا الأسد من دائرة إيران. وأي تطبيع فيما لوتم سيكون بين إيران وإسرائيل وهذا من سابع المستحيلات".

بغض النظر عن أهداف "اللقاء العائلي" السياسية إن وُجدت، تقرأ أوساط سياسية خطوة إدخال اليهود إلى السفارة اللبنانية في باريس، بمثابة "الإعلان الرسمي" عن تمييز لبنان للطائفة اليهودية عن الصهيونية. وفي هذا السياق، يشير الهندي إلى أن "المحور الإيراني أراد من خلال هذه الزيارة أن يلمّح الى أنه يميز بين الطائفة اليهودية والصهاينة وأن يوحي للبعض بأنها خطوة نحو التطبيع لأسباب تكتية. أما في الحقيقة فهذا غير وارد لا بالنسبة إلى سوريا التي تشكل حلفا استراتيجيا وتاريخيا مع إيران منذ العام 1979 وهي في صلب محور المقاومة، ولا بالنسبة إلى حزب الله الذي يشكل المكون الرئيسي بين فيلق القدس ومحور المقاومة".

تبقى المسألة التي يتلاقى عليها الجميع من دون استثناء. لماذا صمت حزب اللهحيال الخطوتين ولم يتطرق أمين عام الحزب حسن نصرالله في اطلالاته الاخيرة اليها والى زيارة وزير خارجية الامارات الى سوريا والاجتماع الامني السعودي السوري في القاهرة؟ أكثر من ذلك لم يصدر أي تعليق أو حتى إشارة من قبل نواب الحزب والمسؤولين الأمنيين فيه إلى مضمون كلام السفير عدوان الذي جزم بأن "السفارة هي لجميع اللبنانيين من دون استثناء، بمن فيهم اللبنانيون الذين ينتمون الى الطائفة اليهودية".

يؤكد الهندي بأن صمت حزب الله يندرج في إطار سياسة "لعبة الدمى ومحركها" وطالما أن الحزب يؤدي دور المحرك فهو يفضل أن يترك الأمور على حالها كونها تبرز الناحية الإيجابية في توجهاته لجهة التمييز بين الطائفة اليهودية والصهاينة، أضف إلى ذلك أنها لا تضر بالرئيس عون". ويضيف: "كلها حركات تكتية يأمل الحزب من خلالها تأمين مصالح شخصية، كما الحال بالنسبة إلى سوريا التي تأمل من خلال زيارة وفد من يهود سوريا دمشق عودة بشار الأسد إلى الدائرة العربية وتأمين المنفعة المادية من خلال أموال الخليج لإعادة إعمار سوريا".

ويختم الهندي: "ثمة من يفترض أن الهدوء السائد بين محور إيران وإسرائيل يمهد للتطبيع وإحلال السلام إلا أن العداء قائم ولكل طرف أسبابه التكتية في تحديد ساعة الصفر لإعلان الحرب، وهي خاضعة للظروف وموازين القوى. وأي كلام عن تطبيع بين محور المقاومة وإسرائيل ليس إلا جزءا من السياسة التكتية التي تعتمدها إيران وحلفاؤها أي حزب الله وسوريا".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o