Nov 17, 2021 3:58 PM
خاص

قطار حل أزمة سوريا... هل ينطلق من قمة الجزائر؟

المركزية - أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاسبوع الماضي، أن بلاده ستحتضن القمة العربية المقبلة في آذار 2022 بعد تأجيلها منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا، معتبراً أنها ستكون "فرصة لإصلاح جامعة الدول بما يتماشى ورؤيتنا للعمل العربي المشترك".  

بحسب مصادر مطلعة، فإن عقد القمة العربية في الجزائر يأخذ في الاعتبار عودة سوريا عبر الباب الرئيسي لجامعة الدول العربية في إطار مسعى الجزائر لإصلاح الوضع. وقد سبق أن تحدث وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في الأمر قائلا إن جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية.  

وهنا تسأل المصادر عما اذا كانت فرنسا ستدخل على خط معالجة الازمة السورية عشية القمة العربية في الجزائر كخطوة فرنسية باتجاهها لإنجاح القمة وتأكيد الحرص الفرنسي على افضل العلاقات بين البلدين بعدما توترت في الاونة الاخيرة. في المقابل، تُظهر المعطيات المتوافرة ان مشاريع حل الازمة السورية وعودتها الى الحضن العربي لم تحظ حتى الان بموافقة اميركية أو حتى عربية بعدما تبين ان هذه المشاريع تؤمن التبرير لحليف ايران قبل ان يحسم خياره وينهي تحالفه معها. فقد بات معلوماً ان العرب ينتظرون من الرئيس السوري بشار الاسد ان يبادر باتجاههم وليس العكس، باعتبار ان تبريره عدم قدرته على فك تحالفه مع ايران قبل ان يبادر العرب ويأتوا اليه في غير محله، خصوصا وان روسيا الموجودة في سوريا قادرة على مساعدته. وتشير المصادر الى ان عودة العرب الى سوريا والمشاركة في إعادة إعمارها تحتمان على الاسد اتخاذ الموقف الشجاع في هذا المجال.   

في السياق، تسأل اوساط دبلوماسية غربية عن اي سوريا نتحدث طالما  هناك اكثر من سوريا وليس سوريا موحدة. وبالتالي، فإن المطلوب من النظام حسم امر مناطق الشمال في ادلب حيث مساحات شاسعة منها تحت سيطرة الجيش التركي والمنظمات الارهابية. ولكن هل من مؤشرات لعودة قريبة لسوريا الى الحضن العربي؟ هل سيقبل الاسد بفك ارتباطه بايران؟  

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد لـ"المركزية" "ان الحديث بدأ عن عودة سوريا الى الحضن العربي انطلاقاً من دعوة النظام لحضور القمة العربية التي ستعقد في الجزائر. كما ان زيارة وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد لسوريا كانت لافتة جداً، هذه الشخصية المرموقة التي تألقت في موضوع التطبيع مع اسرائيل في واشنطن. لكن يبدو ان الوسيط الاساسي لكل هذه الحركة العربية والأنباء الايجابية لعودة سوريا الى الحضن العربي، مصدرها الانفتاح الاردني على النظام في سوريا. فالمصالح الاقتصادية الكبرى للاردن تفرض عليه التنسيق مع النظام السوري، خاصة بعدما أعاد النظام السيطرة على نقطة العبور ما بين سوريا والاردن، واستعاد درعا. وبدأت الحركة مع علاقات مدير المخابرات الاردنية مع النظام السوري ومن ثم دخول الملك عبدالله على الخط. واعتقد ان للانفتاح الاماراتي على سوريا قطبة مخفية "اردنية" هي التي شجعت في هذا الاتجاه".   

ويعتبر عبد القادر "ان عودة سوريا الى الحضن العربي وخاصة ذاك الذي يعتبر صديقا او متحالفا مع الولايات المتحدة، تتطلب شروطا، أهمها التخفيف من النفوذ الايراني. لكن هل بشار الاسد جاهز للحد او التخلص من النفوذ الايراني على الاراضي السورية؟ هذا السؤال من الصعب جدا التكهن بالاجابة عليه، لأن الجميع يعرف ان علاقة سوريا بايران في زمن حكم بشار الاسد تختلف كليا عن العلاقة زمن حافظ الاسد. بشار الاسد ارتمى كلياً في احضان النظام الملالي في ايران واصبح اسيرا له. لكن روسيا ستشجعه على الحد او التخلص من هذا النفوذ"، مشيراً الى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يسمحوا له بالعودة الى الحضن العربي بصورة كاملة وحضور مؤتمر قمة قبل تنفيذ شرطين أساسيين: الاول ان يكون بالفعل جاهزا لقبول نوع من التسوية الامنية على الاقل اذا لم تكن الجغرافية مع اسرائيل والثاني اخراج الايرانيين من سوريا. لا يظنن أحد ان تطبيع العلاقات ما بين السعودية وايران سيكون سهلا جدا كما يتصور البعض، لأن النظامين خصمان لدودان. واذا كانت السعودية اشترطت خروج ايران من سوريا فلا يمكن عودة النظام إلا بعد تنفيذ هذا الشرط"، لافتاً الى "ان زيارة بن زايد الى سوريا كانت نوعا من الاختبار لسبر أغوار ماذا يخبئ في فكره العميق، وقد تكون نقطة اتصال لبحث الامور بعمق وبصراحة كاملة نحو المصالح العربية".  

ويختم عبد القادر "ان المسيرات الايرانية والصواريخ الباليستية التي تُطلَق من اليمن او من حدود مجهولة بما فيها تلك التي أصابت منشآت النفط التابعة لأرامكو، كلها أسلحة ايرانية. من هنا، صعوبة اعادة تأهيل نظام الاسد ليكون جزءا من الامة العربية قبل قطع علاقاته بايران. استبعد مثل هذا التطور في الوقت الراهن، على الاقل دول الخليج لن توافق، ومصر ستساند هذا الموقف. والارجح ان الوقت لم يحن  بعد لعودة سوريا الى الحضن العربي". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o