Nov 09, 2021 3:08 PM
خاص

الاسد يرغب لكن يعجز عن "استعادة عروبته"...في قبضة ايران!

المركزية- بين خطي المفاوضات والمواجهات يقبع الوضع السوري منذ مدة. ففيما يقف الشمال على أعتاب عملية عسكرية تركية بعد نشر مئات الجنود وتوجيه الأوامر لفصائل المعارضة بالاستعداد للانطلاق من عدة محاور من بينها جهة أعزاز وجهة تل أبيض، تكثف اسرائيل ضرباتها الجوية مستهدفة مواقع ومقار للجيش السوري ومستودعات وشحنات اسلحة لحزب الله، كان آخرها ليل امس في المنطقتين الوسطى والساحلية بصواريخ اطلقت من الأجواء اللبنانية الشمالية انفجرت في منطقة ريف حمص الجنوبي الشرقي، ضمن المنطقة التي تتواجد فيها ثكنات عسكرية، ومركز قيادة لإحدى الفرق العسكرية الهامة في الجيش السوري وصولًا إلى منطقة مطار الشعيرات في ريف حمص التي يتواجد فيها "حزب الله" ومجموعات ايرانية، بعد هجمات مماثلة شنتها تل ابيب الاسبوع الفائت.

في المقابل، لا تبدو درب المفاوضات الجارية على اكثر من محور سالكة، فالاجتماع الدولي حول سوريا وفق صيغة أستانا، الذي يعقد جولة جديدة في مدينة نور سلطان منتصف كانون الأول المقبل، لا يقدم جديدا بعدما باتت الرتابة سمة كل اجتماعاته، في حين لا تبدو المفاوضات الايرانية- السعودية التي يحضر الملف السوري من ضمنها الى جانب ملفات اليمن في شكل خاص والعراق ولبنان، منتجة او فاعلة على مستوى الحلول المنشودة ، وقد توقفت بعد اربع جولات استضافتها العراق اثر انتخاب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي وحكومته، وسط معلومات لـ"المركزية" عن امكان انتقالها الى سلطنة عُمان. وقد طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الرياض بـ"جدية أكبر" فيها، موضحا ان "الاتصالات بين إيران والسعودية لم تنقطع رغم أن بعد الجولة الرابعة لم تجر أي محادثات جديدة بشكل حضوري...وان التقدم في المحادثات مرهون بتجاوز الرياض مجرد التصريحات الإعلامية".

اما الضغط العربي والخليجي على سوريا لفك تحالفها مع ايران تمهيدا للعودة الى الحضن العربي، فيبدو بدوره تراجع بعدما تبين انه من دون جدوى ، بحسب ما تقول مصادر سياسية رفيعة لـ"المركزية"، ذلك ان الرهان العربي على قدرة الرئيس بشار الاسد على فك هذا التحالف وتاليا اخراج طهران واذرعها من الميدان السوري ساقط كونه ثبُت انه خارج قدرة الاسد نفسه. وتوضح ان في وقت لا تحرز المفاوضات الايرانية السعودية اي تقدم يذكر، يبقى الاسد فاقدا زمام المبادرة عاجزا عن اتخاذ قرار على هذا المستوى، فهو لولا تدخل ايران للدفاع عنه في الحرب السورية بما امكنه من استعادة سيطرة النظام على معظم الاراضي السورية لكان خسر المعركة حكما، وهو "دين في رقبته" للايراني الى جانب الروسي الذي كان له دور فاعل في السياق ايضا. وتبعا لذلك، فإن الكلمة الفصل في سوريا للايراني والروسي لا للاسد ونظامه، وبين هذين الطرفين يقبع الصراع الخفي الذي تغذيه موسكو باطلاق يد اسرائيل في ضرب طهران وتنظيماتها في سوريا.

وتعتبر المصادر، ان الاسد ولو رغب حقا بالتخلي عن ايران والعودة الى موقعه العربي الطبيعي، وفق ما وعد كبار المسؤولين العرب الذين اجروا اخيرا اكثر من اتصال به،  لا سيما الملك الاردني عبدالله بن الحسين(عراب الاسد في المنطقة) وولي عهد دولة الامارات محمد بن زايد آل نهيان، وقد حط في مطار دمشق اليوم وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد في زيارة هي الاولى منذ العام 2011 فيما اعتبره البعض مقدمة لاعادة العلاقات الى مجراها، انما يبقى السؤال هل يمتلك القدرة، على رغم ان مصلحته باتت اليوم عربية اكثر من اي وقت مضى، في ضوء الحصار العالمي على ايران التي تتعرض لانهيارات اقتصادية ومالية وتظاهرات احتجاجية ومناكفات مع دول الجوار، فيما تشير  تقارير استخباراتية" الى سوء العلاقة بين الرئيس الاسد وحزب الله المصنّف بدوره ارهابيا دوليا وعربيا، وهو يعاين ما اصاب لبنان بفعل سيطرة الحزب على القرار فيه، لكنّ  اوضاع الرئيس السوري باتت تشبه الى حد ما احوال السلطة الحاكمة في لبنان، فهما عاجزان عن قول لا لحزب الله ومن خلفه ايران، ومفتاح تحريرهما من سطوته في جيوب الدول العظمى وربما على طاولة فيينا النووية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o