Nov 09, 2021 7:12 AM
مقالات

حراك انتخابي لبناني في دمشق… فما موقف القيادة السوريّة؟

كتبت صفاء درويش في موقع mtv:

يمكن القول بوضوح إنّ سوريا خرجت من لبنان عام 2005 ولكنّ حضورها السياسي لا يزال موجودًا. خفت في سنوات اتهامها باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعاد وتم تفعيله بعد صمت آلة الحرب على أراضيها. 

لا ينكر السوريون اليوم بتاتًا أنّ حراكًا انتخابيًا لبنانيًا تشهده أروقة العاصمة السورية دمشق. بيد أنّ هذا الحراك لا يعني بالطبع وجود نيّةٍ سورية جدّية في التدخّل في عملية التحضير للانتخابات بشكل مباشر. 
المعلومات تشير إلى أنّ الجانب السوري غير مقتنع اليوم بأن الإنتخابات في لبنان ستحصل في موعدها. معطيات عدّة تدفع القيادة السورية إلى التشكيك بإمكانية الحكومة اللبنانية اجراء الانتخابات بموعدها. يشرّح مصدر سياسي سوري المشهد بدقّة، انطلاقًا من اليمن وصولًا الى بيروت، مرورًا بالتصعيد الأمني في العراق وتأزّم المفاوضات السعودية الإيرانية. يجزم أن المشهد لم ينضج بعد، وأنّ المفاوضات في مختلف الملفات وصلت إلى مفترقٍ طرق خطير غير واضح المصير. يحط في قراءته في سوريا، اذ يشير الى أن انسحاب قسم كبير من القوات الأميركية مع ما سيترافق من تقارب بين قوات قسد، المدعومة اميركيًا، الدولة السورية برعاية روسية يعني أن تقاسم نفوذ كبير يجري بين الدولتين العظمتين. اضافة إلى ذلك يؤكد المصدر أن الصراع الأميركي الفرنسي كان جليًا في الشرق الأوسط أخيراً، وهو سينسحب بالطبع على لبنان، في مواضيع النفط واعادة اعمار المرفأ. 
يختم متسائلًا: هل هذه الضبابية كلّها مع الصراعات الجانبيّة في قلب كل محور على حدة ستسمح بإجراء انتخابات في لبنان؟

وبعيدًا عن القراءة السورية التشاؤمية، تؤكد المعلومات أن شخصيات سياسية لبنانية عدّة زارت دمشق في الأسابيع الأخيرة طالبة وساطتها إمّا للضغط من أجل تشكيل لوائح انتخابية بطرق معينة، أم لفرض مرشح هنا وسحب آخر هناك. الجانب السوري لم يصدّ أيّاً من ضيوفه، ولكن قرار قيادته حتى الساعة هو عدم التدخّل وافساح المجال أمام حزب الله لمعالجة "الحرد" الكبير الواقع داخل فريق الثامن من آذار.
في هذا الإطار، وعلى سبيل المثال لا الحصر، طُلب من القيادة السورية مباشرةً الضغط من اجل اتمام تحالفين سياسيين، الأوّل في دائرة البقاع الغربي والثاني في عكار، وذلك من قبل شخصيتين سياسيتين، الأولى تسعى لضمان مقعد لها في مجلس 2022 والثانية تسعى لرفع حاصل لائحتها المتواضع في الدائرة. 
كانت الاجابات غير حاسمة، وهي لن تكون كذلك في المدى المنظور على الأقل. يعلم الجانب السوري تمامًا أن المعركة النيابية اليوم هي معركة مصيرية قد تحدّد اسم رئيس الجمهورية المقبل بشكل كبير، وهذا الأمر بحاجة لنضوج التسويات الاقليمية وليس فقط التحالفات النيابية في لبنان، ولذلك نأى بنفسه عن حلفائه وعن الملف برمّته.

فهل بات السوريون يؤمنون بضرورة عدم التدخّل في ملفات لبنان أم أن الانتخابات النيابية لن تجري بموعدها ولا داعي لهدر الوقت والجهد على استحقاق مؤجّل؟ الأشهر المقبلة كفيلة بحمل الجواب الشافي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o