Nov 07, 2021 2:41 PM
مقالات

فارس ... جبل النار

كتب محمد سلام

"ينسب إلى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: ليت بيننا وبين فارس جبل من نار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم.

بغض النظر عن دقة النقل أو زعم النحل صار التمني شائعاً بعد إعلان فارس سيطرتها على أربع عواصم عربية، فليت حقاً بيننا وبين فارس جبل من نار من يحاول منهم أن يأتي إلينا يحترق ومن يحاول من أرضنا الإلتحاق بهم يحترق.

كل حديث، ولو بحسن نيّة، عن حسن جوار مع دولة فارس التي تحتضن مرقداً للمجوسي أبو لؤلؤة قاتل خليفة راشدي هو مضيعة للوقت لا تستفيد منه إلا ولاية فقيه لا تكن للعرب ذرة من إحترام أو مودة يعبّر عنها المخزون الثقافي الفارسي في معادلة تاريخية تعتقد أن "كلب أصفهان يشرب الماء البارد والعربي في الصحراء يأكل الجرذان..."

أحزاب الفقيه الفارسي تنشر الفساد في الدول العربية، وليس آخرها ما كشفت عنه الكويت من توقيف خلية تابعة لحزب فارس-الجناح اللبناني بتهم إرهاب وتبييض أموال وتهريب مخدرات، علماً بأن الكويت هي متضرر رئيسي من تهريب الكبتاغون وقد طلبت مراراً عبر مراسلات دبلوماسية من لبنان تزويدها بمعلومات وتوقيف مهربين "يقيمون في الضاحية الجنوبية لبيروت" ولم تحصل على جواب.

كما أن سفارة لبنان في دولة الكويت لا سفير يديرها منذ أكثر من ثلاث سنوات نظراً لرفض دولة الكويت قبول أوراق إعتماد سفير منتسب إلى حزب فارس، كما أن القائم بالأعمال الذي يدير سفارة الكويت حالياً يقال، والله أعلم، أنه من الحزب الجبراني.

فعلاً ليت بيننا وبين فارس جبل من نار، هذه المعادلة صارت بمثابة دعاء شعبي بعد محاولة مسيّرة أقلعت من داخل بغداد إغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإطلاق صواريخ على منزله الخاص لكن الله كتب له السلامة من براثن ضباع فارس.

طالما أن العراق هو الأب العضوي لدول الهلال الثلاث (العراق-سوريا-لبنان) منذ العام 1920 لا بد من السؤال: هل ستنطلق المسيرات لتنفذ إغتيالات في لبنان؟ ومن ستستهدف: ساكن قصر، وما أكثر القصور، أم ساكن سراي خال من شاغله ... فتلاحقه إلى بيته وما أكثر البيوت؟؟؟؟؟

ليس بيننا وبين فارس جبل من نار لأننا نعيش في نار فارس التي أمّن حطبها رؤساء حكومات سنة برروا الشراكة مع ميليشياتها المسماة زوراً مقاومة وأمنوا لها شجرة عائلة زائفة مزورة جعلوها شقيقة لجيش وطني سيادي لا شريك له وعينوها حاكماً لشعب ورثت إحتلاله ... وخصت رجاله."

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o