Nov 07, 2021 10:51 PM
اقليميات

محاولة إغتيال الكاظمي تنديد دولي وعربي.. نعرف المرتكبين وسنكشفهم

اتهم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في ختام اجتماع استثنائي للحكومة، بعض الجهات بالعبث بأمن العراق وتحويله لدولة عصابات، مشيرا الى أننا "نعرف مرتكبي جريمة محاولة الاغتيال فجرا في المدينة الخضراء ببغداد، وسنكشفهم".

وتابع الكاظمي: "نجحنا في تلبية مطلب العراقيين بإجراء انتخابات مبكرة ووفرنا كل ما طلبته مفوضية الانتخابات، وبلدنا يمر بتحديات ليست وليدة اليوم ولا نتاج هذه الحكومة وتمكنا من حل أزمات اقتصادية وصحية، هناك من يريد أن يختطف العراق لكننا لن نسمح له بأن ينال منه، تجاوزنا السياسات الخاطئة للحكومات العراقية السابقة".

وأعلن أن "العراق لن يكون عرضة لمغامرات طائشة لأنه يمتلك شعبا واعيا وإرثا حضاريا عميقا، وسنلاحق الذين ارتكبوا محاولة اغتيالي نعرفهم جيدا وسنكشفهم".

في بيان شديد اللهجة، دان مجلس الوزراء العراقي اليوم الأحد محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، معتبرا أن الجماعات المسلحة المجرمة تجاوزت  الدولة ورموزها

كما وصف الاعتداء الذي طال فجرا منزل الكاظمي عبر طائرات مسيرة مفخخة، بـ "الإرهابي الجبان".

كذلك أكد أن محاولة الاغتيال هذه "تعد استهدافاً خطيراً للـدولة على يد جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات الأمنية والعسكرية ضعفاً؛ فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام.

إلى ذلك، شدد على أن القوات الأمنية تعهدت بحماية البلاد وسيادته أمام كل من تسول له نفسه تحدي الدولة، وستقوم بواجبها الوطني في ملاحقة المعتدين ووضعهم أمام العدالة.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية ستعمل للكشف عن الجهات المتورطة في هذا الفعل الإرهابي، والقبض عليها، وتقديمها إلى المحاكمة. وختم معتبرا أن "من يظن أن يد الأمن لا تصل إليه واهم"، مشددا على أنه ليس هناك كبير أمام القانون.

سيناريو الاغتيال

وكانت  وزارة الداخلية العراقية قد اكدت أن محاولة اغتيال الكاظمي، جرت باستخدام 3 طائرات مسيرة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع).

وأشارت الداخلية العراقية إلى ان القوات الأمنية تمكنت من إسقاط طائرتين اثنتين. 

فيما استهدفت الثالثة المنزل الواقع في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، والتي تضم عدة سفارات أجنبية ومؤسسات حكومية رسمية، ما أوقع أضرارا مادية، وأدى إلى إصابة عدد من عناصر حماية رئيس الحكومة.

وذكرت "الحرة" أن المنطقة الخضراء شهدت إطلاق نار كثيف فجر اليوم، دفع البعض للاعتقاد أن هناك محاولة لاقتحام المنطقة، لكن تبين أنها كانت أصوات مضادات الطائرات التي أسقطت المسيرتين. 

 صاروخ  على سطح منزل الكاظمي:

ولاحقا عثرت القوات الأمنية المسؤولة عن إجراء التحقيق في محاولة الاغتيال على صاروخ لم ينفجر على سطح المنزل .

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الصاروخ الذي حط فوق مقر الكاظمي فجر اليوم.

فتح تحقيق: والى ذلك، أعلن العراق، صباح اليوم، فتح تحقيق لمعرفة مكان إطلاق الطائرة المسيرة المفخخة التي استخدمت في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي، في وقت وصف الرئيس العراقي، برهم صالح، العملية بالـ "جريمة نكراء" بحق بلاده.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إنه "تم فتح تحقيق لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المسيرة المفخخة"، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية باشرت جمع الأدلة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع).

وأكد رسول أن الأوضاع الأمنية مستقرة وآمنة بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، مؤكدا أن القوات الأمنية تعمل على حفظ النظام.

إلى ذلك، قالت قيادة العمليات المشتركة في العراق إنها ستطارد كل من يحاول المساس بأمن الدولة، وأكدت أن "القوات الأمنية قادرة على درء المخاطر"، على ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

صالح: من جانبه، قال الرئيس العراقي في تغريدة على تويتر "إن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق، ويستوجب وحدة الموقف في مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه. لا يمكن أن نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري".

اتهامات وتهديدات

يذكر أن الهجوم المذكور وقع في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي عقدت في العاشر من أكتوبر الفائت (2021)، مع رفض الفصائل الموالية لإيران، والكتل السياسية الممثلة لميليشيات الحشد الشعبي النتائج الأولية التي بينت تراجع عدد مقاعدها بشكل كبير.

كما أتى عقب موجة انتقادات وتهديدات أطلقها قياديون في تلك الفصائل التي توصف في العراق بالولائية، ضد الكاظمي متهمينه بتزوير نتائج الاستحقاق الانتخابي، فضلا عن توجيهه أوامر للقوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين من أنصارهم في محيط المنطقة الخضراء.

حزب الله العراقي ينفي ضلوعه:

ونفى فصيل “كتائب حزب الله” المسلح، المدعوم من إيران، الضلوع بعملية محاولة اغتيال الكاظمي، الأحد، متهما الكاظمي بـ”لعب دور الضحية”.

وورد في بيان صادر عن المتحدث باسم الكتائب، أبو علي العسكري، إن "ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل عليها الدهر وشرب، ووفق معلوماتنا المؤكدة، أن لا أحد في العراق لديه حتى الرغبة لخسارة طائرة مسيرة على منزل رئيس وزراء سابق".

وأضاف: "إذا كان هناك من يريد الإضرار بهذا المخلوق الفيسبوكي فتوجد طرق كثيرة جدا، أقل تكلفة وأكثر ضمانا لتحقيق ذلك، ومما يثير السخرية أنه يدعو إلى ضبط النفس والتهدئة، فمن يا ترى عليه أن يقلق، ومن فقد السيطرة على نفسه".

وتابع: "ألا لعنة الله عليك وعلى من أيدك، والحمد لله على نعمة العقل والدين".

إدانات لاستهداف الكاظمي

بايدن: وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالعمل الإرهابي على الدولة العراقية، مؤكداً أن فريق الأمن القومي الخاص به سيساعد في تحديد هوية منفذي الهجوم.

وقال في بيان أدان فيه الهجوم بشدة، “أصدرت تعليمات إلى فريق الأمن القومي لمساعدة قوات الأمن العراقية”، مشيراً إلى أن وقوف واشنطن بحزم مع الحكومة والشعب في العراق لدعم سيادته واستقلاله. كما قال إن منفذي الهجوم على منزل الكاظمي يريدون تقويض العملية الديمقراطية في العراق، مشيداً بدعوة رئيس الوزراء العراقي إلى ضبط النفس والحوار.​

الخارجية الأميركية: ودانت وزارة الخارجية الأميركية الهجوم، الذي استهدف منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء اتي تضم مبان حكومية وسفارات أجنبية، وعرضت المساعدة في التحقيق.

وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في بيان "هذا العمل الذي يبدو أنه إرهابي، والذي ندينه بشدة، كان موجها إلى قلب الدولة العراقية"، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وأضاف "نحن على تواصل وثيق مع قوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله وعرضنا مساعدتنا مع تحقيقها في هذا الهجوم".

كذلك، أدانت البعثة محاولة اغتيال الكاظمي، وأعربت في بيان عبر تويتر اليوم عن ارتياحها لعدم تعرض رئيس الوزراء لأي أذى.

كما شددت على وجوب "عدم السماح للإرهاب والعنف والأعمال غير القانونية أن تقوض استقرار العراق وتخرجه عن مسار العملية الديمقراطية.

وأعلنت عن ضم صوتها لصوت الكاظمي في الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس، داعية جميع الأطراف للتصرف بمسؤولية في موضوع خفض التصعيد والدخول في حوار لتخفيف التوترات السياسية وتعزيز المصلحة الوطنية للبلاد.

جونسون: كما دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "بشدة" الهجوم الذي استهدف نظيره العراقي مصطفى الكاظمي، وفق ما أعلن مكتبه اليوم.

وأفاد "داونينغ ستريت" بأن جونسون أعرب أيضا "عن تعاطفه مع المصابين" بعدما استهدفت طائرة مسيرة مفخخة مقر الكاظمي في بغداد في وقت سابق اليوم.

ردود فعل عراقية

كذلك، دان رئيس إقليم كردستان العراق، وقال: "ندين بشدة محاولة الاعتداء على منزل رئيس الحكومة العراقية".

وفي تعليق له على محاولة اغتيال الكاظمي، قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر "إن هذا العمل الإرهابي، استهداف واضح وصريح للعراق، ليعيش تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب".

وعزا الصدر ما حدث إلى حالة الفوضى التي تسيطر عليها قوى "اللا دولة"، بحسب وصفه.

وناشد الصدر القوى الأمنية والجيش العراقي الأخذ بزمام الأمور والسيطرة على أمن العراق.

بدوره، أدان زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم استهداف منزل الكاظمي، محذرا من تعريض هيبة الدولة للخطر.

تعليق ايراني: قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن "محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي هي فتنة جديدة".

وعلق شمخاني على استهداف منزل مصطفى الكاظمي في تغريدة على تويتر : "يجب التحري عنها (المحاولة) في مراكز الفكر الأجنبية، والتي لم تجلب منذ سنوات، من خلال خلق ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال البلاد، سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار للشعب العراقي المظلوم"، وفق وصفه.

وتمثل تغريدة شمخاني أول رد فعل إيرانية رسمية على محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الكاظمي، فجر الأحد.

مجلس التعاون الخليجي يدين

ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، محاولة الاغتيال، التي وصفها بـ"الآثمة".

وأكد نايف الحجرف "الرفض القاطع لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية والتي استهدفت أمن واستقرار العراق"، مشيرا إلى أن أمن العراق من أمن دول المجلس.

وعبر الأمين العام لمجلس التعاون عن التضامن مع العراق والشعب العراقي للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.

مصر تستنكر

وفي القاهرة، دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محاولة اغتيال الكاظمي ودعا كافة الأطراف والقوى السياسية بالعراق إلى التهدئة ونبذ العنف.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن "الأعمال الإرهابية البائسة لن تُثني العراق عن استكمال مسيرة الإنجازات الوطنية".

الرياض: عمل إرهابي جبان

كذلك أعربت وزارة الخارجية السعودية عن أدانة المملكة العربية السعودية بشدة للعمل الإرهابي الجبان، الذي استهدف رئيس مجلس الوزراء العراقي.

وأكدت وقوفها صفا واحدا إلى جانب العراق، حكومة وشعبا، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثا منع العراق من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه.

البرلمان العربي يشجب:

ودان البرلمان العربي في بيان، "محاولة الاغتيال الفاشلة  مشددا على "رفضه  هذه الاعتداءات الإرهابية الاثمة".
 
وأعلن تضامنه الكامل مع جمهورية العراق والشعب العراقي، و"اتخاذ ما يلزم من إجراءات  للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه".
 
واكد أن "أمن العراق جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي"، مطالبا ب "فتح تحقيق فوري لكشف  هذه العملية الإجرامية الفاشلة التي تهدف لضرب مؤسسات الدولة". 

الاردن يتضامن:

كذلك أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اتصالا هاتفيا مع الكاظمي، أعرب خلاله عن إدانته واستنكاره لمحاولة الاغتيال الإرهابية الجبانة التي تعرض لها الكاظمي، والتي تستهدف تهديد أمن العراق واستقراره.

وجدد عبد الله الثاني، خلال الاتصال، التأكيد على وقوف الأردن وتضامنه الكامل مع العراق وشعبه، في دعم أمنه واستقراره، وجهود الحكومة العراقية في مواصلة الحرب على الإرهاب.

وعبر العاهل الأردني عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والحرص على توسيع التعاون في المجالات كافة.

ماكرون:

كما اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالكاظمي، وأكد خلاله إدانته للحادث الإرهابي الذي تعرض له رئيس مجلس الوزراء.

الاتحاد الاوروبي:

بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي بمعاقبة المسؤولين عن محاولة الاغتيال التي نجا منها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشدداً على أهمية الحوار السياسي داخل البلاد في مرحلة ما بعد الانتخابات. وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل، في بيان صدر عنه اليوم الأحد أن التكتل يدين بشدة الهجوم الذي نفذ الليلة الماضية على مقر إقامة الكاظمي في بغداد بواسطة طائرات مسيرة، بحسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم" الإخباري. وتابع: "يجب تقديم مرتكبي محاولة الاعتداء هذه إلى العدالة. أي من أشكال العنف مرفوض ولا يمكن السماح له بتقويض العمليات الديمقراطية". وأشار المفوض الأوروبي إلى أن الهدوء وضبط النفس والحوار يحظى بأهمية قصوى في مرحلة ما بعد الانتخابات، مضيفا: "يتعين على كافة الأطراف الانخراط في حوار سياسي والتعاون للتعامل مع التحديات التي يواجهها العراق، بما يصب في مصلحة البلاد والشعب العراقي". وتعهد بوريل بأن الاتحاد الأوروبي "سيواصل دعم الشعب العراقي في طريقه نحو السلام والاستقرار والازدهار".

بلينكن: في غضون ذلك، علّق وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، مساء اليوم الأحد، على الهجوم الذي استهدف مقر إقامة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي.

وأوضح بيان لمكتب رئاسة الوزراء العراقية، أن الكاظمي تلقى اتصالا هاتفيا مع بلينكن، حيث أعرب الأخير "فيه عن غضبه وقلقه العميقين من حادث الاعتداء الجبان على رئيس مجلس الوزراء، الذي عدّه اعتداءً على العراق وسيادته، وليس على رئيس الحكومة فحسب". وأعرب بلينكن، عن تقدير الولايات المتحدة الأميركية العالي للنهج القيادي للكاظمي، وشجاعته في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه البلد، وتهدد أمنه واستقراره. كما أكد الكاظمي وبلينكن حرصهما على الالتزام بتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يخدم مصالح شعبيهما.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o