Oct 30, 2021 4:31 PM
تحليل سياسي

معالجة رسمية قاصرة لأزمة غضب الخليج واستقالة قرداحي بداية البحث في الحل
الكويت تطرد سفير لبنان وملف عزله على طاولة الجامعة العربية
خلية الازمة بحضور اميركي: لبقاء الحكومة... وفرنجية من بكركي: لن ندفّعه الفدية

المركزية- ليس بالتمنيات ولا بالمناشدات ولا باستدرار العطف على البلد المنهار وشعبه الذي يحصد ويلات ممارسات منظومته الفاسدة تعالج اخطر ازمة على الاطلاق اوقع لبنان نفسه فيها، متجها نحو عزلة عربية هي الاولى في تاريخه. وليس باجتماعات خلية ازمة ولا باتصالات مع دول اجنبية ولا حتى باستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي الذي شكلت مواقفه النقطة التي فاض بها كأس الخليجيين وفجرت حمم غضبهم تجاه لبنان. فالمنعطف المصيري الذي بلغه لبنان اليوم يستوجب ابعد من ذلك كله وابعد ايضا من استقالة حكومة برمتها. واذا كان من علاج يمكن ان يوقف المسار الانحداري البالغ الخطورة الذي بلغته علاقة لبنان مع اشقائه العرب، فهو ليس حتما في مجمل المواقف والاجراءات التي حاول بها اركان السلطة سحب فتيل الانفجار والتي لا ترتقي بأي شكل الى مستوى الازمة، انما بموقف رئاسي تشكل الذكرى الخامسة لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا افضل مناسبة لاعلانه وتجنيب لبنان قطع آخر نقطة من انبوب الاوكسيجين العربي عنه. المطلوب بكل جرأة وحفاظا على القسم الرئاسي ان يطل الرئيس عون على اللبنانيين والعرب والعالم غدا، معلنا بالفم الملآن تحييد لبنان عن صراعات الاقليم والنأي به بالفعل لا بالقول عن كل مضاعفاتها وتمييز دولة لبنان عن دويلة حزب الله القابضة على كل مفصل في السلطة من الرئاسات الثلاث الى الحكومة والمجلس النيابي، واطلاق مسار الفصل الاجرائي بينهما، على ان تشكل استقالة وزير الاعلام بداية البدء في مسار البحث عن الحل لأزمة لا يتصورن احد الى اين قد تقود لبنان فيما لو لم تعالج باللازم في اسرع وقت، وقد بات عزل لبنان عن العرب مسالة وقت بعدما وضع ملفه على طاولة الجامعة العربية، في حين تكر سبحة طرد سفرائه من هذه الدول تمهيدا لقطع علاقاتها بالكامل معه.

الكويت تطرد السفير: ففي وقت غادر السفير السعودي وليد بخاري بيروت اليوم، على ان يغادر سفير لبنان لدى السعودية فوزي كبارة الرياض غداً بعد أن قُطعت العلاقات الديبلوماسية والإقتصادية بشكل كامل، استدعت وزارة الخارجية الكويتية، سفيرها من لبنان، وطلبت من السفير اللبناني لديها مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، وأشارت إلى أن “القرار بشأن لبنان جاء بسبب استمرار التصريحات السلبية من المسؤولين اللبنانيين وبعد عدم معالجة المواقف المرفوضة والمستهجنة ضد السعودية ومجلس التعاون الخليجي”.ولفتت إلى أن “لبنان لم يتخذ الإجراءات الكفيلة لردع عمليات تهريب المخدرات للكويت والخليج”. وعبرت الكويت عن حرصها على الأشقاء اللبنانيين المقيمين في الكويت وعدم المساس بهم، وأوضحت أن “قرارنا حول لبنان جاء بسبب إستمرار التصريحات السلبية من المسؤولين اللبنانيين وإستناداً للعلاقة التاريخية والروابط بين الكويت والسعودية”.

خلية الازمة: على خط المعالجات، وبناءً على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتشكيل خلية أزمة للبحث في “الأزمة المستجدة مع السعودية”، عقد اجتماعً في وزارة الخارجية، ضم وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير الاقتصاد امين سلام، وزير المالية يوسف خليل، وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي ومدير عام القصر الجمهوري انطوان شقير. كما انضم القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريتشارد مايكلز لمدة نصف ساعة وغادر. وأشار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، بعد انتهاء الاجتماع، إلى أننا “تواصلنا مع الأميركيين لحضور الاجتماع لأنهم قادرون على معالجة الأزمة الراهنة”. وكشف أن “أطرافًا دولية دعت ميقاتي إلى “استبعاد” خيار الاستقالة عن الطاولة”. أما وزير التربية عباس الحلبي فقال: “العمل الحكومي مستمر ولا يمكن ترك البلد من دون حكومة بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها”. وأضاف: “الموضوع قيد المعالجة ونتطلع إلى ساعات قليلة لمعالجة تداعيات الأزمة. وأملنا كبير أننا قادرون على التوصل الى حل هذه الأزمة قريبًا”.

قرداحي ليس فدية: وفي السياق، زار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي.واكد بعد اللقاء ان قرداحي إذا استقال أو أُقيل لن نسمي خلفاً له، لافتاً الى ان "مصلحتي الشخصية والسياسية تقول انه يجب ان اشجع قرداحي على الاستقالة ، وقد عرض علي ان يقدم استقالته من قصر بعبدا اوالبطريركية المارونية، لكني رفضت لان ضميري لا يسمح لي ان اطلب من وزير لم يخطئ خلال وزارته ولا اقبل ان يقدم قرداحي فدية عن احد. وتمنى الاستمرار بأفضل العلاقات مع الدول العربية.. وقال: "خلال السنوات ال ١٥ الأخيرة لم يكن لدينا أي موقف ضد الدول العربية والخليجية وهذا ليس انطلاقاً من التزلف الذي يمارسه البعض بل انطلاقاً من قناعاتنا". واضاف: التعاطي معنا بدونية بالنسبة للمملكة العربية السعودية لا يجب ان يكون وقرداحي حمل بكثير اكثر مما قاله وانا معه في اي قرار يتخذه. وتابع: "ما بتحرز" ان الشعب اللبناني كله يدفع الثمن ونحن نبحث عن كرامة لا عن ربح وخسارة. وأوضح ان  "الرعايا اللبنانيون يعطون الدول أكثر مما يأخذون وهم يعملون بعرق جبينهم "ومش إعاشة" وليسوا لاجئين وإن كان الأمر كذلك "نحنا إلنا عالفليبين" ولا نتعاطى بدونيّة مع المملكة العربية السعوديّة بل بكرامتنا ولا نفتّش عن ربح وخسارة بل عن كرامة وقرداحي ظُلم وأنا معه".

الجامعة قلقة وتناشد: من جهتها، اعربت الجامعة العربية عن "بالغ قلقها وأسفها للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثاً لاستعادة قدر من الايجابية في تلك العلاقات يعين لبنان على تجاوز التحديات التي يواجهها".ولفت الأمين العام للجامعة احمد أبو الغيط، إلى أن "الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الاعلام اللبناني وما تلاها من احداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانياً بشكل ينزع فتيلها، ولا يزكي نارها على نحو ما حدث وأوصل الأمور الى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصاً". وأكد ثقته "في حكمة وقدرة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن ان تضع حدا لتدهور تلك العلاقات، ما يسهم في تهدئة الاجواء بالذات مع ​المملكة العربية السعودية​، ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لجهات ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عري الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية".كما ناشد المسؤولين في دول الخليج بـ "تدبر الاجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقفـ، بما يتفادي المزيد من التأثيرات السلبية على ​الاقتصاد اللبناني​ المنهار، والمواطن الذي يعيش اوضاعاً غاية في الصعوبة"

تحييد لبنان ومراجعة سياساته: داخليا، وفي موقف نوعي من الازمة، اكدت الهيئة السياسيّة في التيار الوطني الحُرّ اثر اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل "على وجوب تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية التي لا علاقة له بها، مع تمنّيه الرفاه والأمان لكل الدول العربية وشعوبها، يستعيد في هذه اللحظات العصيبة والمفصليّة، ما قاله رئيسه في ١٨ كانون الثاني ٢٠١٩: "لبنان، مهما أخفق او أخطأ، يبقى البلد الصغير الكبير، اخاً صغيراً ورسالةً كبيرةً لكُم. احتَضِنوه ولا تَتركوه، فهو لَمْ يطعن يوماً أحداً ولمْ يَعتدِ على أيّ مواطن عربي، بل كان ملجأً وحامياً وحافظاً لشعوبكم ومُعمّراً لبلدانكم، ومستوعِباً لتنوّعكم. لا تخسروه…". إنّ هذا لا يعفي لبنان ابداً من وجوب مراجعة كامل سياساته العربيّة بمّا يؤدّي الى اتّخاذ كُلّ الاجراءات اللازمة من جانبه بغية تأطير هذه العلاقات وتفعيلها، على قاعدة احترام الذات واحترام الآخر". واسف بشدة للأزمة العميقة التي تؤثّر منذ فترة على العلاقة مع المملكة العربية السعوديّة خاصةً ومع دول الخليج عامةً، تلك العلاقة التي نتطَلّع دائماً الى أن تكون مبنيّة على أُسس الاحترام المتبادل في سياق من التعاون المؤسّساتي الدائم لصيانة المصالح المُشتركة.  إن هذه الأزمة، الآخذة في التعمّق، تستوجب منّا جميعاً، لبنانيّين وسعوديّين ودوَلاً عَربيّة، القيام بمُراجعة ذاتيّة، وبدء حوار صادق، صريح ومباشر، على قاعدة الأخُوّة وفي ضوء التحوّلات الكبيرة الحاصلة، لتحقيق المصالحة الشاملة وتنقيَة العلاقات وتَجديدها بما يؤدّي الى مأسستها واستِقرارها ونموّها، فلا يعود ‏للآراء أو المواقف الفَردية أيّ تأثير سلبي عليها. 

ادانة لبنانية من الخليج: اما في تداعيات الازمة على اللبنانيين العاملين في الخليج، فقد صدر عن مجلس التنفيذيين اللبنانيين، مجلس العمل اللبناني في أبوظبي، مجلس الأعمال اللبناني في الكويت، مجلس العمل اللبناني في دبي والامارات الشمالية، وهيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية تحت عنوان "لقد طفح الكيل!! جاء فيه: يدين رؤساء مجالس الأعمال والمدراء التنفيذيين اللبنانيين في دول الخليج العربي، بأقسى عبارات الاستهجان والشجب، ما جاء على لسان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، مؤكدين انه لم يعد هذا التمادي في الإساءات لدول الخليج العربي، كما والتغاضي عنه، مقبولاً بأي شكل من الأشكال من قبلنا، فقد طفح الكيل!يجب أن يفهم الجميع في لبنان، كلٌ من موقعه، أن الشعب اللبناني الذي يتمسّك بالتضامن والوفاء والعلاقات التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي، لا يمكن أن يقبل بأن يتحوّل لبنان منبرًا للتهجّم أو الإساءة لهذه الدول، أو لتهريب ممنوعات أو لتهديد أمنها واختراق سيادتها. كما أنه لا يرضى أبداً بأي سياسة أو خيار أو محور يُخرج لبنان من بيئته العربية التي يتفاعل معها، ويحيا فيها، منذ عشرات السنين. من هنا نجدد ونؤكّد رفضنا القاطع لاستمرار هذا النهج المدمر والمسيء، ونطالب المرجعيات والمسؤولين في لبنان بأن يقوموا بكلّ ما يلزم لإعادة لبنان إلى موقعه العربي الطبيعي. كما وأخذ القرارات الحازمة من إقالات واستقالات وغيرها من الإجراءات، لإصلاح العلاقات اللبنانية-الخليجية وإعادتها إلى سابق عهدها المزدهر. إننا كجاليات لبنانية في هذه الدول نعيش بين أهلنا وإخواننا في وئام ووفاق، شركاء متضامنين في السراء والضراء، ولن نسمح لقلة طارئة بأن تعكّر علاقاتنا بهم، وتسيء إليهم، فيما نحن وسائر اللبنانيين لم نرَ منهم إلا الخير والتضامن في كلّ مرة تعرّض فيها لبنان إلى حرب أو اعتداء أو أزمة. ولا بد لنا هنا ان ننوه بحكمة قيادات دول الخليج وشعوبها التي تميّز بين إساءات المسؤولين وتصرفاتهم الخرقاء وبين سواد الشعب اللبناني الذي يكنّ كل المودة لهذه الدول وقياداتها.وبناء على ما سبق، لن يقبل المغتربون اللبنانيون في دول الخليج الشقيقة بعد اليوم التلاعب في مستقبل أعمالهم وعائلاتهم عبر تصريحات ومواقف مسيئة لأهلنا في الخليج من أية جهة أتت".

الادلة موجودة: الى ذلك، وبعدما طلب رئيس الجمهورية ميشال عون امس من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اجراء الاتصالات اللازمة مع السفارة الأميركية في بيروت والسفارة اللبنانية في واشنطن، للاطلاع على الظروف التي دفعت وزارة الخزانة الأميركية الى فرض عقوبات على النائب جميل السيد وجهاد العرب وداني خوري، اكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرج أن “العقوبات الأميركية لا يتم نشرها بطريقة عشوائية من دون معلومات دقيقة وبحث عميق، فالأدلة موجودة في بيان على موقع وزارة الخزانة الأميركية باللغتين العربية والإنكليزية “.وأضاف، في حديث لـ”الجديد”: “الشعب اللبناني الذي نزل إلى الشارع هو الذي طالب بمحاسبة هذا الفساد وعدم إحترام سيادة القانون وليس فقط المجتمع الدولي، والعقوبات هدفها التضامن مع اللبنانيين”.وأشار إلى أنه “بشكل عام الولايات المتحدة تحث الدول العربية وخاصة السعودية والإمارات والدول في المنطقة على التواصل مع الحكومة اللبنانية”.وختم: “الحكومة الأميركية تعمل مع المجتمع الدولي لتأمين الدعم للحكومة اللبنانية، ونحن ننتظر منها الشفافية والمحاسبة”.

اقليميا، أعلنت الحكومة السورية أن “دفاعاتها الجوية تصدت لهجوم إسرائيلي جديد على مواقع في ريف دمشق”. وأكدت الخارجية السورية، في بيان، “سماع دوي انفجارات في محيط دمشق”، مضيفة: “دفاعاتنا الجوية تتصدى لصواريخ معادية من اتجاه الأراضي المحتلة على ريف دمشق”. وقال مصدر عسكري للإعلام الرسمي: “ان إسرائيل في حوالى الساعة الـ11:17 من صباح اليوم أطلقت “رشقة صواريخ أرض-أرض من اتجاه شمال فلسطين المحتلة مستهدفة بعض النقاط في ريف دمشق”، متابعًا: “تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، وأدى العدوان إلى إصابة جنديين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.ووفقا لبعض التقارير الإعلامية، وقعت هذه الانفجارات في في اللواء 94 بمنطقة الديماس، بالتزامن مع تصاعد أعمدة الدخان من ضاحية قدسيا. أما “المرصد السوري”، فلفت إلى أن “الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مستودعات لـ”حزب الله” ومجموعات إيرانية في قدسيا بريف دمشق، ومواقع للنظام”.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o