Oct 20, 2021 6:30 AM
صحف

لا توافق لبنانياً حول الترسيم المفاوضات تستأنف ومقاربات جديدة للوسيط الاميركي

علمت «اللواء» ان لبنان سيستمع الى المقاربات الجديدة للوسيط الاميركي في مف تىرسيم الحدود مع اسرائيل اموس هوكشتاين، وستكون له مقاربات قد تكون مختلفة عما سبق بعد تعذر الوصول الى نتائج في المفاوضات السابقة بعد تعديل خط الحدود من النقطة 23 الى النقطة 29، حيث تردد ان المسؤولين سيطرحون استئناف التفاوض من دون شروط او خطوط مسبقة وجديدة، لكن بما يحفظ السيادة والحقوق اللبنانية، بحيث انهم سيرفضون اي شراكة في الحصص الناتجة عن التنقيب في الحقول النفطية والغازية المشتركة مع الكيان الاسرائيلي، وسيطرحون امكانية استحداث خطوط جديدة تكفل ما امكن من حقوق لبنان من دون ان يكون ذلك سبباً في عرقلة المفاوضات أو نسفها، خاصة بعدما تبين من إصرار اميركي على معالجة المشكلات القائمة من خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية فيكوريا نولاند الاسبوع الماضي.لكن قبل وصول هوكشتاين جرت اتصالات ولقاءات لتوحيد الموقف اللبناني برؤية واحدة غير مختلف عليها.

ومن المقرر ان يبدأ هوكشتاين محادثاته بلقاء اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ان يجول على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم يلتقي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عند الرابعة عصراً، فقائد الجيش العماد جوزف عون واعضاء الوفد اللبناني المفاوض الى الناقورة، ويطّلع على ما يحمله الوفد من اقتراحات وطروحات لأنه كان حاضرا في قلب المفاوضات في الفترة السابقة قبل ان تصبح من مهمة ديفيد ساترفيلد و ديفيد هيل وديفيد شينكر وجون دوروشيه.

وتوقفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين قبل عام بوساطة أميركية في أيار الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، في حين يشكل ترسيم الحدود البحرية أهمية بالغة للبنان، من شأنه أن يسهّل استكشاف الموارد النفطية ضمن مياهه الإقليمية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية من جهتها أنه سيؤكد خلال لقاءاته في بيروت «استعداد إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن لمساعدة لبنان وإسرائيل على إيجاد حل مقبول للطرفين بشأن حدودهما البحرية المشتركة من أجل مصلحة الشعبين».

وكان من المفترض أن تقتصر المفاوضات على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربعاً، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً وتشمل أجزاء من حقل «كاريش» الذي تعمل فيه شركة يونانية لصالح إسرائيل.

وبحسب الخارجية الأميركية، سيبحث هوكشتاين «الحلول المستدامة لازمة الطاقةس التي يشهدها لبنان منذ أشهر، مع تراجع قدرته على توفير الفيول الضروري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء وأزمة شح المحروقات.

وافادت «الأخبار» ان الاتصالات الجانبية التي جرت مع الأميركيين في الأسبوعين الماضيين، أفضت - عملياً - إلى قبول لبنان بتعليق المفاوضات التي يتولاها وفد عسكري في الناقورة. وتشير المصادر إلى أن الفكرة الأميركية الجديدة تقوم على جولات مكوكية يجريها الوسيط الجديد بين بيروت وتل أبيب، ويلتقي خلالها بالمسؤولين المعنيين فيهما، سواء كانوا سياسيين أو مدنيين أو عسكريين للتوصل إلى حلول سريعة.

لكن مصدراً معنياً بالملف، أكد لـ«الأخبار» أن التفاهم لم يتم بعد بين المسؤولين اللبنانيين حول المرحلة المقبلة. وأن النقاش سيحصل ربما خلال زيارة الوسيط الأميركي أو بعدها. لكنها لفتت إلى أن الأمر «معقد»، وعلى لبنان اتخاذ قرار على قاعدة «أكل العنب وعدم قتل الناطور»، وأن العدو قد يتجه إلى وقف أي شكل من التفاوض إذا كان سيسير وفق الآلية السابقة.

ولفت خبراء عملوا على الملف إلى أن الوسيط الأميركي قد يستهدف عملياً إلغاء كل تعديل كان الوفد العسكري قد أعده بما خص تحديد نقطة الانطلاق في البحث، وأن الهدف يتجاوز إجبار لبنان على التنازل عن حصته الكاملة، إلى دفعه نحو نوع من التطبيع غير المباشر، من خلال محاولة الجانب الأميركي فرض فكرة «الصندوق المشترك» الذي سبق للأميركيين أن روجوا له، بتكليف شركة تنقيب أميركية، بموافقة الجانبين، تتولى تصريف المخزون على أن توضع العائدات المالية في صندوق مستقل يجري التفاوض على توزيع موجوداته بين الجانبين.

على أن اللافت في هذا السياق، إشارة مصدر مطلع إلى أن هناك شركات عالمية تتناقش في إمكانية التقدم من لبنان بعرض خاص، يقوم على شراء مسبق للمخزون النفطي أو الغازي، بعد التثبت من وجوده، على أن يتمكن لبنان فوراً من استخدام هذا العائد لمعالجة مشكلاته الاقتصادية والمالية، بينما تتحمل الولايات المتحدة ضمانة الأمر لدى الشركات المنقبة والمسوقة للعائد النفطي أو الغازي.

وعشيّة زيارة هوكشتاين، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" ان الجانب اللبناني ينتظر ما يحمله الموفد الاميركي من طروحات جديدة بعدما غاب سلفه دوروشيه من دون ان يقدم اي اقتراح عملي، تاركاً الامر للوفدين اللبناني والاسرائيلي، في اعتبار ان الموقف الاميركي محصور بمهمة تسهيل المفاوضات ورعايتها للتوصّل الى ترسيم نهائي للخط البحري بتوافق الطرفين.

ولذلك، ليس لدى الجانب اللبناني اي تصور من موضوع الترسيم، لا سيما لجهة استئناف المفاوضات في حال طرح الموفد الاميركي اي فكرة تقود الى هذه المرحلة، في حال استمرار تجميد توقيع المرسوم 6433 وعدم تقدم اي طرح يوحي بتوافق اللبنانيين على خيار واضح ونهائي.

 وتزامناً مع وصول هوكشتاين، قالت الخارجية الأميركية في بيان "اننا مستعدون لمساعدة لبنان وإسرائيل على حل مقبول في شأن الحدود البحرية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o